عشية الانتخابات العامة
حسن عباس – «صدى الوطن»
عشية الانتخابات العامة في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، أقامت «اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي» (أيباك) مأدبتها السنوية الـ22 في صالة «بيبلوس» بمدينة ديربورن، مساء الأربعاء الماضي، بحضور حشد من السياسيين والمسؤولين الحكوميين والمرشحين والنشطاء الحقوقيين، تقدمته المدعي العام في ولاية ميشيغن دانا نسل، ومحامية الاستئناف العام بالولاية فدوى حمود.
وأشادت الكلمات التي أُلقيت خلال الحفل بالإنجازات اللافتة التي حققها المجتمع العربي الأميركي في منطقة مترو ديترويت خلال السنوات الأخيرة، وبإسهامات العرب الأميركيين في إثراء الحياة السياسية والاقتصادية في ولاية ميشيغن، بشكل ساهم في تبديد التصورات النمطية حول الأقليات في البلاد.
وقدّم الحفل، الماجستريت في «المحكمة 19» بديربورن، علي حمود، مستهلاً بالقول: «نجتمع اليوم من أجل قضية مشتركة، للاحتفال بمرور 22 عاماً على تأسيس منظمة كانت الأولى من نوعها.. هدفت إلى خلق وعي أكبر في المجتمع العربي الأميركي حول ضرورة المشاركة المدنية والانخراط في الخدمة العامة»، مضيفاً: «إننا نخدم (مجتمعنا) من منطلق إيماننا بأهمية انتظام جميع المجتمعات ومشاركتها في الحياة العامة».
رئيسة «أيباك»، الماجستريت في «المحكمة 20» بديربورن هايتس منى فضل الله، أعربت –من ناحيتها– عن فخرها بكونها عضواً في المنظمة العربية، وقالت: «إنني ممتنة حقاً لكوني جزءاً من هذه المنظمة التي أثبتت جدارتها وفعاليتها بمرور الزمن»، واصفة «أيباك» بأنها «لا تتوانى –تحت أي ظرف– عن مواجهة المشاكل والتحديات التي تواجه مجتمعنا».
وتطرقت فضل الله إلى المناقشات الصارمة والمقابلات الشاملة التي يجريها أعضاء «أيباك» مع المرشحين للمناصب العامة، قبل إقرار دعمهم في السباقات الانتخابية، لافتة إلى تنوع أعضاء «أيباك» التي تضم مروحة واسعة من الطلاب ورجال الأعمال والمهنيين والناشطين الاجتماعيين. وقالت: «مساهمة كل عضو لها قيمة، بغض النظر عن الموقف السياسي أو السن أو الجنس». وأضافت: «حتى غير الأعضاء في «أيباك»، يمكنهم حضور المناقشات والمقابلات المتعلقة بالمرشحين وبالمقترحات الانتخابية».
من جهته، وصف المحامي عبد حمود، وهو أحد مؤسسي «أيباك»، المنظمة بأنها «مدرسة عليا تخرّج مسؤولي الخدمة العامة الممتازة والمواطنين الناجحين»، مهنئاً أعضاء المنظمة الذين تولوا مناصب حكومية مرموقة، والذين كان آخرهم المحامي هلال فرحات الذي عُين في آذار (مارس) الماضي، قاضياً في محكمة مقاطعة وين.
حمود –الذي تقاعد مؤخراً من منصب مساعد المدعي العام الفدرالي– قام بتقديم المحامي دان ليميش الذي تسلم مناصب قيادية متعددة بمكتب المدعي العام الفدرالي بشرقي ميشيغن، لقرابة 19 عاماً، قبل أن يتقاعد من منصبه ويفتتح مكتب محاماة خاصاً، في 2018.
وفي كلمته، أعرب ليميش عن فخره بأنه كان أميناً في تطبيق القوانين الأميركية خلال مسيرته المهنية، لاسيما القوانين المتعلقة بالعدالة الاجتماعية، لافتاً إلى أنه كان أحد المسؤولين المنخرطين في قضيتي إنشاء مسجدين أثارتا جدلاً واسعاً في الأوساط الشعبية والحقوقية في منطقة ديترويت، في إشارة إلى مسجدي سيترلينغ هايتس وبلدة بتسبرغ تاونشيب القريبة من آناربر.
