الحرب حولها تشتد قبيل عطلة الكونغرس
واشنطن – تحول إصلاح منظومة الرعاية الصحية إلى معركة طاحنة بين البيت الأبيض والكونغرس الذي لم يوافق حتى الآن على تمرير خطة أوباما وتمويلها قبيل عطلة الكونغرس الشهر المقبل. ، حيث يرى أغلبية أعضاء مجلسي النواب والشيوخ في الخطة إهدارا للمال العام وتضخيما لعجز الميزانية الفدرالية الذي تجاوز تريليون دولار، حيث يرون أن تلك الخطة ستؤدي إلى تجاوز مبلغ الـ787 مليار دولار المخصص لإنعاش الاقتصاد والذي أقره الكونغرس.
بعض الجمهوريين ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث قال السيناتور الجمهوري جيم دي منت إن وقف خطة إصلاح المنظومة الصحية ستكون خسارة لأوباما تضاهي خسارة نابليون في معركة واترلو وإن رفضَ الخطة سيقصم ظهره…
مما استفز أوباما الذي رد بالقول إن تمرير الخطة لا يهمه هو شخصيا بل يهم الشعب الأميركي بأكمله، مضيفا أنه لا يمكن السماح بسياسة التأجيل والهزيمة عندما يتعلق الأمر بمنظومة الرعاية الصحية التي تؤرق العائلات الأميركية وتعطل عجلة الاقتصاد، في حين يساند ثلاثة أرباع الديمقراطيين الإجراءات الجديدة المطروحة.
وقال أوباما في خطابه الإذاعي الأسبوعي السبت الماضي، إن إصلاح هذا النظام مسألة تؤثر على الرفاه الصحي والمالي لكل مواطن أميركي وعلى الاستقرار الكامل للاقتصاد الأميركي.
ولفت الى معاناة العائلات الأميركية في التأقلم مع ارتفاع أسعار أقساط التأمين وتكاليف العلاج، وإلى القلق الذي يعانيه العمال من فقدان تأمينهم الصحي في حال خسروا وظائفهم.
وأوضح أوباما أن اقتراحات الديمقراطيين لإصلاح نظام الرعاية الصحية تساهم في تخفيض مئات مليارات الدولارات في الإنفاق والهبات المقدمة إلى شركات التأمين في الرعاية والمعونة الطبية.
وكرّر أوباما تأكيده على أن توفير التأمين الصحي العام من شأنه أن يزيد المنافسة ويحافظ على نزاهة شركات التأمين، داحضاً الكلام عن أن ذلك سيؤمّم النظام الصحي في البلاد ومشيرا إلى أن الحكومة لا يمكنها ولا يجب أن تدير الرعاية الصحية.
وجاء خطاب الرئيس الأميركي بعد إعلان 22 نائباً ديمقراطياً معارضتهم فرض ضريبة إضافية على الأثرياء الأميركيين للمساعدة في تمويل جهود الإصلاح، التي يتوقع أن تبلغ كلفتها أكثر من تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.
واصطدمت الخطة بعقبات تشريعية إثر مخاوف من أن تؤدي إلى زيادة عجز الموازنة الفيدرالية بنحو 293 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة، والإضرار بالشركات المتوسطة والصغيرة التي يعول عليها الخبراء لامتصاص طوابير العاطلين جراء الأزمة.
Leave a Reply