نشرت صحيفة “واشنطن بوست” افتتاحية تحت عنوان “بعد فورت هود”، استهلتها بقولها ان الرئيس أوباما كان محقاً في تحذيره من القفز الى الاستنتاجات الخاطئة قبل توافر جميع الحقائق في حادث اطلاق النار بقاعدة فورت هود. اذ سيكون من السهل اطلاق مثل تلك الاستنتاجات نظراً للجذور العربية للمتهم بإطلاق النار الميجور نضال مالك حسن، وانتظامه للصلاة في مسجد “سلفر سبرنغ”، ولشعوره بالاضطهاد داخل الجيش بسبب دينه حسبما قالت احدى قريباته. وتوضح الافتتاحية أن الجريمة البشعة التي اتُهم الميجور حسن بارتكابها لا تمثل أي دين، ولا أي منظمة ارهابية، وانما عمل شخص شرير أو مشوش. فهذه الجريمة لا تمثل 3آلاف مسلم أميركي يعملون بالقوات المسلحة بشرف، ولا حتى أسرة الميجور التي استنكرت الحادث وأدانته. وتشير الافتتاحية الى أن من الأسئلة الواضحة المطروحة أثناء التحقيقات هي ما اذا كان باستطاعة المباحث الاتحادية أو السلطات العسكرية منع الميجور حسن من الوقوع في هذا الخطأ. اذ تشير وكالات الأنباء الى أن المشتبه به أثار انتباه المسؤولين قبل ستة أشهر على الأقل بسبب تعليقاته على شبكة الانترنت التي أثنت على التفجيرات الانتحارية. بينما تشير مصادر أخرى الى أنه تلقى ارشادات حول أدائه الضعيف أثناء تدريبه كطبيب نفسي، وأنه كان يعارض ارساله الى العراق أو أفغانستان، وأنه حاول ترك الجيش. فهل تم الانتباه بما يكفي لهذا التذمر والسلوك التهديدي؟ وتضيف الافتتاحية أنه سيتعين على المحققين تحديد ما اذا استطاع الميجور حسن تهريب أسلحة وذخيرة الى داخل القاعدة التي يعمل بها رغم حظر حمل الأسلحة المحشوة. فقد كان أغلب الجنود القتلى من الهجوم غير مسلحين، ولم يوقف المعتدي سوى شجاعة شرطية مدنية هي كيمبرلي مونلي. وتختتم الافتتاحية بقولها ان الميجور حسن، الطبيب النفسي، كان مكلفاً بمساعدة الجنود الذين يعانون من ضغوط الحرب. وقد أكد أقاربه تأثره أثناء عمله بمركز والتر ريد الطبي لثماني سنوات بحالات اضطراب ما بعد الصدمة التي عالجها. ورغم ذلك فقد أقدم الميجور حسن، وليس هؤلاء الجنود المضطربين، على رفع السلاح واطلاق النار على زملائه. وسواء كان ذلك بدافع من الحسابات المسبقة أو الجنون المؤقت، فقد ترك جرحاً مؤلماً للعاملين بقاعدة فورت هود، والذي ينبغي على الدولة بذل قصارى جهدها لعلاجه.
Leave a Reply