بعدما حقق أغلبية فـي عدد المندوبين
واشنطن – قطع السيناتو باراك أوباما شوطا كبيرا في مسيرته للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لخوض انتخابات الرئاسة الاميركية القادمة، وإن كانت منافسته السيناتور هيلاري كلينتون ترفض الاستسلام. فقد فاز أوباما في ولاية أوريغون، وفازت كلينتون في ولاية كنتاكي، وفق ما أشارت النتائج المعلنة الأربعاء الماضي، لكن رغم ذلك حقق أوباما أغلبية في عدد المندوبين الذين كسب ولاءهم في سباقهما الطويل المنهك في ولاية تلو أخرى للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي.
ويأمل أوباما أن يكون فوزه الأخير، بعد خسائر في الآونة الأخيرة ساعدت على إبقاء حملة منافسته كلينتون حية، هو بداية النهاية لمعركة حامية الوطيس حتى يتمكن من تحويل انتباهه إلى السباق مع المرشح الجمهوري جون مكين في انتخابات الرئاسة التي تجري في 4 نوفمبر القادم.
وقال أوباما لحشد من الناخبين في ولاية أيوا التي شهدت فوزه الأول في بداية السباق الديمقراطي في 3 كانون الثاني (يناير) الماضي «عدنا إلى أيوا ومعنا أصوات أغلبية المندوبين الذين انتخبهم الشعب الأميركي ووضعتمونا على مقربة من الترشيح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة».
ويتمتع أوباما بتفوق على كلينتون يصعب التغلب عليه في السباق للفوز بتأييد المندوبين في مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه للرئاسة في آب (أغسطس).
وعاد سيناتو إيلينوي الذي يطمح لأن يكون أول رئيس أسود للولايات المتحدة لخطابه التغييري الذي دفع به إلى مقدمة السباق الديمقراطي في بدايات الانتخابات الأولية التي تجري من ولاية لأخرى. ووصف معركته مع ماكين (71 عاما) بأنها معركة بين «بقاء الحال على ما هو عليه تقريبا وبين التغيير. إنه الماضي في مواجهة المستقبل».
كلينتون لا تستسلم
لكن السيدة الأميركية الأولى السابقة التي تحلم بالعودة للبيت الأبيض هذه المرة كأول رئيسة أميركية لم تظهر أي بادرة على استعدادها للانسحاب. وقالت كلينتون «سأواصل عرض قضيتنا (النساء) حتى الفوز بالترشيح.. بغض النظر عمن ستكون المرشحة» ووعدت أنصارها في كنتاكي بمواصلة المعركة حتى انتهاء التصويت في السباق الديمقراطي في 3 حزيران (يونيو) القادم.
وكان فوز كلينتون في كنتاكي ثاني هزيمة لاوباما على التوالي في ولايات يغلب عليها الناخبون البيض ذوو الدخول المتوسطة. لكن لم يفعل هذا الفوز شيئا يذكر لتقليص تقدم اوباما في عدد المندوبين في مؤتمر الحزب الديمقراطي لاختيار مرشحه الرئاسي في آب.
وقالت كلينتون «علينا ان نختار مرشحا يكون في وضع يمكنه من الفوز في تشرين الثاني (نوفمبر).. شخصا مؤهلا أكثر للتحديات العديدة التي تواجهنا في هذه الأوقات الصعبة».
وحتى بعد احتساب النتائج الأخيرة، لا يزال أوباما بحاجة الى نحو 70 مندوبا ليصل الى عدد المندوبين المطلوب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وهو 2026 مندوبا. لكنه يأمل أن يدفع الفوز، الذي حقق له أغلبية من أصوات المندوبين المزيد من الناخبين الذين لم يحسموا أمرهم بعد الى مساندته وأيضا المندوبين الكبار وهم كبار مسؤولي الحزب الذين يحق لهم مساندة من يفضلون بغض النظر عن نتائج الانتخابات الأولية.
ودعا أوباما المندوبين الكبار الى مساندة حملته بعد ان فاز بغالبية أصوات مندوبي الولايات. لكن كلينتون طالبتهم بالتروي لأنها ستكون منافسة أشد صلابة أمام مكين سيناتو أريزونا. وتقول إن فوزها في الولايات الكبرى مثل أوهايو وبنسلفانيا يعطيها قاعدة تأييد أوسع من أوباما.
وقالت كلينتون مشيرة إلى رقم المندوبين المطلوب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي «لا السيناتو أوباما ولا أنا سيحقق هذا الرقم السحري حين ينتهي التصويت في الثالث من يونيو. ولهذا أمام حزبنا اختيار صعب».
