قبل ٢٠ يوماً من موعد الانتخابات البلدية في منطقة ديترويت، أعلنت اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي (أيباك) عن دعمها للائحة من ١٨ مرشحاً لمناصب بلدية مختلفة في ديربورن وديربون هايتس وديترويت وهامترامك، في الانتخابات المقررة يوم 7 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وتعمل مؤسسة «أيباك» منذ تأسيسها عام ١٩٩٨ على تفعيل «الصوت العربي» على خارطة ميشيغن الانتخابية، في مختلف السباقات، سواء محلياً أو وطنياً، بما في ذلك الانتخابات التربوية والقضائية والبلدية والتشريعية والتنفيذية، حيث يتبنى أعضاء المنظمة السياسية -عبر آلية ديمقراطية- دعم المرشحين الأفضل لخدمة العرب الأميركيين وعموم المجتمع المحلي.
ولا تمنح «أيباك» دعمها للمرشحين الذين لا يتقدمون خطّياً بطلب الحصول على دعمها. ويتم الدعم بناء على مقابلات تجريها لجنة فرعية متخصصة تقوم بتقييم مسيرة وبرنامج المرشح قبل طرحه على التصويت أمام كامل أعضاء اللجنة.
وتقام هذه السنة، الانتخابات البلدية في العديد من المدن ذوات الكثافة العربية في مقاطعة وين، لاسيما ديربورن وديربورن هايتس وهامترامك. وقد كان لافتاً تبني «أيباك» دعم عدد من الوجوه الجديدة بمواجهة مسؤولين حاليين، وتحديداً في سباق مجلس بلدية ديربورن.
فبعد مناقشات مطولة بين الأعضاء تخللتها انقسامات واضحة حول عدد من المرشحين، أقرت اللجنة في نهاية اجتماعها الذي عقد في مقر صحيفة «صدى الوطن» الثلاثاء الماضي، دعم المرشحين وفق التالي:
ديربورن
في ديربورن، حيث تشهد المدينة أول تنافس جاد على رئاسة البلدية منذ العام 2001، قررت «أيباك» دعم رئيس البلدية الحالي جون أورايلي بوجه منافسه نائب رئيس المجلس البلدي الحالي توم تافيلسكي. وقد أعرب عدد من الأعضاء عن ضرورة إحداث تغيير في مسار المدينة والبحث عن دماء جديدة في القيادة، إلا أن أغلبية الأعضاء وجدوا أن تافيلسكي ليس التغيير الذي يتطلعون إليه، كما أن البعض شكك بسجل تصويت تافيلسكي في المجلس البلدي الذي يشي بعدم الاكتراث بمصالح العرب الأميركيين في المدينة.
رئيسة «أيباك» المحامية منى فضل الله أبلغت «صدى الوطن» أن الأعضاء «يرون أن أورايلي يحمل خبرة أكبر لتعزيز الاستثمار في ديربورن»، مشيدة بعلاقته وقربه من الجالية العربية من خلال مشاركته الدائمة في نشاطات مؤسساتها على عكس منافسه الذي يغيب عنها كلياً. وقالت فضل الله إن قيادة اللجنة وأعضاءها أجروا لقاءات مكثفة مع أورايلي لمعالجة الخلل في توظيف العرب الأميركيين في إدارة المدينة وقد وعد رئيس البلدية بمعالجة الموضوع في تشكيل إدارته القادمة. وأضافت رئيسة «أيباك» بأن هنالك مشاريع كبيرة قد بدأ تنفيذها وأخرى لا تزال في طور التحضير والتي «ستحدث تغييراً كبيراً في المدينة يستفيد منه السكان وأصحاب الأعمال التجارية»، إضافة إلى مشاريع تحديث وتطوير البنى التحتية في ديربورن، و«لهذه الأسباب لا بد من إبقاء أورايلي على رأس السلطة التنفيذية لاستكمال هذه المشاريع خلال السنوات الأربع القادمة».
