خاص «صدى الوطن»
كانت رسالة «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) في حفلها السنوي الخامس عشر الذي أقيم قبل أربعة أيام من موعد الإنتخابات العامة، واضحة للجميع: الإنتخابات المحلية أولاً.
وسيم محفوظ المدير التنفيذي للنادي اللبناني الاميركي يستلم درعا من (ايباك) |
ففي الحفل الحاشد الذي احتضنته قاعة «نادي بنت جبيل» في ديربورن وضم أكثر من ٦٠٠ شخص كان بينهم عشرات المسؤولين المنتخبين والمرشحين، ركزت الكلمات على أهمية السباقات التربوية في ديربورن وديربورن هايتس والسباق على منصب قاض في محكمة ديربورن، إضافة الى سباقات قضائية أخرى على مستوى محكمة ميشيغن العليا ومحاكم المقاطعات والمدن لاسيما مع استمرار تعرض العرب والمسلمين للتمييز في ظل موجة «الإسلاموفوبيا».
وقد أثبتت «أيباك» في حفلها مدى التفاف الناشطين السياسيين والاجتماعيين في الجالية حولها من خلال الحشد الكبير والمتنوع الذي ضم مختلف الإتجاهات والإثنيات والأعراق من زعماء أفارقة أميركيين وآسيويين وكلدان وغيرهم.
افتتح الحفل أمين مالية اللجنة الزميل أسامة السبلاني بكلمة ترحيبية شكر خلالها داعمي مسيرة اللجنة من مؤسسات وأفراد، ما مكنها خلال عقد ونصف من بناء قاعدة سياسية للجالية العربية التي تضم عشرات آلاف الأصوات في منطقة ديترويت. وقال «أعرف كثير منكم ممن دعموا «أيباك» على مدى الـ١٥ سنة الماضية ولا يزالون، إني أجدد لكم شكري من كل قلبي».
ودعا السبلاني الناخبين في الجالية العربية ولاسيما في ديربورن وديربورن هايتس الى التصويت بكثافة لحميد سويدان وزينب حسين المرشحين لمقعدين مختلفين في مجلس «كريستوود» التربوي الذي يشرف على منطقة تعليمية يشكل الطلاب العرب أكثر من ٦٠ بالمئة في مدارسها دون أن يكون للعرب أي تمثيل.
أما في ديربورن فقد أكد السبلاني على ضرورة دعم آيمي بلاكبورن وماري لاين للحفاظ على مقعديهما في مجلس ديربورن التربوي.
ثم عرج السبلاني ليتحدث عن سياسة أميركا الخارجية التي وصفها بغير المتوازنة لاسيما في التعاطي مع مشاكل وقضايا العرب والشرق الأوسط وعلى رأسها القضية الفلسطينية والأزمة السورية. وتمنى أن «تبقى سوريا موحدة حتى لا تدخل المنطقة في المجهول». ثم تحدث السبلاني عن «الربيع العربي» الذي حمل معه على المنطقة الحروب والصراعات الدموية «بعد أن تأملنا يكون مدخلاً لحياة ديمقراطية في المنطقة» ثم اضاف «سنعمل كل ما في وسعنا من أجل السلام والعدالة في الشرق الأوسط وفي كل العالم».
أوصل السبلاني بكلمته موقف اللجنة من السياسة الخارجية للولايات المتحدة دون أن يغوص في السباق الرئاسي الذي امتنعت فيه «أيباك» عن دعم أي من الرئيس باراك أوباما أو منافسه الجمهوري ميت رومني بعد أن أحجم الإثنان عن طلب دعم اللجنة وتجاهلا الصوت العربي في ولاية ميشيغن التي قد تكون من الولايات المرجحة في السباق الى البيت الأبيض.
تولت الكلام بعد السبلاني الذي كان عريف الحفل، رئيسة «أيباك» المحامية مريم بزي حيث رحبت بجميع الحاضرين قبل أن تبدأ بعرض سياسات «أيباك» الإنتخابية وأسس دعم المرشحين «الذين يعملون بصدق من أجل المجتمع دون النظر الى الخلفيات السياسية والإثنية والفكرية». كما قالت إن «أيباك» وكل ناشطي الجالية «يراقبون بكل فخر واعتزاز تزايد عدد الشباب والنساء الناشطين في مجال النشاط السياسي والمهتمين بسير العملية الانتخابية»، ثم ذكَرت ان طريق «أيباك» لم يكن يوماً مفروشاً بالورود «فقد عمل البعض على شق صفوف الأميركيين عبر بث الكراهية والحقد فواجهناهم بالحب والتضامن والعمل من أجل العدالة للجميع». وفي ختام كلمتها اشادت بزي بالمجهود الجبار الذي يبذله السبلاني في دعم «أيباك» بوقته وعلاقاته وفتح مكاتب صحيفة «صدى الوطن» لاجتماعات اللجنة في كل الأوقات.
