ديربورن – «صدى الوطن»
أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) –الأربعاء الماضي– حفلها السنوي الحادي والعشرين في قاعة «بيبلوس» بديربورن، وسط حضور حاشد تقدمهم مسؤولون محليون وفدراليون ونشطاء حقوقيون ومرشحون إلى مناصب رفيعة في ولاية ميشيغن، وعلى المستوى الوطني.
في بداية الحفل الذي افتتح بالنشيد الوطني الأميركي، أعربت رئيسة «أيباك» المحامية منى فضل الله عن فخرها بالانتماء إلى منظمة سياسية وضعت في قائمة أولوياتها تمكين النساء وتشجيعهن على الانخراط في العمل السياسي والخدمة العامة، لافتة إلى أن اثنتين من العربيات الأميركيات تولين رئاسة «أيباك»، هما المحامية منى فضل الله، والقاضية مريم سعد بزي.
وقالت: «في الوقت الذي تدعم فيه منظمتنا مرشحات إلى أعلى المناصب الحكومية في ولاية ميشيغن، فإننا نفخر أيضاً بدعم أول مرشحة يمنية أميركية في ولاية ميشيغن لمنصب عام»، في إشارة إلى دعم «أيباك» للمرشحة أمان فدامة لعضوية مجلس ديربورن التربوي.
وفي كلمة مقتضبة للمرشحة لمحكمة ميشيغن العليا، أكدت القاضية إليزابيث كليمنت أن دعم «أيباك» لها كقاضية محافظة، للاحتفاظ بمقعدها في الانتخابات العامة في 6 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل «يعني لها الكثير.. لأن دعم مرشحين من خلفيات متعددة هو دعم للقرار الصحيح».
وتطرقت كليمنت إلى أهمية السباقات القضائية وضرورة انخراط الناخبين فيها لأن تصويتهم «في مثل هذه الحالة لا ينطوي على أية انتماءات حزبية، ويعمق مفهوم فصل السلطات في الولايات المتحدة»، مؤكدة أنها ستكون ومنذ اليوم الأول لإعادة انتخابها «مستقلة» و«غير منحازة لأي حزب أو جماعة».
من جانبه، أثنى المرشح السابق لحاكمية ميشيغن، العربي الأميركي عبدول السيد، على «العمل العظيم» الذي أنجزته «أيباك» منذ تأسيسها قبل 21 عاماً، مؤكداً أنه ورغم خسارته السباق التمهيدي لحاكمية ميشيغن في آب (أغسطس) الماضي– إلا أنه يعتبر «بأننا فزنا كمجتمع عربي وإسلامي أميركي. وقال: «لقد حصدنا 340 ألف صوت من جميع أنحاء الولاية، وتلك الأصوات لم تكن فقط من ديربورن، ولم تكن أصوات العرب أو المسلمين فحسب، وإنما كانت أصوات ناخبين من جميع الخلفيات والأعراق ومن جميع أنحاء الولاية».
واستدرك متسائلاً: «لكن ماذا يعني ذلك؟ أؤكد لكم أن ذلك الإنجاز لم يحدث بسبب مرشح واحد، وإنما كان نتيجة لجهود أجيال من الناشطين كالذين يتواجدون معنا في هذه القاعة»، مشدداً «كنت أعلم أنني أقف على أكتاف عمالقة».
ودعا السيد، العرب الأميركيين إلى التخلي عن الازدواجية ونبذ المشاعر العنصرية (خاصة ضد الأفارقة الأميركيين) وهم يخوضون معركتهم من أجل حقوقهم المدنية والدستورية، «لأن معركة الحريات المدنية هي أكبر من مجرد الدفاع عن حقوقنا فقط»، بحسب تعبيره.
وأضاف: «علينا أن نخرج ونقاتل من أجل أن تكون الحريات المدنية حقاً للجميع، ولكن الأهم.. هو أن نناضل في داخل أنفسنا (ضد المشاعر السلبية والانحياز غير العادل) من أجل تحقيق تلك الحريات».
المرشحة الديمقراطية لمجلس النواب الأميركي رشيدة طليب التي تقترب من أن تصبح أول مشرعة مسلمة في الكونغرس، أشارت إلى أن المرشحين العرب الأميركيين، من أمثال عبدول السيد والمرشحة مجلس النواب الأميركي فيروز سعد، ألهموها وشجعوها على خوض السباق، مستدركة: «لكن، أنا مختلفة قليلاً عن الآخرين، لأنني ابنة مهاجرين فلسطينيين، وجدي أُردي بـ11 رصاصة لأنه رفض ترك أرضه». وأكدت «كل ذلك في دمي، ويمدني بالشغف والإيمان حول ضرورة أنسنة جميع الأشخاص».
طليب التي حسمت السباق التمهيدي للديمقراطيين عن «الدائرة الـ١٣» لمجلس النواب الأميركي، أكدت أنها لم تفز فقط بأصوات العرب والمسلمين كما يعتقد الكثير من الأميركيين، وقالت: «لقد فزت بأصوات أميركيين من مختلف الإثنيات والخلفيات، وهم في معظمهم من الأفارقة الأميركيين»، لافتة إلى أن المرشحين السيد وسعد حصدا –مثلها– الكثير من أصوات الأميركيين الذين لا «يشتركون معنا بنفس الدين والأصول الإثنية» مشددة «هذه قصة يتجاهلها الكثيرون».
وأشارت إلى أنه يُتوقع منها كأميركية من أصول فلسطينية أن تناضل من أجل حقوق شعبها، مستدركة أنها ستقوم «في المقام الأول، بالدفاع عن العائلات الفقيرة التي صوّتت لها، تلك العائلات التي تصارع يومياً من أجل حياة كريمة ومتساوية مع الآخرين».
