ديربورن – «صدى الوطن»
أعلنت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك)، الأسبوع الماضي، عن أسماء ثلاثة مرشحين قررت دعمهم في الانتخابات التمهيدية المقررة في ولاية ميشيغن، يوم الثلاثاء، الثاني من شهر آب (أغسطس) القادم.
وجاء اختيار المرشحين بعد عملية تصويت شارك فيها أعضاء اللجنة، عقب سلسلة مقابلات أجريت على مدى الأسابيع الماضية مع المرشحين الراغبين بالحصول على دعم «أيباك».
والمرشحون الذين حازوا على دعم اللجنة هم: عبدالله حمود في سباق الحزب الديمقراطي لعضوية مجلس نواب الولاية عن «الدائرة ١٥» التي تشمل معظم مدينة ديربورن، والمرشح الجمهوري عن نفس المقعد بول صوفيا، كما قررت اللجنة بأغلبية كبيرة دعم المرشحة العربية الأميركية آبي بزي التي تسعى للفوز بمنصب قاض في محكمة ديربورن (١٩) خلفاً للقاضي وليام هالتغرين الذي تنتهي ولايته مع نهاية العام الجاري.
ووفق النظام الداخلي للجنة ينال المرشحون دعم «أيباك» في حال حصولهم على ثلثي أصوات الأعضاء.
وكانت اللجنة قد واظبت خلال الأسابيع الأخيرة على عقد لقاءات مع العديد من المرشحين لمختلف المناصب في السباقات المحلية، وذلك بهدف التعرف عن كثب على برامجهم الانتخابية ومدى ملاءمتها لمصالح العرب الأميركيين، مع الإشارة إلى أن اللجنة العربية تلتقي مع المرشحين وتدرس إمكانية دعمهم بناء على طلب خطي منهم.
وتعتبر «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» التي تأسست في العام 1998، أبرز مجموعة ضغط سياسي (لوبي) لصالح الجالية العربية في منطقة ديترويت وعموم ميشيغن، وهي تعمل في كل موسم انتخابي على ترسيخ دور العرب الأميركيين على الخارطة الانتخابية ولفت انتباه المرشحين في مختلف السباقات الى مصالحهم وأخذها بعين الاعتبار ضمن برامجهم الانتخابية، والاهتمام بها لاحقا في حال فوزهم وتوليهم للمسؤوليات الرسمية.
ويوم الأربعاء الماضي، عقدت «أيباك» اجتماعا في مكاتب صحيفة «صدى الوطن» للتصويت للمرشحين الذين يستحقون دعم اللجنة، وقد سبقت عملية التصويت مداولات بين الأعضاء لدراسة أفضل الخيارات.
مقعد ديربورن في مجلس نواب الولاية (الدائرة ١٥)
وتوصلت «أيباك» في اجتماعها الأخير الى تبني ترشيح العربي الأميركي عبدالله حمود (25 عاماً) عن الحزب الديمقراطي، والمرشح بول صوفيا عن الحزب الجمهوري، اللذين يخوضان الانتخابات التمهيدية عن حزبيهما في آب المقبل، وسوف يتأهل الفائز من كل حزب لخوض الانتخابات العامة المقررة في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وعبر حمود -وهو عضو في «أيباك»- عن سعادته بدعم اللجنة له، وقال: «إن الحصول على دعمهم يعني لي الكثير.. إنه لشرف لي أن يمنحنوني الثقة.. لقد عملت معهم متطوعا عندما كنت على مقاعد الدراسة ولكن أن يتم اختياري كمرشح هو أمر مختلف»، مشيرا إلى أن الجالية العربية تقدر دور «أيباك» الإيجابي في تمثيلها سياسياً.
وكان حمود قد حاز مؤخراً على دعم محافظ مقاطعة وين وورن أفينز وكذلك على دعم سناتور الولاية عن مدينة ديربورن هايتس ومدن أخرى مجاورة، الديمقراطي ديفيد كنيزيك.
ويعمل حمود مستشارا في القطاع الخاص بمجال الرعاية الصحية وكان قد عمل سابقا في منظمة «رابطة ميشيغن للناخبين المحافظين»، وهي منظمة بيئية، غير حزبية، تهدف إلى حماية أرض ميشيغن ومائها وهوائها، وكان عمله فيها قد منحه الفرصة لزيادة خبرته في مجال التأمين الصحي والقضايا الصحية العامة.
وتعهد حمود بأنه في حال فوزه بمقعد نيابي تحت قبة الكابيتول في العاصمة لانسنغ، سوف يتشاور مع «أيباك» في مجمل القضايا، وذلك من أجل إيصال الصوت العربي الى المجلس التشريعي في الولاية، وقال: «في المستقبل، سوف نقوي علاقتنا، وسوف أعتمد على «أيباك» لإيصال صوتنا وهواجسنا وتوفير أفضل النتائج لمجتمعنا برمته».
أما المرشح الجمهوري بول صوفيا، فهو مستشار مستقل متخصص في مجال الرعاية الصحية، وكان حاكم الولاية ريك سنايدر قد عينه العام الماضي عضوا في «هيئة الشؤون الشرق أوسطية» التي أطلقها الحاكم الجمهوري للاطلاع على قضايا المهاجرين من منطقة الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة كانت قد عقدت لقاءات مع خمسة مرشحين عن مقعد ديربورن في مجلس نواب الولاية، وهم بالإضافة إلى حمود وصوفيا: الناشطان براين ستون وجاكي زيدان، وعضوة مجلس ديربورن التربوي روكسان ماكدونالد، وجميعهم مرشحون عن الحزب الديمقراطي.
