حملة المرشح الجمهوري لم تلق بثقلها المالي بعد.. وقوانين قد تلجم حماسة الناخب اللاتيني
قبل حوالي خمسة أسابيع من موعد انتخابات الرئاسة الأميركية، لا يزال المرشح الجمهوري ميت رومني يواجه صعوبة بالغة في تقليص الفارق الذي يفصله عن الرئيس باراك أوباما حسب استطلاعات الرأي، وذلك بالرغم من سعي رومني الى إنعاش حملته الانتخابية في جولة بالحافلة تشمل ولايات أوهايو وفيرجينيا ووسكونسن سيصوب خلالها سهامه على الإقتصاد الأميركي المتعثر.
رومني متوسطاً المرشح لمنصب نائب الرئيس بول راين والسناتور الجمهوري روب بورتمان قبل توجههم الى تجمع انتخابي في مدينة دايتون (أوهايو). (رويترز) |
وتشير استطلاعات الرأي حالياً إلى أن أوباما يتقدم بشكل مريح على حاكم ماساتشوستس السابق على المستوى الوطني وكذلك، وهو أكثر أهمية، في ثماني ولايات من أصل تسع، تعتبر حاسمة بالنسبة لنتيجة الانتخابات.
وحاول رومني تعويض تخلفه باستطلاعات الرأي، لاسيما في الولايات المتأرجحة، بالتأكيد على ثقته بالفوز في السادس من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وانتقاله الى التركيز على الاحتكاك المباشر مع الناخبين بعد تعرضه للانتقاد بسبب امضائه المزيد من الوقت في جمع التبرعات بدلا من اللقاءات العامة.
وبعد «وعكتين انتخابيتين» تعرضت لهما جهود رومني، عبر «الفيديو المسرب» واستقالة أحد مديري الحملة، سعى رومني الى تصحيح موقفه بالقول إنه سيكون رئيساً يعمل لصالح جميع الأميركيين، بعد أن كشف الفيديو المسرب قوله إنه لا يراهن على ٤٧ بالمئة من الناخبين الذين يعتاشون من المخصصات الحكومية ولا يدفعون الضرائب.
وقال رومني لقناة «أي بي سي» إنه يتجه الى الفوز يوم الانتخابات بالرغم من استطلاعات الرأي التي تبدي تأخره خلف أوباما الذي تجاوز عتبة التأييد البالغة 50 بالمئة في ولايات حاسمة قد تقرر نتيجة السباق.
وفي مقابلة أخرى مع قناة «أن بي سي» أكد رومني «أنا سعيد جداً لأن حملتنا تحمل رسالتنا الى الناس في مختلف أنحاء أميركا، وسوف نفوز». وشدد «لا شك لدي في الأمر. سوف نفوز».
وبدوره، تفرغ نائب رومني، بول راين، لمهاجمة سياسات أوباما الذي كان مشغولاً باستحقاقات خارجية وإلقاء كلمة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي أوهايو، هاجم راين أوباما بسبب ما اعتبره أربع سنوات من الفشل الإقتصادي متحدثاً عن 43 شهراً متتالياً تجاوزت فيها البطالة 8 بالمئة. وأضاف أن الإقتصاد الأميركي «بالكاد يتقدم بعسر والرئيس ليست لديه أي فكرة حول كيفية تنميته»، مشيراً الى أن رومني رجل الأعمال السابق يملك المعرفة والخبرة لتجاوز الإقتصاد المتعثر.
استطلاعات الرأي
أفاد استطلاع جديد للرأي أن أوباما عمق كثيراً الفارق الذي يفصله عن رومني في اثنتين من الولايات الحاسمة، هما فلوريدا وأوهايو، حيث بلغ الفارق بين المرشحين تسع نقاط. وكشف الإستطلاع الذي أجرته جامعة «كونيبياك» لصالح صحيفة «نيويورك تايمز» وشبكة «سي بي أس» أن 43 بالمئة من الناخبين سيختارون رومني بينما سيحصل أوباما على 53 بالمئة من الأصوات في أوهايو. أما في فلوريدا فحصل أوباما على نفس النسبة من الأصوات (53 بالمئة) مقابل 44 بالمئة لرومني.
فيما أكدت استطلاعات رأي أخرى في تسع ولايات حاسمة أن رومني يتقدم فقط في نورث كارولاينا، في حين يتقدم أوباما في كل من أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا وميشيغن وأيوا ونيفادا وكولورادو ووسكونسن.
ولكن هذه الأرقام لم تبث التشاؤم في حملة رومني خاصة وأن الإستطلاعات أجريت بين 18 و25 أيلول (سبتمبر)، أي بينما في خضم تداعيات شريط الفيديو الذي اتهم فيه 47 بالمئة من الأميركيين بأنهم يعيشون بعقلية «الضحية».
وقال رومني إن نسبة التأييد له في استطلاعات الرأي تراجعت في الولايات الحاسمة لأن حملة أوباما تكذب بشأن أدائه بما يشمل حول مواضيع مثل خطة انقاذ قطاع السيارات والإجهاض والضرائب. واضاف رومني متحدثاً للصحافيين على متن طائرته «إنه يحاول خداع الناس ودفعهم للاعتقاد بأنني أفكر بأمور، انا بالواقع لا افكر بها»، قائلاً «سينتهي ذلك كما أعتقد خلال المناظرات».
