ديربورن – «صدى الوطن»
بعد إلغائه خطاب حال المدينة لعام ٢٠١٦ بسبب سوء الأحوال الجوية، قرر رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي الاعتماد على «فيسبوك» للتواصل مع سكان المدينة، واستعراض الإنجازات التي تحققت في الفترة الماضية، ورؤيته المستقبلية لمدينة ديربورن.
عبر خمسة فيديوهات مصورة، بثت على صفحة البلدية على موقع «فيسبوك»، قسّم أورايلي خطابه إلى خمسة أجزاء ناقش خلالها على التوالي: أحوال الإطفاء، والشرطة، والتطوير الاقتصادي، والأحياء، قبل أن يطرح رؤيته «الوردية» لمستقبل المدينة في ظل الاستثمارات الصخمة التي تستعد شركة «فورد» لضخها في ديربورن خلال السنوات القادمة.
في مجال السلامة العامة – الشرطة والإطفاء أشاد أورايلي باندماج دائرتي الإطفاء في ديربورن وملفينديل، مؤكداً أن نجاح هذه الخطوة التي سرّعت قدرة الاستجابة لمناطق جنوب شرقي المدينة، تعدّ دليلاً على أهمية التعاون الإقليمي مع البلديات المجاورة في مجال السلامة العامة والاستجابة للطوارئ.
وقال أورايلي إن إدارته ستلجأ إلى الخدمات المشتركة مع البلديات المجاورة «حيث نرى أن ذلك مناسباً» مشدداً على أن هذه الاستراتيجية التي تتيح لديربورن الحصول على منح تنافسية، أثبتت فعاليتها في دائرة الإطفاء التي أنجزت تقدماً ملموساً في تقصير مدة الاستجابة للطوارئ، وتعزيز التدريبات، ومكافحة الحرائق، إضافة إلى تطوير الإسعافات الأولية بالتنسيق مع مستشفى بومانت (أوكوود سابقاً).
واستعرض رئيس البلدية المنح الحكومية والخاصة التي حصلت عليها دائرتا الإطفاء والشرطة في ديربورن، والتي فاقت على مدى السنوات العشر الماضي ٩٧ مليون دولار.
الأمن
أشاد أورايلي في كلمته مطولاً بشرطة ديربورن والتقدم الذي حققته في الفترة الماضية لمد الجسور مع المجتمع المحلي، واصفاً إياها بأنها باتت قدوة على المستوى الوطني في هذا المجال.
ولفت رئيس البلدية إلى تراجع الجرائم في المدينة بنسبة ٢ بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١٥، و١٤ بالمئة مقارنة بالعام ٢٠١١. كما أشاد بحملة «اقفلها أو اخسرها» انخفاض سرقة السيارات بنسبة ١٠ بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وقال أورايلي إن «سر امتياز شرطة المدينة لا يكمن فقط في التكنولوجيا المتطورة التي تستخدمها أو التدريب الممتاز لعناصرها أو الفرق الخاصة التي تضمها، بل بسبب العلاقات المميزة التي تربطها بالمجتمع المحلي، واصفاً تلك العلاقة بالنموذجية على المستوى الوطني.
وفي السنوات الماضية تعرضت دائرة الشرطة إلى انتقادات واسعة تأججت بعد مقتل شخصين من الأميركيين السود على يد عنصرين تمت تبرئتهما لاحقاً من في مكتب الادعاء العام في مقاطعة وين، كما انتقدت شرطة ديربورن لعدم توظيف عناصر عرب في صفوفها، وهو ما تسبب بوضع الدائرة تحت رقابة السلطات الفدرالية خلال العام الماضي للتأكد من ممارسات الشرطة في استخدام العنف وتنويع عناصر الدائرة بما يتناسب مع المجتمع المحلي.
وفي هذا السياق، أكد أوريلي أن شرطة المدينة ستواصل توظيف عناصر جدد من خلفيات متنوعة، إلى جانب إخضاع جميع العناصر لبرنامج تثقيفي مكثف في «جامعة ميشيغن» حول استخدام أساليب بديلة عن القوة في التعامل مع المدنيين.
كما أشار إلى تعزيز علاقات الشرطة مع المجتمع المحلي عبر زيارة المدارس دورياً (أكثر من ٢٥٠٠ زيارة خلال العام الماضي)، مشيداً بأداء قائد الدائرة رونالد حداد.