وأثنت طليب على المرشحة لمنصب سكرتاريا الولاية، الديمقراطية جوسلين بنسون، مشيرة إلى أن الأخيرة كانت أول من بادر إلى جمع التبرعات لحملتها الانتخابية لمجلس نواب ميشيغن في 2008. وقالت: «لن أنسى أن جوسلين وزوجها كانا أول متبرعين لحملتي، حين كنت لا أعرف ما معنى جمع التبرعات لدعم حملة انتخابية».
أما بنسون فقد أكدت في كلمتها على أهمية السباق الانتخابي لمنصب سكرتاريا ولاية ميشيغن، وقالت: «إن اختيار السكرتير القادم يساهم في تعريف ديمقراطيتنا»، لافتة إلى أن فوزها في الانتخابات العامة «سيساهم في تعميق الديمقراطية بولايتنا».
أضافت: «هذا العام، ستكون انتخابات سكرتاريا الولاية حاسمة، لأن السؤال سيكون فيما إذا كان السكرتير الجديد مستعداً منذ اليوم الأول لتأمين وتعزيز انتخاباتنا، وأنه لدينا ديمقراطية محمية بشكل أفضل بحيث يمكننا الوثوق من أن نتائج الانتخابات هي انعكاس دقيق لإرادة الشعب».
بنسون، العميدة السابقة لكلية الحقوق بـ«جامعة وين ستايت»، أشارت إلى أنها نشرت كتاباً بعنوان «سكرتاريا الولاية: حراس العملية الديمقراطية»، لافتة إلى أنها تدرك حجم الأعباء التي يتوجب القيام بها لتحديث نظام العمل في فروع سكرتاريا الولاية.
من جانبها، شكرت المرشحة لمنصب مدعي عام الولاية دانا نسل أعضاء «أيباك» على دعمهم لحملتها الانتخابية، وقالت: «لم آتِ إلى هنا من أجل استقطاب أصوات الناخبين، ولكنني جئت لأؤكد لكم في حال انتخابي أنني سآخذكم معي إلى لانسنغ».
جوائز تقديرية
«أيباك» منحت –خلال الحفل– «جائزة الخدمة العامة» لمديرة مكتب «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» (أي سي أل يو) رنا المير، والمرشحة السابقة لعضوية الكونغرس الأميركي فيروز سعد، وناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني.
وفي معرض تسلمها للجائزة، قالت المير: «مع أنني ممتنة لكم لمنحي هذه الجائزة، إلا أنني ممتنة أكثر للعمل العظيم الذي تقومون به». وأضافت الحقوقية اللبنانية الأصل: «لقد انبريتم وبذلتم الجهود من أجل التشجيع على الانخراط في مجال الخدمة العامة، وضحيتم بأوقاتكم وأعمالكم وأموالكم من أجل ذلك، لأنكم تدركون أنه إذا أردنا النجاح كأفراد فعلينا النجاح أولاً كمجتمع».
وأكدت: «لقد تصديتم لهذه المهمة لأنكم فهمتم أن الانتقال من «أنا» إلى «نحن» هو فعل ثوري، والعمل الذي يجري هنا ليس من أجل شخص واحد، أو جهة واحدة، وإنما من أجل تقدم المجتمع».
سعد –من ناحيتها– أكدت أن هذا العام هو «عام النساء» في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن العديدات منهن يترشحن إلى مناصب حكومية ورسمية مرموقة، لافتة إلى ضرورة دعم هذا التوجه في المجتمعين العربي والأميركي.
السبلاني –ورغم تلقيه العديد من الجوائز على المستويين الوطني والعالمي– أكد أن «جائزة الخدمة العامة» التي منحته إياها «أيباك» هي «أعزّ جائزة أفخر بها»، بحسب تعبيره.
وفي سياق آخر، قال: «إنهم يتحدثون عن قمع النساء في مجتمعنا، ولكنني أؤكد لكم أن العديدات منهن تولين مراكز قيادية في «أيباك» .. كما أؤكد لكم أن «الحركة النسوية» فاعلة جداً في مجتمعنا ومتقدمة على حركة Me Too الأميركية».
وأشار إلى أن «أيباك» تفخر بدعمها للعديد من المرشحات وفي مقدمتهن المرشحة لمنصب سكرتاريا ولاية ميشيغن جوسلين بنسون، مضيفاً «نحن فخورون أيضاً بدعم أول يمنية أميركية في ولاية ميشيغن في سباق مجلس ديربورن التربوي».
وحث السبلاني، الحاضرين والناخبين في المجتمع العربي الأميركي على المشاركة الكثيفة في الانتخابات العامة، في 6 نوفمبر القادم، والتصويت للمرشحين الذين دعمتهم «أيباك» في هذه الدورة الانتخابية.
يُشار إلى أن «أيباك» كانت قد أعلنت –الأسبوع الماضي– عن قائمة المرشحين الذين تدعمهم في انتخابات نوفمبر لمختلف السباقات، كما أعلنت عن أسمائهم خلال الحفل السنوي.
وضمت قائمة المدعومين –بالإضافة إلى القائمة التي نشرتها «صدى الوطن» في عددها الماضي– كلاً من المرشحتين، العربية الأميركية أمان فدامة وسينثيا باريللي لعضوية مجلس ديربورن التربوي لمدة 6 سنوات، والمرشحة لعضوية مجلس ديربورن التربوي ماري لاين لمدة سنتين.
ولم يتوافق أعضاء «أيباك» حول دعم «المقترح 1» القاضي بتشريع بيع واستهلاك الماريوانا لأغراض ترفيهية، تاركين للناخبين حرية التصويت لصالح المقترح أو ضده.
Leave a Reply