ديربورن
قبل أسبوع واحد من موعد الانتخابات البلدية، في الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) حفل استقبال للمرشحين الذين قررت دعمهم في السباقات المحلية للمدن ذات الكثافة العربية في منطقة ديترويت.
الحفل الذي أقيم في صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، الثلاثاء الماضي، تحت شعار «صوتك أقوى في صناديق الاقتراع»، اقتصر الحضور فيه على المرشحين وأعضاء اللجنة بالإضافة إلى حشد من الداعمين والنشطاء السياسيين.
وفي بداية الحفل، تم التعريف بالمرشحين الذين تدعمهم «أيباك» في مجمل السباقات المحلية بمدينتي ديربورن وديربورن هايتس، مع التركيز على «الأهمية التاريخية» للانتخابات الحالية، لما لها من تأثيرات طويلة الأمد على حياة السكان ومصالحهم اليومية، بحسب أعضاء «أيباك».
وفي هذا الإطار، وصف ناشر «صدى الوطن»، الزميل السبلاني انتخابات ديربورن بأنها «الانتخابات الأكثر أهمية خلال العقود الأربعة الأخيرة من تاريخ المدينة»، منوهاً بأن اللجنة تحرص في كل موسم انتخابي، على التأكيد حول أهمية السباقات المحلية، وتشجيع الناخبين على الاقتراع.
وأوضح السبلاني بأن «أيباك» تدعم فقط المرشحين الذين يطلبون تأييد اللجنة، لافتاً إلى أن ذلك لا يعني بأن المرشحين الآخرين غير مناسبين للمناصب التي يسعون لشغلها. وأكد على أن أهمية الانتخابات القادمة في «عاصمة العرب الأميركيين» تنبع من حاجة المدينة «الملحة إلى الماء والهواء النظيفين، وإلى تخفيض الضرائب العقارية، ودعم الأعمال التجارية».
وفي إشارة إلى تلوث مياه الشرب بمادة الرصاص، قال السبلاني: «مع ما يحدث في هامترامك وبنتون هاربور، وما حدث سابقاً في فلنت، هو أن الناس يشربون المياه المسممة بالرصاص، ومثل هذا الأمر يمكن أن يحدث هنا في ديربورن إذا لم نتوخّ الحيطة والحذر»، مضيفاً: «من المهم أن تكون للمدينة حكومة تضمن المياه النظيفة لنا ولأطفالنا، وعندما أقول لنا ولأطفالنا، فإنني أعني جميع سكان ديربورن». وأردف السبلاني: «نحن أيضاً بحاجة إلى هواء نظيف، لأننا جميعاً نعرف ما يحدث في مدينتنا ومقاطعتنا، حيث تنتشر المصانع الملوثة للهواء»، منوهاً بأن الكثير من السكان يعانون من ضيق التنفس «ليس لأن الشرطي يجثو على أعناقهم، بل لأن المصانع تبثّ السموم في هواء مدننا وأحيائنا».
وتطرق السبلاني إلى التحديات المستعصية في مدينة ديربورن، وضرورة معالجتها بأسرع وقت، من أجل تحسين نوعية الحياة، والتي كان من بينها: القيادة المتهورة، وارتفاع الضرائب العقارية، والفيضانات المتكررة.
وفي هذا السياق، قال السبلاني: «نريد أحياء آمنة، وشوارع أكثر أماناً، في جميع أرجاء المدينة، ونريد حلولاً مستدامة للفيضانات الكارثية التي أغرقت –الصيف الماضي– أكثر من 12 ألف منزل».
وعزا السبلاني نزوح شرائح واسعة من الشباب إلى المدن الأخرى، بسبب الضرائب الباهظة، مؤكداً أن جيل الشباب باتوا «غير قادرين على تأسيس حياتهم في ديربورن»، وأضاف بأنه «يتوجب على الإدارة المقبلة للمدينة إيجاد حلول ناجعة لمشكلة الضرائب المرتفعة وتخفيضها إلى مستوى يسمح لأسرنا بالبقاء والعيش هنا، وإلا فإن المدينة سوف تحتضر».
وأوضح السبلاني بأن «أيباك» قررت أن تدعم المرشح العربي عبدالله حمود لرئاسة بلدية ديربورن لأنه يمتلك رؤية واضحة لمعالجة التحديات المستعصية في المدينة. وقال: «ما حدث خلال السنتين الأخيرتين، هو أنه كان لدينا إدارة ميتة، وقد حان الوقت للقول بأن ديربورن –وهي ثاني أكبر مدينة بمقاطعة وين وسابع أكبر مدن ولاية ميشيغن– لا يمكنها أن تقبل بإدارة عاجزة عن دفع مدينة ديربورن قدماً»، مضيفاً: «إننا نرفض الاعتراف بأننا مدينة ميتة، ولهذا اختارت «أيباك» أن تدعم حمود لكونه يمتلك رؤية واضحة لمستقبل المدينة».