ومن البيانات التي كشف عنها أورايلي: استجابت الشرطة لسبعين ألف اتصال في العام ٢٠١٦، أصدرت بموجبها ٤٠ ألف مخالفة، واعتقلت ستة آلاف شخص، ولم تستخدم الشرطة العنف خلال العام الماضي سوى ٣٠ مرة، مقارنة بـ٢٠٠ مرة في العام ٢٠٠٨.
التنمية الاقتصادية
وفي فيديو تم تخصيصه، لمشاريع التنمية الاقتصادية في المدينة، أكد أورايلي أن إدارته عملت خلال سنوات الركود في المحافظة على الطرقات والبنى التحتية وشبكات الصرف الصحي لتكون مستعدة في أوقات الازدهار للنمو، مؤكداً أن هذا ما سوف يتحقق في السنوات القادمة.
وذكّر أورايلي بالاستثمار الضخم الذي أعلنت عنه شركة «فورد» العام الماضي بضخ ١.٢ مليار دولار في شرايين المدينة على مدى السنوات العشر القادمة لإعادة بناء مقرها العالمي وسط ديربورن.
كما تحدث عن مشروع «فورد» الذي بدأ العمل على إنجازه في الدوانتاون الغربية على مساحة ١٢ قطعة أرض، وباستثمار بقيمة ٦٠ مليون دولار بهدف تحويل ثلاث كتل تجارية شبه مهجورة على شارع ميشيغن أفنيو إلى مجمع مكتبي-تجاري عصري يضم مكاتب لموظفي الشركة.
كما أعلن أورايلي عن مشروع لتجميل «داونتاون» غرب ديربورن على طول ميشيغن أفنيو، من آوتر درايف إلى برايدي، حيث سيتم تطوير الأرصفة والشوارع والإشارات الضوئية لجعلها أكثر جاذبية، متعهداً بأن تنجز البلدية في وقت لاحق مشروعاً مماثلاً في «الداونتاون» الشرقي (ميشيغن أفنيو وشايفر).
وفي العموم لم يتطرق أورايلي إلى شرق المدينة، سوى بالإشارة إلى افتتاح مجمع «آرت سبايس» لسكن الفنانين في مبنى البلدية السابق، مؤكداً أنها خطوة مفيدة للمنطقة.
ومرّ أورايلي مرور الكرام على خطط أعلن عنها سابقاً بشأن تحسين ما أسماه الكوريدورات التجارية في المدينة، والتي تشمل شارعي وورن وديكس، دون ذكر مزيد من التفاصيل حول الموضوع الذي كان من المفترض أن يكون محورياً في خطابه عن حال المدينة الملغى العام الماضي.
وفي سياق متصل، كشف أورايلي أن البلدية أصدرت العام المنصرم، ١٤٠ رخصة إشغال لمحلات تجارية جديدة في أنحاء ديربورن، مشيراً إلى أن القيمة الضريبية للعقارات التجارية في المدينة ارتفعت بمقدار ١٨٧ مليون دولار في العام 2016.
الأحياء والمستقبل
وفي الفيديو الذي خصصه لعرض حال الأحياء توالت، خلف أورايلي صور الشوارع النظيفة والأزقة المتناسقة والورود التي تزين بيوت ديربورن، مشدداً على أن ديربورن مدينة متكاملة «تقدم كل ما تحتاجونه وأكثر مما تتوقعونه» في إشارة الى الخدمات والمرافق المتوفرة فيها، في حين أن العديد من شوارع وأزقة المدينة، في جزئها الشرقي، تعاني من الإهمال المزمن.
وبحسب أورايلي، شهدت أحياء ديربورن السكنية خلال العام الماضي، بناء ٣٦ منزلاً جديداً (ضعف ٢٠١٥) وزراعة المزيد من الأشجار، ومواصلة أعمال الصيانة في المجاري الصحية، وهو مشروع اعتذر أورايلي عن الإزعاجات التي يسببها للسكان، مؤكداً على أن المشروع ضروري لتطوير البنى التحتية في المدينة.
وقال أورايلي في كلمته إن البلدية وضعت مشروع لتطوير منتزه فورد وودز (شرق ديربورن) بإنشاء مسبح عام، ولكن البلدية تبحث عن التمويل للمشروع.
وعن رؤيته المستقبلية لمدينة ديربورن، قال أورايلي إن إدارته تعمل على جعل المدينة قبلة للوظائف وخريجي الجامعات الذين سيعملون في شركة فورد إلى ما بعد 2026، مؤكداً أن ديربورن ستعمل على جذب الشباب الطموح والموهوب عبر جعل المدينة أكثر عصرية وجذباً لهم.
Leave a Reply