واشنطن – أدى باراك حسين أوباما اليمين الدستورية الثلاثاء الماضي ليصبح الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأميركية وأول رجل من أصل أفريقي يتسيد المكتب البيضاوي في البيت الأبيض.تعهد الرئيس الاميركي باراك أوباما ببداية جديدة مع العالم الاسلامي وترك العراق لشعبه بعد انسحاب اميركي مسؤول خلال كلمة تنصيبه الثلاثاء.وقال أوباما الذي صار أول رئيس أسود للولايات المتحدة «بالنسبة للعالم الاسلامي.. نسعى لنهج جديد للمضي قدما استنادا الى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل».وقضى اوباما وهو مسيحي متدين عدة سنوات من طفولته في اندونيسيا أكبر دولة الاسلامية من حيث عدد السكان.وخلال عهد الرئيس جورج بوش هيمن التوتر على العلاقات بين الولايات المتحدة والدول الاسلامية لا سيما بعد هجمات 11 ايلول (سبتمبر) 2001.ويشعر كثير من المسلمين بالغضب بشكل خاص بسبب الحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان وانشاء سجن للاجانب المشتبه في كونهم ارهابيين بالقاعدة العسكرية الاميركية في خليج غوانتانامو بكوبا.وأدى اليمين الدستورية امام جماهير دبت فيها الحماسة وقد شدد في خطاب القسم على ان الشعب الاميركي اختار «الامل عوضا عن الخوف» في وقت تشهد البلاد ازمة اقتصادية كبيرة وتخوض حربين.وادى الرئيس الرابع والاربعون القسم واضعا يده اليسرى على الكتاب المقدس الذي حلف عليه ابراهام لينكولن اليمين، على درج الكابيتول مقر الكونغرس امام الحدائق الشاسعة في قلب العاصمة الاميركية حيث تجمع اكثر من مليوني شخص على امتداد عدة كيلومترات.وقال «انا باراك حسين اوباما اقسم انني سأنفذ بامانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأعمل باقصى ما لدي من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه». والقى بعدها خطاب القسم وسط صيحات الجماهير التي راحت تلوح بالاعلام الاميركية.وبتوليه السلطة في بلد يعاني من ازمة اقتصادية كبيرة جدا ويخوض حربين في العراق وافغانستان، اكد سيناتور ايلينوي (شمال) السابق ان الاميركيين اختاروا «الامل عوضا عن الخوف» باختياره رئيسا وان الولايات المتحدة «مستعدة لتولي القيادة» مجددا.
أوباما يعد أميركا والعالم بعهد جديد فـي حفل تنصيبه
واكد اوباما ان الولايات المتحدة «ستبدأ وبشكل مسؤول بترك العراق لشعبه وارساء سلام في افغانستان».وقال «سنبدأ بترك العراق لشعبه في شكل مسؤول وببناء سلام يتطلب جهودا كبيرة في افغانستان».وحذر الرئيس الاميركي الجديد الارهابيين في كل انحاء العالم من انهم لن ينجحوا في اضعاف الولايات المتحدة، مؤكدا ان الاخيرة «ستلحق الهزيمة بهم».وقال في خطاب القسم «للذين يسعون الى تحقيق اهدافهم من خلال الارهاب وقتل الابرياء نقول لهم الان: لا يمكنكم القضاء علينا وسنلحق الهزيمة بكم».من جهة اخرى اكد ان الاقتصاد الاميركي يحتاج الى تحرك «جريء وسريع» وتعهد بايجاد وظائف جديدة وارساء اسس جديدة للنمو.واكد الرئيس الاميركي الجديد ضرورة التحرك الان.واوضح ان «وضع الاقتصاد يتطلب التحرك بجرأة وسرعة وسنتحرك ليس فقط لايجاد وظائف جديدة بل لارساء اسس جديدة للنمو».واضاف «سنبني الطرقات والجسور وشبكات الكهرباء والخطوط الرقمية التي تغذي اقتصادنا وتصلنا ببعضنا».وغادر الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشال التي ارتدت فستانا ضيقا ذهبي اللون غادرا البيت الابيض في وقت سابق برفقة الرئيس جورج بوش الذي انهى بذلك ثماني سنوات امضاها في الرئاسة وطبعت بهجمات الحادي عشر من ايلول 2001 وباجتياح افغانستان والعراق.ورغم البرد القارس حيث تدنت الحرارة الى ست درجات تحت الصفر استقل مئات الآلاف من الاشخاص وسائل النقل المشترك في وسط الليل لحضور هذا اليوم التاريخي. وبعد خمس ساعات على فتح محطات سكك الحديد كانت قطارات الانفاق في واشنطن قد نقلت نحو نصف مليون شخص عند الساعة العاشرة اي اجمالي عدد سكان العاصمة تقريبا والبالغ عددهم 600 الف نسمة. واتخذت اجراءات امنية مشددة جدا خلال المراسم واضطر الحضور الى المرور عبر اقواس الكترونية كما يحصل في المطارات.وماري لويد واحدة من مئات الآلاف الذين تجمعوا امام الكابيتول وقد اتت من ولاية ميريلاند المجاورة برفقة بناتها الثلاث. واوضحت «اننا نشهد كتابة صفحة جديدة في التاريخ».وانطلق الموكب الذي ترافقه جوقات من مختلف انحاء البلاد واوباما الى مقر اقامته الجديد على مسافة 2,7 كيلومتر الفاصلة بين مبنى الكابيتول والبيت الابيض.واختتم يوم التنصيب بالرقص اذ شارك اوباما وزوجته في عشر حفلات راقصة رسمية من اصل مئات الحفلات المقررة في العاصمة. وانتشر احتياطيون من الحرس الوطني في اطار اكبر عملية امنية تنظم في مراسم تنصيب رئاسية شملت 12500 عسكري والافا من عناصر الشرطة.وحلق الجيش بمروحيات فوق العاصمة وجاب مياه نهر بوتاماك بطرادات سريعة وهو على اهبة الاستعداد لاطلاق صواريخ ارض-جو ومواجهة اي خطر بحصول اعتداء كيميائي او بيولوجي. وفي العالم اسره أثار تولي الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة الامل والتعليقات.
Leave a Reply