لكن مساعدي أوباما لهم رأي آخر، إذ يرون أن سيناتو ايلينوي يمكنه الحصول على هذا الرقم السحري بموجة من تأييد المندوبين الكبار على مدى الأسبوعين القادمين.
وأمام السباق الديمقراطي ثلاث انتخابات أولية في بورتوريكو في الأول من حزيران (يونيو) ومونتانا وساوث داكوتا في الثالث من حزيران ويصل عدد المندوبين فيها إلى 86 مندوبا.
زوجة أوباما
وفي سياق آخر قال باراك أوباما انه يجب على المنتقدين الجمهوريين ان يكفوا عن مضايقة زوجته ميشيل.
وقال في مقابلة مع محطة «اي بي سي» «انه يتعين على هؤلاء الناس ان يكفوا عن مضايقة زوجتي».
وكان أوباما يشير الى تسجيل فيديو مدته اربع دقائق نشره الحزب الجمهوري في ولاية تنيسي على موقع «يوتيوب» الاسبوع الماضي خلال زيارة لميشيل اوباما ينقل تصريحا صدر عنها في شباط (فبراير) بشكل غير لائق.
وأثارت كلمة ميشيل «لاول مرة في حياتي كبالغة أشعر بالفخر ببلدي» جدلا في ذلك الوقت. وقال منتقدون انها فيما يبدو تفتقر للوطنية وتدعو للاعتقاد انها لم تكن تفخر ببلدها قبل ترشيح زوجها.
وفي المقابلة مع محطة «اي بي سي» وصف اوباما تسجيل الفيديو بأنه «قليل الشأن» وقال ان «اغلب الشعب الاميركي سيراه كذلك ايضا».
واظهر التسجيل ميشيل وهي تردد التصريح مصحوبا بتعليقات أشخاص من تنيسي عن وطنيتهم.
وانضمت ميشيل الى زوجها في المقابلة التلفزيونية وقالت انها تعتقد ان الناس يركزون اكثر على القضايا.
وتابعت «نحن واثقون ان الناخبين الاميركيين مستعدون للتحدث عن القضايا وليس التحدث عن امور ليس لها علاقة بتحسين معيشة الناس».
لوبي الأسلحة
من ناحية أخرى، كرس مؤتمر لوبي الاسلحة في الولايات المتحدة مؤتمره السنوي لمواجهة مرشح الحزب الديموقراطي في مسألة حق امتلاك الاسلحة، وقد تشكل الانتخابات الرئاسية المقررة في 2008 اختبارا صعبا لقوة هذا اللوبي.
وركز المؤتمر الذي عقد خلال اليومين الماضيين معظم جهوده لتهيئة اعضائه للسعي الى الحاق الهزيمة بالمرشح الديموقراطي لانتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 سواء كان باراك اوباما ام هيلاري كلينتون.
وحذر اعضاء اللوبي من ان ايا من هذين المرشحين يمكن ان يضر بحقوق امتلاك الاسلحة. الا ان نفوذ هذا اللوبي ضعف اخيرا بسبب الاستياء الشعبي من الجمهوريين بعد ثماني سنوات من رئاسة الرئيس الاميركي جورج بوش وحملات سابقة لم تحقق نجاحا كبيرا.
وقال كريس كوكس المدير التنفيذي للشؤون التشريعية في الرابطة الاميركية للاسلحة النارية «ان تواجدكم هنا اليوم سيبعث برسالة قوية للغاية لباراك اوباما وهيلاري كلينتون وهي: اننا نراقبكم».
واضاف انه يتوقع من الحاضرين وعددهم 6500 شخص اضافة الى اعضاء الرابطة وعددهم 3,4 ملايين شخص «ان يقبلوا بقوة على صناديق الاقتراع» في تشرين الثاني (نوفمبر).
وفيما لن تعلن الرابطة دعمها لاي مرشح الا بعد انعقاد مؤتمري الحزب الجمهوري والديموقراطي هذا الصيف، الا انها اوضحت بشكل قوي في مؤتمرها انه ستدعم المرشح الجمهوري جون ماكين رغم الخلافات الماضية بينه وبين الرابطة.
وفي كلمته في مؤتمر الرابطة الجمعة سعى ماكين الى التركيز على مؤهلاته كمرشح محافظ في سعيه لكسب اصوات مالكي الاسلحة.
وقال «منذ اكثر من عقدين وانا اعارض جهود حظر امتلاك الاسلحة والذخيرة وتصوير مالكي الاسلحة على انهم جماعة غير مرحب بها في اميركا المعاصرة».
Leave a Reply