في إشارة جديدة الى اهتمام البيت الأبيض بديترويت، تناول الرئيس الاميركي الغداء برفقة رئيس بلدية المدينة، مايك داغن، يوم الجمعة الماضي حيث طلب باراك أوباما من داغن أن يرفع اليه خطته لنهضة ديترويت بغضون ٩٠ يوماً، دون الكشف عن نوايا الرئيس بهذا الخصوص.
وبعد الغداء المكون من سمك السلمون والأرز المقدم في مطعم معهد التكنولوجيا الحيوية في «جامعة ميشيغن ستايت»، قال داغن للصحفيين «الآن لدي عمل يتوجب إنجازه سريعاً». وتابع «أطلعتُ الرئيس على جملة استراتيجيات اقتصادية أبدى اهتمامه بها وطلب مني تفاصيل إضافية» حيث ينتظر الرئيس خطة مفصلة على مكتبه بغضون ثلاثة أشهر. كما كشف داغن أنه تلقى دعوة من الرئيس للاجتماع معه في البيت الأبيض يوم الخميس (مع صدور هذا العدد).
وبحسب المواقف الصادرة من «غداء العمل» يبدو اهتمام أوباما بوضع ديترويت «استراتيجياً». ويقول داغن «لم نطلب دعما مالياً ولم نتلق أية وعود بهذا الشأن» في ظل استمرار قضية إفلاس ديترويت. مشيراً الى أن الحديث تركز حول الحاجة الى خلق الوظائف والدعم الفدرالي لتوفير حافلات لنقل الناس من والى أماكن العمل. كما شرح داغن لأوباما علاقته بمدير الطوارئ كفين أور، واصفاً إياها بـ«العلاقة الجيدة».
ومن ناحيته، أصدر البيت الأبيض بياناً جاء فيه أن الإدارة الأميركية ملتزمة باستمرار التعاون الاستراتيجي طويل المدى مع داغن لإعادة الازدهار والحيوية لمدينة ديترويت التي وصفها البيان بـ«الأيقونة» الاميركية. كما أشاد أوباما بقدرات داغن في كلمته خلال توقيع «قانون المزرعة» (فارم بيل)، وذلك بحضور سناتورَي ميشيغن كارل ليفين ودبي ستابينو، في حرم «جامعة ميشيغن ستايت» بمدينة إيست لانسنغ.
وقد انضم الى غداء أوباما-داغن كل من كبيرة مستشاري البيت الأبيض، فاليري جاريت، وكبير مستشاري المجلس الإقتصادي الوطني، دون غرافيس، الذي عينه أوباما للإشراف على ملف ديترويت.
وقبل مراسم التوقيع، قال أوباما للحضور في الجامعة «أريدكم أن تعرفوا أنه (داغن) يود القول لكم إن ديترويت مفتوحة للأعمال والاستثمارات.. وأنا أقول لكم إن لدي ثقة عظيمة بأنه يمثل القيادة الفذة التي نحتاجها».
وخلال كلمته في مراسم التوقيع أعاد أوباما التذكير بالأيام الأولى لرئاسته حين كانت صناعة السيارات الأميركية مفلسة وعلى وشك الانهيار و«الكثير من الأميركيين صارعوا للبقاء واقفين على أقدامهم».
ورغم أنها زيارته الأولى للولاية منذ حوالي ١٤ شهراً، قال أوباما «أحب القدوم الى ميشيغن.. فهناك أماكن في اميركا تحمل دلالات خاصة لما شهدناه من تقدم في السنوات الاخيرة». وكان الحدث الرئيسي في اللقاء الذي حضره زهاء 500 شخص توقيع اوباما على «قانون المزرعة» وقيمته 500 مليار دولار. وقال أوباما إن «قانون المزرعة» ليس مجرد اهتمام حكومي بالزراعة والمزارعين وإنما يطال فرص العمل والطاقة والإبتكار والبحث والغذاء الصحي. مشبهاً إياه بـ«السكينة السويسرية» متعددة الاستعمالات. وفي ميشيغن، يعد أبرز المستفيدين مباشرة من «قانون المزرعة» هم اصحاب مزارع التفاح والكرز و1900 من أصحاب مصانع إنتاج الالبان في الولاية.
Leave a Reply