شيكاغو – اختار الرئيس الاميركي المنتخب باراك أوباما الأسبوع الماضي فريقه الخاص بشؤون الامن القومي، حيث رشح كما كان متوقعا السناتور هيلاري كلينتون لمنصب وزيرة الخارجية وطلب من وزير الدفاع روبرت غيتس البقاء في المنصب. كما اختار الجنرال البحري المتقاعد جيمس جونز مستشارا للامن القومي، وحاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو وزيرة للامن الداخلي، والمحامي اريك هولدر وزيرا للعدل، والمستشارة سوزان رايس مندوبة للولايات المتحدة لدى الامم المتحدة، ودنيس بلير مديرا للاستخبارات الوطنية.كما أعلن أوباما، الأربعاء الماضي، ترشيحه حاكم نيومكسيكو بيل ريتشاردسون لتولي وزارة التجارة.وفي خامس مؤتمر له منذ بدء إعلان مرشحيه لمناصب إدارته، قال أوباما عن الوزير العائد «مع تجربته العميقة في الحياة العامة، يعدّ الحاكم ريتشاردسون مؤهلا لهذا الدور بامتياز حيث سيكون سفيرا اقتصاديا طلائعيا لأميركا».وبذلك بات ريتشاردسون أول أميركي من أصل لاتيني (هسبانيك) ينضم إلى إدارة أوباما.كما أنّه يعدّ أحد أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي وسبق له العمل في منصب وزير للطاقة إبان فترة رئاسة بيل كلينتون، كما أنه شغل منصب سفير واشنطن لدى الأمم المتحدة. وبذلك أصبح ريتشاردسون ثالث منافس سابق لأوباما ينضم لحكومته بعد نائب الرئيس المنتخب جو بايدن ووزيرة الخارجية المعينة هيلاري كلينتون.وتعهد أوباما الذي سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني (يناير) المقبل أن يكون اكثر شمولا في تعييناته، وقال «ان لديه رؤية بشأن تجديد القيادة الاميركية في شؤون العالم بعد ثماني سنوات قضاها الرئيس جورج بوش في الحكم وأنه يهدف إلى اشراق فجر جديد للقيادة الأميركية يتكامل فيه الجيش والدبلوماسية وتنفيذ القانون والاقتصاد». وأضاف «الفريق الذي اخترناه اليوم مناسب تماما للقيام بذلك.. انهم يشتركون معي في المنهج العملي بشأن استخدام القوة وفي الاحساس بالغرض من دور أميركا كقائد في العالم».وقال اوباما خلال مؤتمر صحفي «ان هيلاري كلينتون تمتلك ذكاء استثنائيا واخلاقيات عمل رائعة، وانه فخور بأنها ستكون وزيرة الخارجية المقبلة وستحظى بثقته التامة اذ انها تعرف العديد من زعماء العالم وستحظى بالاحترام في كل عاصمة وستكون لديها القدرة على خدمة المصالح الاميركية في العالم».واوضح انه سيوكل الى غيتس مهمة جديدة لإنهاء الحرب في العراق وتسليم السيطرة هناك الى العراقيين. وقال «سأوكل الى وزير الدفاع وجيشنا مهمة جديدة فور تسلمي السلطة بإنهاء الحرب في العراق بشكل مسؤول من خلال عملية نقل ناجحة للسيطرة الى العراقيين». وأضاف «أعتقد أن فترة 16 شهرا هي اطار زمني سليم لمغادرة العراق كما قلت مرارا لكن سأستمع لتوصيات قادة الجيش». واشار الى أن الاتفاق الامني الجديد بين بغداد وواشنطن وضع الولايات المتحدة على طريق سلس نحو الانسحاب. لافتا «إلى أن القوات الأميركية الباقية قد تحتاج للبقاء في العراق أكثر من القوات المقاتلة».وتعهد اوباما بضمان ان يظل الجيش الاميركي اقوى قوة على كوكب الارض رغم التحديات الاقتصادية التي تواجهها الولايات المتحدة. وقال «لكي نضمن الازدهار هنا في ارض الوطن والسلام في الخارج نحن جميعا نرى ان علينا ان نحرص على ان يظل جيشنا اقوى جيش على وجه الارض.. كما اتفقنا على ان قوة جيشنا يجب ان ترافقها حكمة وقوة الدبلوماسية وسنلتزم بإعادة بناء وتعزيز تحالفاتنا حول العالم للدفاع عن المصالح الاميركية والامن الاميركي».وجدد اوباما التعهد بمواصلة الاستثمار في تعزيز الجيش وزيادة القوات الأرضية وضمان النجاح في مواجهة «القاعدة» و«طالبان». وقال «مثلما اعلن غيتس قبل وقت ليس بطويل فإن افغانستان هي النقطة التي بدأت منها الحرب على الارهاب وهي النقطة التي يجب ان تنتهي فيها هذه الحرب.. كما سنضمن أن تكون لدينا الاستراتيجية والموارد للنجاح وسنواصل تقديم الاستثمار اللازم من أجل تعزيز جيشنا وزيادة قواتنا البرية من أجل هزيمة التهديدات في القرن الحادي والعشرين».الى ذلك، قالت كلينتون في اول تصريح بعد اختيارها لمنصب وزيرة الخارجية «انها ستكرس نفسها لمهامها المقبلة وانها تأمل في اعادة مكانة الولايات المتحدة كقوة تغيير ايجابية في العالم»، معتبرة «ان اميركا لا يمكنها ان تحل الازمات دون بقية العالم ولا يمكن لبقية العالم ان يحلها من دون اميركا».وتعهدت كلينتون «بالتواصل مع العالم مرة اخرى بعد ثماني سنوات من حكم ادارة بوش»، وقالت «سأكرس نفسي لهذه المهمة وهذه الادارة ولبلادي.. اميركا هي بلد اقيم على فكرة ان لكل شخص الحق في تحقيق امكانياته التي وهبه اياها الله وهذا هو المبدأ نفسه الذي يجب ان يكون الاساس لتحقيق هدف اميركا في العالم اليوم».
Leave a Reply