ولفت إلى أن ارتفاع الضرائب يدفع الشركات إلى مغادرة ديربورن أيضاً، «لأننا مدينة ترفض الاعتراف بأنها غير صديقة للأعمال التجارية»، على حد تعبيره. وقال: «الكثير من الشركات ما عادت ترغب بالبقاء هنا، ولولا الأعمال العربية لكانت ديربورن قد سقطت منذ سنوات عديدة».
وأكد السبلاني أن «أيباك» تدعم المرشحين الأكثر كفاءة وتأهيلاً، ولا تقيم اعتباراً لخلفيات المرشحين الإثنية أو الدينية، وقال: «نحن هنا لندعم المرشحين الذين يمتلكون رؤى وخططاً وبرامج لمعالجة التحديات وتطوير المدن التي يعيشون فيها»، مضيفاً: «بعض المرشحين غاضبون لأننا لم ندعمهم، ولكننا أحجمنا عن دعمهم لعدم امتلاكهم لبرامج واضحة في إدارة المهام التي سيضطلعون بها».
من جانبه، أشار المحامي عبد حمود إلى تنامي القوة الانتخابية للعرب الأميركيين في مدينتي ديربورن وديربورن هايتس منذ إنشاء «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي»، عام 1998.
وقال حمود إنه «يحصي على أصابع يديه كل ناخب لمعرفة عدد الناخبين العرب والمسلمين الأميركيين في الديربورنين»، لافتاً إلى أن عددهم بديربورن كان 8,200 ناخب في عام 1998 من أصل 60 ألف ناخب في المدينة، «أما اليوم فلدينا في ديربورن نحو 35 ألف ناخب من أصل 70 ألف تقريباً، ولدينا في ديربورن هايتس حوالي 15 ألف ناخب، بعدما كانوا في عام 1998 حوالي 1,500 فقط».
رئيسة «أيباك»، المحامية منى فضل الله، أكدت بأن اللجنة السياسية أجرت مقابلات «هي الأكثر إثارة في تاريخ اللجنة منذ عدة سنوات»، وهو ما جعل قرار المصادقة على تأييد بعض المرشحين «أكثر صعوبة» من ذي قبل.
وقالت فضل الله: «لدينا بعض المرشحين الرائعين، لا بد أنكم لاحظتم ذلك، لقد أجرينا بعض المقابلات هي الأكثر إثارة.. لأنني لا أعرف متى كانت آخر مرة أجرينا فيها مثل تلك المقابلات الرائعة في «أيباك»، لدينا مرشحون عرب أميركيون مذهلون، وأنا فخورة بهم جداً».
وأضافت فضل الله: «إنهم أذكياء، ويعرفون القضايا والتحديات التي يتوجب عليهم معالجتها، أعتقد أن أي مرشح منهم سيتم انتخابه، سوف يقوم بعمل رائع».
وأثنى الناشط اليمني خالد الشاجرة على إنجازات «أيباك» خلال العقود الماضية، والتي «أخذت بأيدي العديد من الشبان العرب وساعدتهم على أن يصبحوا قادة حقيقيين»، بحسب تعبيره.
وشكر الشاجرة المرشحين العرب في جميع السباقات البلدية، لافتاً إلى أنه كان أول يمني يترشح لعضوية المجلس التربوي عام 1997. وقال: «لم أترشح مرة أخرى، لأنني أعرف حجم التحديات التي يواجهها المسؤولون، كالألم والعذاب وقلة النوم».
وأشار الشاجرة إلى أن الخدمة العامة أصبحت مهمة أكثر صعوبة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: «قد تقول كلمة، ويتم تأويلها، ثم تكتشف بأن لديك أعداء لم تفكر بهم من قبل، وتكتشف بأن لديك أصدقاء أقل وخصوماً أكثر، ولكن في نهاية المطاف هذا ما يميزك.. فأنت تتحمل المسؤولية».
ووصف الشاجرة، الانتخابات الحالية بمدينة ديربورن بأنها «تاريخية» بوجود مرشح عربي شاب، ولد ونشأ في المدينة، ونجح بتمثيلها في مجلس نواب الولاية لثلاث دورات متتالية، في إشارة إلى المرشح في سباق رئاسة بلدية ديربورن، النائب الديمقراطي عبدالله حمود.
Leave a Reply