الخوف من «ركود كبير» بسبب الأزمة المالية لعب لصالحهالجمهوريون يقلّلون من شأنه ويضعونه «خارج السياق الوطني العام»لانسنغ – خاص «صدى الوطن»أسهمت أزمة البورصة المالية في تعميق حالة القلق الإقتصادي في صفوف ناخبي ولاية ميشيغن، مما أدى إلى تعزيز موقع المرشح الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما في أحدث إستطلاع للرأي رعته محطة القناة السابعة بالإشتراك مع صحيفة «ديترويت نيوز».وأظهر الإستطلاع الذي شاركت فيه أيضاً ثلاث محطات تلفزة من خارج الولاية وأجرته مؤسسة «إيبيك إم آر آي» في مدينة لانسنغ خوفاً حقيقياً من كارثة إقتصادية قومية.وقال ثلاثة من كل خمسة ناخبين إنهم قلقون من إمكانية أن تسبب الأزمة المالية الحالية «ركوداً كبيراً» آخر. وقال أيضاً تسعة من كل عشرة ناخبين إنهم قلقون بشأن تأثيرات الموقف الحالي على الإقتصاد برُمته.ووسط هذا الخوف، يبدو أن تأييد المرشح الديمقراطي باراك أوباما آخذ في الإرتفاع. فقد أظهر الإستطلاع أن الناخبين يفضلون أوباما على خصمه الجمهوري جون ماكين بفارق 10 نقاط مئوية (48 – 38)، ما يمثل قفزة بلغت 9 نقاط مؤوية في تقدم أوباما، منذ الإستطلاع الذي أجرته المؤسسة ونشرت نتائجه قبل أسبوع.وقال خبير الإستطلاع في المؤسسة بيرني بورن أن هنالك أفضليات عدة لصالح المرشح أوباما، بما في ذلك التغيرات العشوائية القائمة في أي شريحة عشوائية من الناخبين. غير أن بورن قال إن الإستطلاع يعكس أيضاً، حركة حقيقية باتجاه أوباما.وبفارق 10 نقاط مئوية (42 – 32) يقول ناخبو ميشيغن إن أوباما طرح أفكاراً للتعامل مع الإنهيار المالي تعبّر عن وجهات نظرهم.ويحظى الإستطلاع الذي أجري على عينة من 400 ناخب، واستمر من السبت حتى الإثنين، بهامش خطأ يبلغ 5 نقاط مئوية مما يعني بأن تقدم أوباما بعشر نقاط يبقى قائماً من ناحية تقنية مع وجود هذا الهامش.ويؤمن الناخبون الذين شملهم الإستطلاع بنسبة 5 – 1 أن الوضع القائم يبرهن عن الحاجة إلى قوانين أكثر صرامة للمؤسسات المالية. ويبدون دعمهم للخطوة الحكومية بوضع البد على شركتي القروض العقارية العملاقتين «فاني ماي» و«فريدي ماك»، لكن بفارق أقل بكثير (50 إلى 40 نقطة مئوية).غير أن الناخبين انقسموا بالتساوي تقريباً حول الخطة التي طرحتها إدارة الرئيس بوش لإنقاذ المؤسسات المالية المهددة بالإنهيار بتخصيص 700 مليار دولار من أموال دافعي الضرائب لهذا الغرض، حيث أيدها 44 بالمئة وعارضها 14 بالمئة.وفي مقابلات لاحقة عبر الناخبون المشمولون بالإستطلاع عن شكوكهم حيال (نجاح) الخطة.وقالت آليس (74 سنة) من مدينة وست لاند: «لا أعتقد أنهم لديهم ما يكفي من الأموال لتقديم 700 مليار دولار». وقال ريك لوف (58 سنة) من مدينة فينتون: «إنني قلق بشأنها لكن عدم القيام بأي شيء ليس أمراً جيداً لست ارى أي بديل..». وأظهر الإستطلاع تمتع المرشح الجمهوري ماكين بدعم متواصل حول السياسة الخارجية، وهو الموضوع الذي ستدور حوله المناظرة الرئاسية الأولى ليل الجمعة. (إقترح ماكين تأجيلها إلى موعد لاحق بسبب الأزمة المالية الطارئة).