سباق محكمة ديربورن
وفي سباق آخر هو الأكثر حماوة في ديربورن، قررت «أيباك» دعم ترشيح المحامية آبي بزي لمنصب قاض في محكمة المدينة (19) في وجه منافسيها، رئيسة مجلس بلدية ديربورن سوزان دباجة، والمحامي جين هانت، وجميعهم حاولوا الحصول على دعم «أيباك».
وسوف يخوض المرشحون الثلاثة الانتخابات التمهيدية في آب المقبل على أن يتأهل صاحبا أعلى رصيدين من الأصوات الى الجولة العامة التي ستعقد يوم الثامن من تشرين الثاني (نوفمبر) لانتخاب قاض جديد خلفاً للقاضي وليام هالتغرين الذي تنتهي ولايته مع نهاية العام الجاري.
وتجدر الإشارة إلى أن بزي ودباجة هما عضوتان في «أيباك»، وقد أدلت كل منهما بصوتها لصالح ترشيحها في اجتماع اللجنة الأخيرة، إلا أن الدفة مالت في النهاية لصالح بزي التي علقت على فوزها بالقول: «إنه لشرف لي أن تدعمني «أيباك» فمعظم أبناء الجالية يحترمون قرارات هذه اللجنة، وهذا سيكون له تأثير إيجابي على حملتي الانتخابية».
وكانت «أيباك» قد دعمت دباجة في العام 2013 خلال ترشحها لانتخابات مجلس ديربورن البلدي التي أسفرت آنذاك عن تصدرها للسباق مما أهلها لمنصب رئاسة المجلس حتى نهاية العام ٢٠١٧، وكانت هذه المسألة واحدة من العوامل التي أخذها أعضاء «أيباك» بعين الاعتبار، وفضلوا بالتالي التصويت لصالح بزي، حتى لا تخسر الجالية رئاسة دباجة للمجلس البلدي التي ستنتقل إلى نائبها توم تافلسكي، أما المقعد الذي تشغله فسينتقل إلى باتريك ملتون الذي احتل المركز الثامن في انتخابات العام ٢٠١٣، وذلك في حال فوزها بسباق محكمة ديربورن التي تضم ثلاثة قضاة والتي يرأسها القاضي العربي الأميركي سالم سلامة.
شفافية في الاختيار
وقالت رئيسة «أيباك» المحامية منى فضل الله إن معظم أعضاء اللجنة قد حضروا جلسة التصويت، وأما الذين لم يتمكنوا من الحضور، فقد أدلوا بأصواتهم عبر رسائل نصية. وأضافت بالقول: «لقد بدا أن الاختيار بين بزي ودباجة صعب للغاية، وقد انخرط الجميع في نقاشات معمقة حول هذه المسألة، وكانت الفرصة متاحة بالكامل لكل عضو ليعبر عن موقفه بكل وضوح وشفافية».
وأشارت فضل الله إلى أن «أيباك» تعكس في واقع الأمر تمثيلاً حقيقياً لمجتمع الجالية العربية، ولذلك فإن العرب الأميركيين يمكنهم الوثوق بقراراتها لمعرفة من يستحق أصواتهم. وأضافت أن «للجنة تمثيل واسع داخل الجالية، ولا أحد من أعضائها يتحدث بالنيابة عن الجميع، ولذلك فحين تشارك في اجتماعات اللجنة فستستمع لوجهات نظر متعددة».
وأكدت أن الجالية العربية لطالما اعتمدت على خيارات «أيباك» المدروسة في دعم المرشحين لمختلف السباقات الانتخابية خلال الدورات السابقة، حيث كانت أصوات الناخبين العرب تصب بكثافة لصالح المرشحين الذين تدعمهم اللجنة، مشيرة إلى أن المرشحين أنفسهم يكنّون المزيد من الاحترام للجهود التي تبذلها اللجنة لاختيار المرشح الأفضل، وهم لا يترددون في إظهار احترامهم هذا حتى قبل إجراء المقابلات معهم، بحسب فضل الله.
بدورها، أشارت المحامية مريم بزي، التي تشغل رئاسة «لجنة دعم المرشحين»، وهي لجنة فرعية منبثقة عن «أيباك» تشرف على مقابلة المرشحين ودراسة ملفاتهم، إلى أن «أيباك» تنخرط منذ ١٩ عاماً في العملية السياسية وتقوم بمقابلة المرشحين لمختلف المناصب المحلية والوطنية واختيار الأنسب بناء على سيرهم الذاتية وإمكاناتهم في خدمة المجتمع، مؤكدة أن «اختيار المرشحين لم يكن دوماً عملية سهلة، خاصة في حال وجود عدد من المرشحين العرب الأميركيين الأكفاء الذين يتسابقون على نفس المنصب» كما هو الحال في سباق محكمة ديربورن هذه السنة.
وقالت: «إن وظيفتنا هي أن نقوم باختيار الأفضل وإن قرارنا بدعم هذا المرشح أو ذاك يكون حسب كفاءته واستعداده لخدمة مصالح الجالية العربية وأفراد المجتمع بشكل عام».
وتواصل «أيباك» حالياً عقد لقاءات مع المرشحين الى مناصب قضائية في محكمة مقاطعة وين، ومن المتوقع أن تتخذ اللجنة قرار الدعم في هذا السباق خلال الأسابيع القادمة.
وستقوم «أيباك» تباعاً بالإعلان عن بقية أسماء المرشحين المدعومين في الانتخابات التمهيدية، كما سيقوم متطوعو اللجنة بتوزيع القائمة النهائية على الناخبين أمام مراكز الاقتراع أثناء اليوم الانتخابي.
Leave a Reply