اكد الرئيس اوباما الثلاثاء الماضي ان الولايات المتحدة تريد روسيا “قوية ومسالمة ومزدهرة”.
وقال اوباما في خطاب مفصلي في العلاقات الدولية ولاسيما حول العلاقات الاميركية الروسية في موسكو “لتكن الامور واضحة منذ البداية: اميركا تريد روسيا القوية والمسالمة والمزدهرة”.
وعرض اوباما في خطابه رؤيته حول العلاقات المستقبلية بين البلدين، مؤكدا ان “التحديات تستدعي شراكة عالمية، وهذه الشراكة ستكون اقوى اذا احتلت روسيا موقع القوة الكبرى التي ينبغي ان تكونها”.
واضاف “لقد ولى الزمن الذي كانت فيه الامبراطوريات تريد التحكم في الدول ذات السيادة مثل بيادق في لعبة شطرنج”.
ودعا اوباما روسيا الى احترام قواعد دولة القانون والديموقراطية، اضافة الى مكافحة الفساد واحترام القانون في الاقتصاد، وذلك في خطاب مهم حول العلاقات الاميركية الروسية في موسكو.
وقال اوباما في هذا الخطاب امام المدرسة الاقتصادية الجديدة في موسكو اثناء زيارته الاولى كرئيس للولايات المتحدة الى روسيا “ان مسار التاريخ يظهر لنا ان الحكومات التي تعمل في خدمة الشعب تستمر وتزدهر، وليس الحكومات التي لا تخدم سوى قوتها الخاصة”.
واضاف “ان الحكومات التي تمثل رغبة شعوبها تقلل من خطر الانهيار وارهاب مواطنيها او شن الحرب على الاخرين. والحكومات التي تشجع احترام دولة القانون وتخضع للرقابة في كل ما تقوم به وتسمح بوجود مؤسسات مستقلة هي شريكة تجارية اكثر مصداقية”.
كما دعا اوباما الحكومة الروسية الى مكافحة الفساد والعمل على احترام القانون في الاقتصاد.
وقال ان نجاح بلد ما “يتوقف على كون اقتصاده يعمل بحسب قواعد دولة القانون”.
واضاف اوباما في خطابه “على غرار ما قاله الرئيس (الروسي ديمتري) مدفيديف عن حق، فان نظاما قانونيا فعالا تاتى عن تفكير عميق يمثل شرط التنمية الاقتصادية الثابتة. وينبغي ان يكون في امكاننا، في كل مكان، الاستثمار او التوجه الى المدرسة دون ان يترتب علينا دفع اموال من تحت الطاولة”.
ودعا اوباما روسيا الى الانضمام للجهود الاميركية في مواجهة التحديين النووين الايراني والكوري الشمالي. وقال ان “اميركا تنوي التصدي لانتشار الاسلحة النووية والحؤول دون استخدام” تلك الاسلحة.
واضاف “هذه مسؤوليتنا، نحن الذين نشكل اكبر قوتين نوويتين عالميتين”.
وتابع الرئيس الاميركي “لن تربح اميركا ولا روسيا شيئا من سباق على التسلح في شرق اسيا والشرق الاوسط. لذا، علينا ان نوحد جهودنا لمنع كوريا الشمالية من ان تصبح قوة نووية ولمنع ايران من امتلاك السلاح النووي”.
وفي مؤتمر صحفي ودي في قاعة سانت اندروز الشاسعة بالكرملين الاثنين تحدث أوباما وميدفيديف عن اعتزامها تنحية الخلافات جانبا والتركيز على التعاون لحل المشكلات العالمية مثل انتشار الأسلحة النووية.
وذكر كلاهما القضايا التي ما زالت تحدث انقساما بينهما مثل معارضة روسيا لخطط واشنطن بنشر درع صاروخية في وسط أوروبا وإصرار الولايات المتحدة على سلامة أراضي جورجيا ولكنهما أكدا على الجوانب الإيجابية.
وتعهد الزعيمان بوضع اللمسات النهائية بحلول نهاية العام لمعاهدة لخفض عدد الرؤوس النووية لدى كل جانب من أكثر من ٢٢٠٠ إلى ما بين ١٥٠٠ و١٦٧٥ رأسا.
وقالت روسيا إنها ستسمح لعدد يصل الى ٤٥٠٠ رحلة جوية سنويا تنقل جنودا وأسلحة من الولايات المتحدة للحرب في أفغانستان بعبور أراضيها الشاسعة دون مقابل وهو إجراء أشاد به الجانب الأميركي ووصفه بأنه يبين رغبة موسكو في المساعدة في الحرب ضد طالبان.
وقال أوباما “لقد عقدنا العزم على إعادة ضبط العلاقات الأميركية الروسية حتى يمكننا التعاون بشكل أكثر فاعلية”.
تغطية إعلامية باردة
وظلت وسائل الإعلام الروسية التي تستلهم الكرملين في تغطياتها متمسكة بسرد الأخبار فقط المتعلقة بزيارة الرئيس الأميركي متجنبة أي مظهر من مظاهر الإعجاب بأوباما مع التركيز فقط على الاتفاقيات التي تم التوصل إليها.
وتظهر استطلاعات الرأي أن أغلب الروس لا يثقون في الولايات المتحدة وأنهم غير مقتنعين بعد بأوباما.
Leave a Reply