واشنطن – ألقى الرئيس الأميركي باراك اوباما الخميس الماضي خطابا هاما في “الجامعة الاميركية” في واشنطن تطرق فيه إلى ضرورة إصلاح نظام الهجرة وإمكانية تصفية أوضاع أكثر من 11 مليون مهاجر مقيم بصفة غير شرعية في البلاد، إضافة الى مسألة حماية الحدود. في وقت يشكك المراقبون في امكانية تصويت الكونغرس على نظام جديد للهجرة في 2010.
وتحدث اوباما في “الجامعة الاميركية” في واشنطن في محاولة لاعطاء دفع جديد لهذا الاصلاح الذي يهدف الى حماية الحدود الاميركية وبت مصير حوالى 11 مليون مهاجر في اوضاع غير قانونية.
وانتقد اوباما في خطابه “الرؤية المشوهة” في “قانون أريزونا” للهجرة وناشد الجمهوريين لإنهاء معارضتهم لإصلاح قانون الهجرة وتمرير مشروع اصلاحي مشترك بين الحزبين.
وهاجم أوباما بشدة التشريع الذي أقرته ولاية ايروزنا قائلا “ان ولايات مثل اريزونا قررت أن تأخذ المسائل بأيديها. أضاف قد يبدو هذا الاجراء مفهوما في ظل الشعور الوطني العام بالمرارة جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لكنه (القانون) مبني على رؤية مشوهة لمسألة الهجرة”.
ورحبت مجموعة مناصرة لقضايا الهجرة بإدانة أوباما لـ”قانون الهجرة”.
وحذر أوباما في خطابه من أن التقصير في اصلاح قانون الهجرة على المستوى الفدرالي يؤدي الى بروز سياسات هجرة غير منسجمة، على ضوء لجوء بعض الولايات الى سن وتطبيق تشريعات خاصة بها.
وأعرب أوباما عن قناعته بأن اصلاح قانون الهجرة لا يمكن اقراره بدون أصوات الجمهوريين. أضاف “هذه حقيقة سياسية ورياضية”.
وأكد أوباما أن لا عمليات الترحيل الجماعي ولا عملية العفو الجماعي هما حلان مقبولان قائلا اذا كان الأميركيون يشككون في العفو الشامل فانهم أيضا يشككون في إمكانية اعتقال 11 مليون غير شرعي والقيام بترحيلهم.
واشار مساعد المتحدث باسم البيت الابيض بيل بارتون الأربعاء الماضي الى ان الرئيس الاميركي “يعتقد انه الوقت المناسب للتحدث بصراحة الى الشعب الاميركي عن رؤيته للهجرة”.
وكان اوباما قد وعد في حملته الانتخابية بالدفاع عن خطة تسوية الاوضاع القانونية للمقيمين على الاراضي الاميركية بصورة غير شرعية، رغم فشل ادارة الرئيس السابق جورج بوش في ايجاد حل لهذه المسألة.
وتكتسي “الجامعة الاميركية” في واشنطن اهمية رمزية. وكان الرئيس الاميركي حصل فيها عام 2008 على دعم “اسد مجلس الشيوخ” السناتور الديموقراطي الراحل ادوارد كينيدي، الذي ساهم بشكل كبير في وصول اوباما الى البيت الابيض.
وكان كينيدي مدافعا شرسا عن اصلاح نظام الهجرة ومارس دورا اساسيا في الدفاع عن القانون الذي لم يتم تبنيه في عهد الرئيس السابق جورج بوش. وكان الجدل السياسي القائم حول مسائل الهجرة بلغ ذروته في الاشهر الاخيرة في البلاد بعد اعتماد ولاية اريزونا (جنوب غرب) قانونا مثيرا للجدل رأى فيه معارضوه “شرعنة” للعنصرية على ابواب انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) التي تشمل مقاعد مجلس النواب وثلث مقاعد مجلس الشيوخ.
وتبدو امكانية ادخال اصلاحات واسعة على نظام الهجرة ضعيفة جدا وسط السياق الانتخابي الحالي والانقسامات السياسية الحادة حول هذه المسألة.
وسيحتاج تبني قانون جديد للهجرة الى دعم الجمهوريين في حين يرى عدد كبير من بينهم ان الاصلاح يأتي بمثابة “عفو” يمنح للمقيمين بطريقة غير شرعية.
وكان مجلس الشيوخ فشل هذا العام في ايجاد نص توافقي بين الحزبين الكبيرين حول نظام الهجرة.
Leave a Reply