وبينت المقابلات اللاحقة أيضاً مدى عمق تأثير الأزمة لدى عائلات ميشيغن. وعبر لوف وهو ساعي بريد عن قلقه من أن يفقد برنامج توفير تقاعدي إمتلكه على مدى عقود قيمته. وقالت جودي ميللر وهي مدرسة متقاعدة من مدينة بلومفيلد هيلز ومتطوّعة في مركز ضحايا الهولوكوست إنها إتصلت بشركة التأمين العملاقة إي إي جي الأسبوع الماضي مدفوعة بالقلق من أن تؤدي المشاكل المالية للشركة إلى تلاشي أموال التقاعد التي تمتلكها لديها.ومنح الناخبون أفضلية ضئيلة للمرشح الجمهوري ماكين حول مجمل الشؤون الخارجية، مفضلينه على خصمه الديمقراطي بنسبة 54 إلى 24 بالمئة، إضافة إلى تفضيله على أوباما فيما يخص عدداً من القضايا، من بينها حماية أميركا من هجوم إرهابي، والعمل مع بلدان أخرى لمكافحة الإرهاب والتعامل مع النفوذ الإيراني المتنامي. غير أن أوباما حصل على درجات أعلى بقليل حول موازنة الدبلوماسية والقوة في التعامل مع روسيا وعلى فارق عشرين نقطة مئوية حول تحسين صورة أميركا في العالم. وانقسم الناخبون بالتساوي حول من بإمكانه إدارة أفضل للحرب في العراق وأفغانستان.وكان إستطلاع أجرته المؤسسة في الفترة بين 14 – 17 أيلول، أظهر تنافساً حاداً بين المرشحين حيث حصل أوباما على نسبة تأييد بلغت 43 بالمئة مقابل 42 بالمئة لماكين. وهنالك العديد من العوامل التي ربما أسهمت في التحول الكبير لصالح أوباما، من ضمنها تغيير حقيقي في شعور الناخب، والعدد الأقل للمقابلات في الإستطلاع الجديد والخطأ العشوائي القائم في كل الإستطلاعات.ويأتي الإستطلاع الجديد متزامناً مع نتائج إستطلاعين على الصعيد الوطني نشرا يوم الأربعاء الماضي وأظهرا أيضاً قفزة في نسبة الدعم للمرشح أوباما. فقد أظهر إستطلاع أجرته صحيفة «واشنطن بوست» بالإتشراك مع محطة آي بي سي، تفوق أوباما بعشر نقاط مئوية.من جهته وصف خبير الإستطلاعات في حملة ماكين بيل ماكنتورف الإستطلاع بـ «الخارج عن السياق» مع إستطلاعات «وطنية أخرى» طارحاً شكوكاً بإمكانية أن يكون قد شمل محازبين ديمقراطيين أكثر منهم ناخبين من الشرائح العامة.وأظهر إستطلاع لشبكة «فوكس نيوز» تقدماً لأوباما بفارق ست نقاط، بزيادة ثلاث نقاط عن إستطلاع مماثل للشبكة في أوائل شهر أيلول.واشارت المتحدثة الإقليمية بإسم حملة ماكين سارة لانتين إلى إستطلاع آخر في ميشيغن أجرته المؤسسة الإستشارية للحزب الجمهوري «ماركيتينغ ريسيرش غروب» وأظهر هذا الإستطلاع الذي أجري في الفترة بين 15- 20 أيلول الجاري أن ماكين يتقدم بثلاث نقاط.ومن بين 22 إستطلاعاً أجري في ولاية ميشيغن حتى الآن لم يتقدم ماكين على خصمه الديمقراطي أوباما سوى باثنين.ويفيد موقع «إستطلاع الإستطلاعات» حول آراء الناخبين في ولاية ميشيغن أن معدل تقدم أوباما ظل 3 بالمئة. وقال لانتين إن إستطلاعات ميشيغن الأخيرة تغيرت بصورة كبيرة وعزّزت الولاية مكانتها كـ«أرض معركة». وأضاف إن ناخبي الولاية يتطلعون إلى رئيس يتعاون مع ضفتي الكونغرس لتحقيق التغيير الحقيقي والنوعي ورأى لانتين «أن جون ماكين هو الوحيد الذي يمتلك سجلاً من هذا التعاون».من جهته رأى الناطق بإسم أوباما برانت كولبرن في الإستطلاع الأخير دليلاً على ثبات خططه الإقتصادية في الولاية.أضاف: «لقد ذكرت أخبار الأسبوع الفائت باقي البلاد بما يعرفه ناخبو ميشيغن جيداً، وهو أن سياسات جورج بوش وجون ماكين قد أضعفت إقتصادنا وكلفتنا فقدان وظائف».
Leave a Reply