بعدها قام علي حمود نائب رئيس «أيباك» للشوون الداخلية بعرض قانون اللجنة الداخلي وآلية دعم المرشحين مؤكداً أن «أيباك» لا تدعم أيّ مرشح لا يطلب دعمها كتابياً. وشكر المحامي حمود «كل المرشحين الذين تقدموا بطلب دعمنا» وتمنى لهم حظاً طيباً في حين أكد أن اللجنة والمتطوعين فيها سيبذلون قصارى جهودهم لفوز المرشحين المدعومين من قبلها في كافة السباقات.
عاد السبلاني للمنبر من جديد ليقدم دونيل وايت الرئيس التنفيذي «للجمعية الوطنية لتقدم الملونين»- فرع ديترويت الذي كرمته «أيباك» بـ«جائزة خدمة المجتمع» السنوية في إشارة الى جهود اللجنة الى رفع مستوى العلاقات والتنسيق مع المجتمع الإفريقي الأميركي الذي يشكل مكوناً أساسياً في منطقة ديترويت الكبرى.
وقال السبلاني إن جائزة وايت تؤكد على توطيد اواصر العمل مع المنظمة التي يرأسها ويدخل ضمن سياسة مد وبناء الجسور و«تقوية علاقتنا مع الأفارقة الأميركيين». كما أكد السبلاني بان «أيباك» تريد أن تطور سياسة مد الجسور لتشمل أيضاً المنظمات الفاعلة في الجالية اللاتينية «بهدف أن نعمل مع بعضنا ونقوّي صوتنا الانتخابي». وأضاف «جميعنا الآن بصدد التفكير في صياغة تمكننا ان نصل في المستقبل الى ان نكون صوتاً واحداً».
بدوره شكر وايت «أيباك» وكل الجالية العربية على الثقة والتكريم وأشار بأنه يثمن العمل الكبير الذي تقوم به اللجنة من أجل بث الوعي والارتقاء بالعمل السياسي داخل الجالية العربية حتى يكون لها دور اكثر فاعلية في الحياة السياسية الأميركية. وأوضح أنه يعمل «أيباك» ومنظمات لاتينية من أجل توحيد أصوات الأقليات وقال «نحن والعرب واللاتينيون نعمل جميعاً مع بعضنا ونتمنى ان يتحول صوتنا يوما ما الى صوت واحد».
المرشح لمنصب قاض لمحكمة ديربورن المحامي سالم سلامة كان من نجوم حفل «أيباك» أيضاً، حيث تسلم بدوره «جائزة الخدمة العامة». من الحامي علي حمود الذي أكد أن سلامة «نموذج للحلم الأميركي فقد هاجر الى هنا وهو شاب فاجتهد ودرس بجد الى أن تخرج محاميا ومارس عمله بكل اخلاص وواصل خدمة الجالية وتطوع بكثير من وقته لخدمة الناس بدون التمييز بين خلفياتهم واعراقهم ولذلك استحق جائزة الخدمة العامة».
وبدوره أعرب سلامة الذي استقبله الحضوربتصفيق حاد عن بالغ سعادته «لأن هذه الجائزة هي أهم تكريم في حياته لأنها تأتي من «أيباك» وهي أهم مؤسسات الجالية في ميشيغن». وشكر سلامة جهود اللجنة في دعم حملته وقال «لا يمكن لأحد أن ينجح في ميدان السياسة بدون جد واجتهاد وخدمة الناس.. ثم دعم الأصدقاء المخلصين ودعم الناس المؤمنين بما قدمته اليهم». ولم ينس سلامة أن يؤكد على أهمية الإقبال العربي الكثيف في يوم الإنتخاب حيث أن السباق على محكمة ديربورن قد يحسم بفارق عشرات الأصوات فقط.
ثم تولت المحامية زينة الحسن تقديم «جائزة الناشط العربي الأميركي» للمدير التنفيذي «للنادي اللبناني الأميركي»، وسيم محفوظ وهو ناشط سياسي وحقوقي واجتماعي ساهم في تطوير العمل الشبابي في النادي وفي منظمات أخرى. وقد عبر وسيم محفوظ عن سعادته الغامرة بهذا التكريم «من منظمة لها دور كبير في خدمة الجالية»، وقد اكد محفوظ على شكر والديه وزوجته كما شكر المحافظ روبرت فيكانو الذي كان حاضراً في الحفل على ثقته، كما شكر «النادي اللبناني» ورجل الأعمال علي جواد الذي كان من مؤسسي النادي، وقال «إنّ خدمة الجالية شرف وواجب»
بعد ذلك قامت رئيسة «أيباك» بتقديم «جائزة عضو أيباك» السنوية لعضو اللجنة تينا فرحات التي شكرت تكريمها وقالت «هذا تكريم لنا جميعاً وخاصة كل الذين ساهموا في عملية انتقاء المرشحين وتحضير حفل العشاء وبقية النشاطات الأخرى المستمرة منذ شهور».
وفي ختام الحفل دعا السبلاني الى دعم «أيباك» لتعزيز قدراتها في خدمة الجالية وإبراز ثقلها الإنتخابي، مؤكداً أن التصويت العربي الكثيف سيكون مفتاح الفوز الإنتخابي في ديربورن وديربورن هايتس.
Leave a Reply