وبموجب نظام انتخابات الرئاسة الأميركية فإن كل ولاية تمنح عدداً معيناً من كبار الناخبين للمرشح الذي يفوز بأغلبية أصوات الناخبين. والمرشح للرئاسة بحاجة لـ270 من أجل الفوز (من أصل ٥٣٨). والولايات الحاسمة التي تملك أكبر عدد من أصوات كبار الناخبين هي فلوريدا (29) نورث كارولاينا (15) وأوهايو (18) وفرجينيا (13). أما ميشيغن التي يراهن رومني على الفوز بها فلها ١٦ ناخباً، ووسكونسن ١٠ في حين لكل من نيفادا وأيوا ستة ناخبين.
حملة أوباما أنفقت
ثلاثة أضعاف رومني فـي آب
ويرجع المراقبون تقدم أوباما على منافسه الى كمية الأموال التي أنفقتها حملته في آب (أغسطس) الماضي على الإعلانات، والتي جاءت ثلاثة أضعاف ما أنفقته حملة رومني. ونقلت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز»، عن تقارير الإنفاق التي رفعها المرشحان إلى لجنة الانتخابات الفدرالية، أن الرئيس الأميركي أنفق 66,3 مليوناً خلال الشهر الماضي على الإعلانات، أي أكثر بثلاث مرات من إنفاقات رومني على إعلانات المتلفزة والإذاعية التي بلغت 18,4 مليون دولار. ولفتت الصحيفة إلى أن هذه التقارير تسلّط الضوء على اختلاف الإستراتيجيات التي تتّبعها الحملتان، مشيرةّ إلى أن أوباما أنفق عشرات الملايين من الدولارات على إعلانات الصيف التي صوّرت رومني كرجل أعمال يفضّل الأثرياء، بينما تمكّن رومني من ادّخار أمواله ليشنّ حملة دعائية قوية في هذا الخريف.
رومني ينشر كشفه الضريبي عن 2011
وفي محاولة لترميم صورته، نشر رومني كشفه الضريبي عن العام الماضي والذي بلغت فيه نسبة الضريبة على الارباح التي حققها 14,1 بالمئة، وذلك ردا على اتهامات المعسكر الديمقراطي له بعدم الشفافية الضريبية. وسبق لرومني ان نشر كشفه الضريبي العائد للعام 2010 وقد وعد الشهر الفائت بنشر ذلك العائد للعام 2011. ولكن حملة أوباما تطالبه منذ أشهر بتقديم كشف ضريبي عن السنوات الخمس الماضية، وهو ما سبق لرومني أن رفضه، مؤكداً أنه لن ينشر أي كشوف تعود لما قبل 2010.
خبر سيء لحملة أوباما
وفي سياق آخر، حذر تقرير نشر الاثنين الماضي من أن نحو عشرة ملايين ناخب أميركي من أصل لاتيني قد يحجمون عن التصويت بسبب القوانين التي تجعل من الصعب وصولهم الى صناديق الاقتراع في نحو ٢٣ ولاية.
ونظرا لأن الأميركيين من أصل لاتيني يمثلون حوالي 10 بالمئة من القاعدة الانتخابية فإن هذه الاجراءات يمكن أن يكون لها تأثير حاسم في ولايات رئيسية مثل فلوريدا، خاصة وأن أوباما يعول كثيراً على هؤلاء للتغلب على رومني. واستنادا الى مجموعة الدفاع عن الحقوق المدنية «أدفانسمنت بروجكت» فإن 23 ولاية وضعت مؤخراً عقبات متنوعة يمكن ان تثني المواطنين الناطقين اللاتينية عن التصويت، ومن أبرز هذه العقبات شرط تقديم بطاقة هوية عليها صورة صاحبها وأوراق تثبت جنسيته.
وقالت باندا هير العضو المؤسس في هذه المجموعة للصحافيين «إننا نشهد أكبر مساس بحق التصويت منذ أكثر من قرن». واستناداً الى «أدفانسمنت بروجكت» فإن «هذه العقبات قد تثني أو تمنع أكثر من عشرة ملايين مواطن أميركي لاتيني من التسجيل والتصويت» عام 2012 اي نصف نحو 21 مليون لاتينياً لديهم حق التصويت.
وتشير استطلاعات الرأي الى ان ثلثي هؤلاء يؤيدون أوباما في مواجهة رومني. وارتفعت الانتقادات التي تشير الى ان وضع هذه القيود في بعض الولايات يهدف الى خفض قاعدة التصويت الديمقراطية عبر استبعاد الأقليات، وهو ما حصل في ميشيغن مع إدراج خانة على لوائح الإنتخاب تطالب المقترعين بتأكيد جنسيتهم الأميركية.
وندد التقرير بـ«تزايد انخفاض تسجيل الناخبين اللاتينيين شأنهم شأن الأميركيين السود». واستنادا الى احصاء 2010، فإن نحو 30 بالمئة من الناخبين اللاتينيي الأصل غير مسجلين.
Leave a Reply