نشر موقع «ناشيونال ريبورت» الساخر على صفحته الالكترونية يوم الأحد 27 تشرين الأول (أكتوبر) مقالاً بعنوان: «ديربورن أول مدينة أميركية تحكمها الشريعة الإسلامية»، حيث استرعى المقال انتباه عشرات آلاف الأميركيين ووصل عدد المشاركات والتعليقات المنشورة على موقع «فيسبوك» الى أكثر من ١٢٠ ألفاً، فيما قام عدد كبير من الناس بالاتصال بموظفي بلدية ديربورن للإستفسار عن صحة الموضوع، وهو ما دفع البلدية الى اصدار بيان صحفي، الأسبوع الماضي، تم فيه نفي الخبر جملة وتفصيلاً.
ولطالما نشر موقع «ناشيونال ريبورت» مواضيع مثيرة للجدل مثل خبر امرأة تلبستها الشياطين فور ملئها لاستمارة الإنضمام لبرنامج «أوباما كير» للتأمين الصحي، وخبر آخر يؤكد وجود الزومبي (الأحياء الأموات).
وجاء في بيان بلدية ديربورن الموقع من قبل رئيس البلدية جاك أورايلي: «إن المقالة زائفة وغرضها الترفيه». وأضاف «ديربورن لم ولن تحكمها الشريعة، بل يحكمها الدستور الاميركي ودستور ميشيغن ودستور المدينة». وقال أورايلي «إن مدينتنا مسماة على اسم بطل حرب ثورية (الجنرال هنري ديربورن)، ولقد فقدنا جنودا من مدينتنا في كل حرب خاضتها الولايات المتحدة دفاعاً عن الحريات الفردية المكفولة في الدستور الأميركي». وقال «نحن مدينة تثمن بفخر أولئك الذين خدموا أمتنا لحماية هذه الحقوق، ونحتفل سنويا بذكرى يوم الشهداء، يوم العلم، ذكرى انتهاء الحرب الكورية ويوم المحاربين القدامى. وأضاف أورايلي أن هذه المقالة المضللة استندت الى ترهات كان اطلقها البعض بأن ديربورن مناهضة للقيم الأميركية، فقط لكونها تضم مواطنين مسلمين.
وكانت البلدية تلقت سيلاً من الاتصالات من اشخاص من الولاية وخارجها غاضبين على ما جاء في المقال ويودون الاستفسار عن صحة ما نشر، والبعض كانوا مدركين لحقيقة الموقف ولكنهم أعربوا عن استيائهم من المشرفين على الموقع.
وحذر أورايلي من امكانية تأثير المقال على صورة المقيمين في ديربورن وقال «إننا مجتمع متماسك تربطنا ببعضنا علاقات متينة، ولدينا خدمات عامة رائعة ومناطق جوار جميلة». وتابع «إن ديربورن تنعم بطيف إثني متنوع، انجذب اليها الناس بسبب الأجور العالية التي كان يوفرها مصنع «فورد روج» للسيارات، والمقر العالمي لشركة «فورد» ومركزها للأبحاث.
كما تحتضن المدينة الكثير من الشركات والمصانع الكبرى، وهي علاوة على ذلك وجهة للتسوق والفنون الثقافية وأنشطة الترفيه والحياة الليلية والرعاية الصحية والتعليم العالي، وهي وجهة للزوار من انحاء العالم يأتون لزيارة متحف «هنري فورد» وهو فخر التراث الصناعي الاميركي ويزوره سنوياً زهاء 1,7 مليون شخص.
وقال أورايلي «هذا المقال الزائف جعل الكثيرين يشككون في ديربورن حتى أولئك الذين يعرفون المدينة وسبق لهم زيارتها»، واضاف أن «ناشيونال ريبورت» ليس موقعاً إخبارياً وإن كان يقدم نفسه على أنه كذلك بغرض الترفيه. وأردف أورايلي «لكن في هذه الحالة تسبب المقال بخداع الكثيرين دون الإستناد الى الحقائق، وذلك في إطار ادعاءات سابقة أقل فكاهةً»، في إشارة الى حملات التشويه التي تعرضت لها المدينة في السنوات الأخيرة مثل حملة القس المتعصب تيري جونز.
وأشار اورايلي الى أن إحد الجوانب الفريدة التي تتميز بها المدينة هي «تلك العلاقات المتينة بين قادتها الروحيين والتي تجسد معاني التفاهم والتسامح» لافتاً الى أن «الطبيعة البشرية تجعل الناس يخشون المجهول، وهذا ما يؤدي الى الكراهية ومحاولة إنكار حقوق الآخرين، ولكن المجهول عندنا مبدد بسبب اللقاءات المنتظمة التي تجمع القيادات الدينية المتنوعة بهدف الحوار والإحتفال بمختلف مناسباتنا الدينية». ختم أورايلي بدعوة الجميع للتعرف على حقيقة ديربورن «نريد أن يعرف الناس إننا نمثل أفضل ما في أميركا، من تقاليد وقيم، بما في ذلك احترامنا للدستور الأميركي».
Leave a Reply