أما في سباق مجلس بلدية ديربورن حيث يتنافس ١٤ مرشحاً على سبعة مقاعد، قررت «أيباك» دعم سبعة مرشحين، اثنان منهم فقط من الأعضاء الحاليين، وهما العربيان الأميركيان، رئيسة المجلس سوزان دباجة والعضو مايك سرعيني.
وكانت «أيباك» قد امتنعت عن تأييد أي مرشح في السباق التمهيدي للمجلس البلدي في آب (أغسطس) الماضي، وبعد المناقشة والجدل حول المرشحين، اتفق الأعضاء على تأييد خمسة وجوه جديدة للمجلس: وهم فيروز بزي ورامز حيدر وليزلي هيريك وندى الحانوتي وإيرن بيرنز، إضافة إلى دباجة وسرعيني.
ومع استقالة كاتبة بلدية ديربورن السابقة كاثي بودا التي أدينت باختلاس أموال البلدية لإشباع إدمانها على شراء بطاقات اليانصيب، أكد أعضاء «أيباك» على ضرورة أن يكون المرشح المدعوم لهذا المنصب متمتعاً بقدر عال من الشفافية والمصداقية، إضافة إلى الخبرة في القطاع العالم، وهو ما أدى إلى دعم عضو مجلس نواب الولاية السابق عن ديربورن، جورج ديراني، في سباق الـ«سيتي كليرك».
وحول ذلك ذكرت فضل الله «استناداً إلى مقابلة مع ديراني خلال الانتخابات التمهيدية، رأى العديد من الأعضاء أن ديراني مؤهل تأهيلاً عالياً لتولي المنصب، وقد عرض العديد من الأفكار البناءة، مثل تمديد دوام العمل للكاتب ومكافحة الغش الانتخابي.
وديراني عربي أميركي، خدم في مجلس ميشيغن التشريعي نائباً عن ديربورن من العام 2011 حتَّى مطلع 2017. كما خدم قبل ذلك في مجلس بلدية المدينة.
ديربورن هايتس
وكما في ديربورن، أعلنت «أيباك» عن دعمها لثلاثة من الوجوه الجديدة في سباق بلدية ديربورن هايتس، حيث يتنافس سبعة مرشحين على أربعة مقاعد في المجلس البلدي.
وبالنسبة لسباق رئاسة البلدية لم يتردد الأعضاء بدعم رئيس البلدية الحالي دان باليتكو، الذي شهدت المدينة في عهده طفرة عربية أميركية بانتقال آلاف الأسر العربية للعيش والعمل وافتتاح المصالح التجارية في المدينة من دون معوقات ومنغصات من البلدية. واعتبر الأعضاء أن باليتكو يتميز بعلاقته الوثيقة مع العرب الأميركيين في المدينة وتعامله الإيجابي مع همومهم. وقد أدت سياسات رئيس بلدية ديربورن هايتس إلى تنشيط الحركة التجارية في المدينة بشكل ملحوظ خلال العقد الماضي مما انعكس إيجابا على خزانة البلدية وأسعار العقارات في المدينة.
في حين رأت اللجنة أن منافسته، عضو المجلس الحالية ليزا هيكس-كلايتون، لم تُظهر خلال سنوات خدمتها في المجلس البلدي أنها تمتلك الصفات القيادية المطلوبة.
وسوف تحافظ هيكس-كلايتون على مقعدها في المجلس البلدي بحال خسرت الانتخابات في نوفمبر القادم.
أما في سباق المجلس البلدي فقد أعلنت «أيباك» عن دعم العضو الحالي بوب كونستان وثلاثة مرشحين عرب أميركيين لملء المقاعد الأربعة المتنافس عليها وهم بيل بزي ومو بيضون وحسين (جيف) مقلد.
