واشنطن – قبل خمسة أشهر من موعد انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر) أظهر استطلاع جديد للرأي نشر مطلع الأسبوع الماضي ان المرشح الديموقراطي باراك اوباما يتقدم بفارق 15 نقطة على منافسه الجمهوري جون ماكين، وذلك في وقت نشر السيناتور الاسود، وضعه المالي الذي بدا الاكثر تواضعا خلال هذه السنة، مباشرة بعد اتخاذه مبادرة غير مسبوقة بالاعتماد فقط على اموال خاصة لتمويل حملته الانتخابية.
تنازل عن التمويل الفيدرالي
قال باراك أوباما، مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الاميركية القادمة، إنه لن يحصل على تمويل رسمي لحملته، ما يسمح له بالحصول على أموال لاحدود لها من الافراد والمؤسسات الخاصة.
قرار أوباما يعني أنه يتنازل عما يزيد على ثمانين مليون دولار كانت ستخصص للانفاق على دعايته الانتخابية نحو البيت الابيض، في وجه المرشح الجمهوري جون مكين.
ولايسمح القانون الاميركي للمرشح الذى يحصل على اموال من الدولة بقبول التبرعات من الافراد والمؤسسات الخاصة. وسجل اوباما رقما قياسيا فى حجم الاموال التى جمعها لحملته اثناء السباق التمهيدي للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
وبهذا القرار يتراجع اوباما عن قرار تعهد سابق باستخدام الاموال التى يكفلها النظام الفيدرالي اذا تبنى منافسه الجمهوري نفس الموقف.
وصرح الفريق الذى يتولى ادارة حملة اوباما الانتخابية، بأن مكين يستخدم بالفعل اموال التبرعات الخاصة في حملته وأن نظام التمويل الرسمي قد «تعثر».
وقال أوباما في رسالة بالفيديو الى انصاره «انه ليس بالقرار الهين، وبخاصة أننى من مؤيدى وجود ألية نشطة لتمويل الانتخابات من الاموال العامة».
واضاف «بيد أن النظام المعمول به حاليا لتمويل الانتخابات من الاموال العامة، جرى خرقه، ونحن نواجه خصوما صاروا أساتذة في اللعب بهذا النظام المتعثر».
وقال أوباما ان حملة مكين يمولها اللوبي بواشنطن وجماعات المصالح الخاصة.
فمع حوالى 22 مليون دولار جمعها في ايار (مايو) خلال الشهر الاخير من منافسته مع السيدة الاميركية الاولى سابقا هيلاري كلينتون، للفوز بترشيح الحزب الديموقراطي الى الانتخابات الرئاسية، جمع اوباما اقل من مليون دولار في اليوم، للمرة الاولى منذ بداية العام.
لكن هذه الميزانية تبقى اعلى من ميزانية ماكين. فمنذ بداية حملته، حصد باراك اوباما اكثر من 287 مليون دولار في مقابل 117 مليونا لماكين.
وقبل ثلاثة اسابــيع، كان اوبــاما يملك اكثر من 43 ملــيون دولار، في مقــابل 31 مليونا لمنافسه.
ونشرت هذه النتائج بعد يومين من الاعلان غير المسبوق لباراك اوباما بانه سيحرم نفسه من التمويل الفيدرالي.
استطلاع
في هذا الوقت، اشار استطلاع للرأي نشرته مجلة «نيوزويك» نتائجه الاثنين الماضي ان اوباما يتقدم بـ15 نقطة على منافسه الجمهوري، وهو اكبر فارق منذ فوزه بترشيح الحزب الديوقراطي في الثالث من حزيران(يونيو). وحصل سناتور ايلينوي على 51 بالمئة من نيات التصويت في مقابل 63 بالمئة لماكين على المستوى الوطني. وترى المجلة ان اوباما حقق هذه القفزة بعد فوزه على منافسته وانضمام انصار السيدة الاميركية الاولى سابقا الى معسكره.
فريق حملة أوباما
وفي سياق آخر عمد المرشح اوباما مؤخرا، الى تعزيز فريق حملته الانتخابية بشخصيات نافذة كانت في فريق الرئيس السابق بيل كلينتون، الذي تعهد ببذل كل الجهود لمساعدة السيناتور الاسود على دخول البيت الابيض.
وقام اوباما منذ ان ضمن فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي في مطلع حزيران الحالي، بضم شخصيات جديدة الى فريقه ولكن من دون الابتعاد عن النواة التي احاط نفسه بها منذ اطلاق حملته العام الماضي. والواقع ان الاعضاء السابقين في فريق كلينتون كثيرون جدا حول اوباما، حتى ان ذلك شكل مأخذا عليه خلال مناظرة تلفزيونية في كانون الاول (ديسمبر) الماضي.
ولا يتردد اوباما في الكواليس في الفصل الى اقصى حد ممكن ما بين فريقه واوساط واشنطن، الى حد انه فضل ان ينقل مركز قسم من الحزب الديموقراطي الى معقله شيكاغو، على ارسال المقربين منه الى العاصمة الاميركية. وقال رئيس الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد ان فريق حملة اوباما يضم اشخاصا «يبقون خارج شاشات الرادار، لا نسمع عنهم».
من جهته، اكد بيل كلينتون انه ملتزم بمساعدة اوباما ليصبح رئيسا. وقالت متحدثة باسمه «الرئيس كلينتون ملتزم بشكل واضح بالقيام بكل ما يلزم من اجل ضمان ان يصبح باراك اوباما الرئيس المقبل للولايات المتحدة». ورد متحدث باسم اوباما بالقول «الحزب الديموقراطي الموحد سيكون بمثابة قوة تغيير ونحن واثقون من ان الرئيس كلينتون سيؤدي دورا كبيرا في هذه المسألة».
Leave a Reply