طرابلس الغرب - تخطت الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا يومها المئة دون أي تقدم يذكر ميداني حيث لاتزال مدينة البريقة في قبضة »كتائب القذافي« شرقاً وكذلك طرابلس العاصمة والزاوية غرباً وصولا الى سبها جنوباً.
ويقول مؤيدو الحملة العسكرية انها ساعدت الثوار على فك الحصار عن معظم مدن الشرق والتقدم غربا باتجاه مدينتي الزاوية وصرمان المتاخمتين للعاصمة طرابلس. وقد قارب عدد الطلعات الجوية 13 ألف طلعة وجل ما فعلته انها ساعدت في تخفيف الحصار على المدن الرئيسية الخاضعة لسيطرة الثوار وخاصة بنغازي التي كانت كتائب العقيد معمر القذافي قد وصلت إلى مشارفها قبل أن تتراجع تحت وطأة قصف الناتو.
ويقصف الأطلسي زهاء 50 هدفا يوميا، غالبيتها في طرابلس وضواحيها فضلا عن مصراتة غربا والبريقة شرقا وجبل نفوسة جنوب غربي العاصمة.
وفي تقييم نجاعة الضربات الجوية، قالت المتحدثة باسم الحلف أونا لونغيسكو »قبل ثلاثة أشهر كانت بنغازي تحت التهديد ومصراتة تحت الحصار، انظروا أين أصبحنا الآن مقارنة مع الوضع السابق”«.
ويتهم نظام معمر القذافي حلف شمال الأطلسي باستهداف المدنيين في الغارات الجوية حيث أظهر التلفزيون الليبي الرسمي مرارا صور قتلى وجرحى قال إنهم سقطوا نتيجة القصف الجوي.
وأمام هذه التطورات، قال مساعد الأمين العام لـلأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو أمام مجلس الأمن الدولي إن الثوار الليبيين يحققون تفوقا عسكريا على قوات القذافي بفضل الضربات الجوية التي ينفذها الحلف الأطلسي. وأضاف »في الوقت الذي ليس لدينا فيه فهم مفصل للموقف العسكري، من الواضح أن المبادرة، رغم توقفها، باتت الآن في أيدي قوات المعارضة المدعومة في بعض الأحيان بالقوة الجوية للحلف«.
ولفت المسؤول الأممي إلى التداعيات الخطيرة على المدنيين التي يسببها استمرار القتال بين كتائب القذافي والثوار مشيرا إلى أن ما يقدر بنحو 1.1 مليون شخص نزحوا من ليبيا إلى تونس ومصر والنيجر والجزائر وتشاد والسودان منذ شباط (فبراير) الماضي.
محكمة الجنايات
وعلى صعي آخر، كشف الثوار الليبيون أن لديهم »فرقة كوماندوس« مكلّفة توقيف القذافي في طرابلس عندما تدخلها قوات المعارضة تطبيقاً لمذكرة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه وابنه سيف الإسلام وعديله عبدالله السنوسي، بتهمة التورط في جرائم ضد الإنسانية. وقال وزير العدل في المجلس الوطني الانتقالي محمد العلاقي لصحيفة »الحياة« اللندنية، إن الثوار سينفِّذون مذكرة توقيف القذافي تمهيداً لمحاكمته، متوقعاً صلاة الجنازة على »جثة« نظام القذافي (خلال أسابيع).
واتفق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو مع رأي الثوار في خصوص قرب نهاية نظام القذافي، قائلاً إن »اليوم هو وقت الاعتقالات« في حق العقيد الليبي وابنه والسنوسي. وتابع: »إنها مسألة وقت… سيواجه القذافي اتهامات. لا أعتقد أننا سنضطر للانتظار طويلاً… سينتهي الأمر في غضون شهرين أو ثلاثة«.
وحض مدعي المحكمة الجنائية الدولية القريبين من الزعيم الليبي معمر القذافي على المساعدة في اعتقاله بعد مذكرة التوقيف التي صدرت بحقه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
لكن النظام الليبي قال ان القرار ليس سوى »غطاء للحلف الاطلسي الذي حاول ويحاول اغتيال القذافي«، كما قال وزير العدل الليبي الجديد محمد القمودي فيما اعتبر المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار ان »”العدالة تحققت«. واعتبر الحلف الاطلسي ان من الضروري محاكمة الزعيم الليبي ومعاونيه، لكنه اكد ان اعتقالهم ليس من مهماته، مشيرا الى ان حملته الجوية على ليبيا ستستمر بوتيرة مرتفعة.
واعلنت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين اصدار مذكرة توقيف بحق العقيد القذافي ونجله سيف الاسلام ورئيس اجهزة الاستخبارات الليبية عبدالله السنوسي بتهمة ارتكاب جرائم حرب. ويشمل اختصاص المحكمة الجنائية الدولية ليبيا بموجب قرار مجلس الامن الصادر في 26 فبراير. واذا كانت اوروبا والولايات المتحدة قد رحبتا بصدور مذكرة التوقيف، فقد اعرب رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما عن »خيبة امله وقلقه« ازاء ذلك.
لا مجال لمحادثات مع القذافي
ومن ناحيته، قال متحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا الثلاثاء الماضي إنه لا مجال لأي محادثات مع العقيد معمر القذافي بعد أن أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة لاعتقاله. وجاء هذا الموقف بعد تسريبات حول محادثات سرية وغير مباشرة بين الطرفين تقضي بالسماح للزعيم الليبي المحاصر بالبقاء في بلاده.
Leave a Reply