والجدير بالذكر أن العضو العربي الاميركي الحالي توماس بري كان قد أعلن عن انسحابه من السباق، ولكن اسمه سيظهر على لائحة الاقتراع بسبب اجتيازه الانتخابات التمهيدية رغم دعوته الناخبين إلى عدم التصويت له.
هامترامك
في مدينة هامترامك، التي يشكل العرب من أصل يمني حوالي ثلث عدد سكانها، دعمت «أيباك» رئيسة البلدية الحالية كارين ماجاوسكي على حساب عضو المجلس الحالي، البنغالي الأصل محمد حسن الذي اجتاز معها الانتخابات التمهيدية في آب الماضي، ولم يتقدم بطلب الدعم من «أيباك».
ورأت اللجنة أن التزام ماجاوسكي بالتنوع والتعددية خلال ترؤسها لبلدية هامترامك، وهي المدينة التي تحتضن أعلى نسبة من المهاجرين في ميشيغن، جعلها تستحق الصوت العربي الذي يتوق لبلدية متعاطفة ومتفهمة لاسيما مع بروز أصوات عنصرية ضد المهاجرين في هامترامك.
وبالنسبة إلى سباق مجلس بلدية المدينة، دعمت «أيباك» مرشَّحاً واحداً فقط من أصل ستة مرشحين يتنافسون على ثلاثة مقاعد، وهو العراقي الأميركي فاضل المرسومي علماً بأنه تذيل الفائزين في الانتخابات التمهيدية، ولكن الأعضاء وجدوا أنه يستحق الدعم لضخ «دماء جديدة» في المجلس، بهدف تحقيق تمثيل أوسع لعرب المدينة.
ويضم مجلس بلدية هامترامك حالياً عضواً عربياً واحداً هو اليمني الأميركي سعد المسمري.
وأشار عضو «أيباك» المؤسس، المحامي عبد حمود، أن أعضاء «أيباك» يستندون في اختياراتهم «على أساس المبدأ وليس على حسابات الربح والخسارة الانتخابية».
ديترويت
في ديترويت، لم تتبنَّ أيباك دعم أي من المرشحين لرئاسة بلدية أكبر مدن ولاية ميشيغن، ولكنها قررت دعم ثلاثة مرشحين لعضوية المجلس البلدي الذي يتألف من تسعة مقاعد.
وقد أيدت «أيباك» كلا من: العضو الحالي غايب ليلاند للاحتفاظ بمقعده في سباق الدائرة السابعة (غرب ديترويت)، وكذلك العضو الحالية راكيل كاستانيدا لوبيز عن الدائرة السادسة (جنوب ديترويت)، كما تبنت اللجنة دعم جانيه آيرس للاحتفاظ بمقعدها عن عموم المدينة.
والجدير بالذكر أن مدينة ديترويت مقسمة انتخابياً إلى سبع دوائر بلدية، يتم انتخاب عضو واحد عن كل دائرة، ويضاف إليهم عضوان يتم انتخابهما من قبل جميع سكان المدينة. وأقر أعضاء «أيباك» في اجتماعهم الأخيرة المساهمة بمبلغ ألف دولار لصالح حملة المرشَّحة اللبنانية الأميركية فيروز سعد لعضوية الكونغرس الأميركي عن الدائرة ١١ في ميشيغن، في سباق الانتخابات النصفية المقررة في عام 2018.
وكما اعتادت في المواسم الانتخابية على مدار العقدين الماضيين، ستصدر «أيباك» قريباً منشوراً باللغتين العربية والانكليزية تشرح فيه للناخبين العرب أسباب دعمها للمرشحين الذين اختارتهم، وتحثّهم فيه على المشاركة في عملية الاقتراع. كما ستنظم «أيباك» حفلها السنوي العشرين يوم الأربعاء في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر)، في تمام الساعة السادسة والنصف بقاعة نادي بنت جبيل الثقافي الاجتماعي في ديربورن. وسيعود ريع الحفل لدعم تمويل حملة «أيباك» الانتخابية لهذا العام.
Leave a Reply