اختتم في واشنطن الخميس الماضي اللقاء المطول الذي حضره الرئيس باراك أوباما وشارك فيه 40 من أعضاء الكونغرس عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي دون التوصل لاتفاق مشترك للخروج من المأزق الحالي لتمرير نظام الرعاية الصحية.
وكان أوباما قد افتتح اللقاء الذي استمر لست ساعات وبثت وقائعه مباشرة على الهواء بدعوة قادة الحزبين الى وضع الخلافات الايدولوجية جانبا والتركيز على القضايا التي يمكن الاتفاق بشأنها.
واعرب أوباما في افتتاح اللقاء عن امله ان لا تتحول “القمة” التي دعا اليها لانقاذ برنامج اصلاح الضمان الصحي، الى “مسرحية سياسية”، وقال الرئيس الاميركي في افتتاح القمة في بلير هاوس المحاذي للبيت الابيض “آمل ان لا تتحول (القمة) الى مسرحية سياسية نمثلها امام الكاميرات من اجل تبادل الانتقاد”.
واستعرض الرئيس الأميركي مشروعه المعدل لبرنامج إصلاح نظام الرعاية الصحية إلا أن أعضاء الحزب الجمهوري المشاركين في اللقاء قالوا إن المقترح غير مقبول وطالبوا بكتابة مشروع جديد.
ووسط عرقلة الكونغرس لهذا المشروع الاساسي الذي حمل اوباما لواءه، حث الرئيس الاميركي النواب على التركيز على نقاط الالتقاء عوضا عن نقاط الخلاف.
وقال اوباما في مستهل اللقاء الذي استغرق أكثر من ست ساعات “كلنا نعلم ان المسألة طارئة، ومع الاسف باتت في العام الفائت، معركة ايديولوجية، معركة تحيز، حيث كانت الغلبة للسياسة على حساب المنطق السليم”.
ومن جانبه قال السيناتور لامار اليكسندر عن الحزب الجمهوري أن نجاح الرئيس في إصلاح نظام الرعاية الصحية مرهون بتخليه عن المقترح الحالي.
وأضاف “اذا كان بامكاننا البدء من جديد فاننا سنتمكن من كتابة قانون للرعاية الصحية. إن ذلك يعني العمل سويا لخفض تكلفة الخدمات الصحية والتحرك خطوة خطوة لاستعادة ثقة الشعب الأميركي”.
وفي الجانب الجمهوري أيضا قال السيناتور جون كيل ان جهود الحزب الديمقراطي لاصلاح نظام الرعاية الصحية تعطي للحكومة الفدرالية سيطرة كاملة على القطاع الصحي في البلاد.
ووصف كيل الخلافات بين الحزبين بالجوهرية خصوصا في موضوع تحديد الجهة التي سيكون لها السيطرة على القطاع.
واعتبرت النقاشات المحمومة التي شهدها اللقاء مؤشر على قرب نهاية للجدل الذي شغل الساحة السياسية الأميركية مع نية الحزب الديمقراطي تمرير القانون الجديد بأي طريقة ممكنة.
وطالب أعضاء الحزب الجمهوري أوباما بالتخلي عن النظام المقترح والبدء في وضع قانون جديد يتوافق مع رؤيتهم التي تعارض بشكل كبير توسيع مشاركة الحكومة في تقديم الرعاية الصحية.
واعلن البيت الابيض الاثنين الماضي نسخته من برنامج الاصلاح.
واضطر اوباما الذي يسعى الى اصلاح جهاز مكلف مثقل بعجز كبير يترك عشرات ملايين الاميركيين دون تغطية صحية، الى مراجعة استراتيجيته بعد خسارة حلفائه الاكثرية المؤهلة في انتخاب مرحلي في مجلس النواب في 19 كانون الثاني (يناير).
Leave a Reply