وقال: «هاتان القضيتان هما من القضايا المفضلة لدي، وأنا فخور بهما».
وأضاف: «لقد رفض المسؤلون في لجنة التصنيف العقاري في كلتا المدينتين السماح ببناء المسجدين، متذرعين بأسباب عديدة، مثل عدم وجود مواقف سيارات كافية، وبأن ذلك سيخلق مشاكل مرورية. كما تذرع المسؤولون في ستيرلنغ هايتس بأن مآذن المسجد المقترح ستكون عالية للغاية»، لافتاً إلى أن التحقيقات «أظهرت وجود مواقف سيارات بسعة أكبر من بقية المباني في المنطقة، كما وجدت أن ارتفاع أبراج الكنائس في ستيرلنغ هايتس أعلى من ارتفاع المآذن» المُراد تشييدها.
وأضاف: «لقد انتهت تحقيقاتنا إلى نتيجة مفادها أن التذرع بمعايير التصنيف العقاري (زونينغ) كان مقصوداً لمنع بناء المسجدين، وهذا السلوك غير قانوني، ومخالف للدستور الأميركي».
وأشاد ليميش بالدستور الأميركي الذي يكفل حرية جميع المواطنين من دون تفرقة، مندداً ببعض القرارات الرئاسية المخالفة بشكل صريح للدستور، وفق تعبيره. وقال: «الرئيس (دونالد ترامب).. إما أنه لا يفهم الدستور، أو أنه لا يريد أن يفهم الدستور».
لائحة المدعومين
حثت عضو «أيباك»، المحامية فرح حب الله، الحضور على المشاركة في الانتخابات العامة، في 5 تشرين الثاني (نوفمبر) القادم، والتصويت للمرشحين والمقترحات الانتخابية التي قررت اللجنة دعمها، وهي كالتالي:
– المرشحين دايف (وسيم) عبد الله وليزا هيكس كلايتون، في انتخابات المجلس البلدي بمدينة ديربورن هايتس.
– المرشحين تيموثي غيلبرت وجيمس غودبات، في انتخابات المجلس البلدي بمدينة وستلاند.
– المرشح بايرون نولين في سباق رئاسة بلدية إنسكتر.
– المرشحين لاجينا واشنطن وآرون سيمز، في انتخابات المجلس البلدي بمدينة إنكستر.
– نعم لمقترح «بريكس» لتمويل مدارس ديربورن العامة بمدينة ديربورن.
وفي كلمتها، ركزت محامية الاسئتناف العام بولاية ميشيغن فدوى حمود على دعم مقترح «بريكس» القاضي بإصدار سندات دين بقيمة 240 مليون دولار لتوسيع وتحديث المباني المدرسية في مدينة ديربورن. وقالت إن «بريكس» ليس مقترحاً يتمحور حول المدارس فقط، و«إنما يظهر نوع المجتمع الذي نريده في المدينة».
حمود التي شغلت سابقاً عضوية مجلس ديربورن التربوي، أكدت على الحاجة الملحة إلى تحديث البنية التحتية في مدارس ديربورن العامة التي يقارب عمر بعضها المئة عام. وقالت: «علينا ألا نتعامل مع هذه المسألة كمشكلة حسابية، وإنما كمشلة أخلاقية في المقام الأول»، لافتة إلى أن «المدارس هي البيت الثاني للطلاب».
وأضافت: «كأم، وكإحدى سكان ديربورن، وكعضو في «أيباك»، أتمنى عليكم التصويت بـ«نعم» لمقترح بريكس».
وفي معرض تقديمه للمتحدثة الرئيسية في الحفل، ذكّر ناشر «صدى الوطن»، الزميل أسامة السبلاني، الحاضرين بأن «أيباك» دعمت المدعي العام لولاية ميشيغن دانا نسل خلال حملتها الانتخابية، وقال: «لقد آمنت «أيباك» بأن دانا نسل هي المرشحة الأفضل للمنصب، في الوقت الذي قلّل فيه الكثيرون من شأنها». وأضاف: «لقد آمنت «أيباك» بدانا نسل لأنها تؤمن بالمدرسة التي جاءت منها، وهي مدرسة (المدعي العام لمقاطعة وين) كيم وورذي».
نسل، من ناحيتها، عزت نجاحها بالوصول إلى منصب الادعاء العام بالولاية إلى دعم «أيباك» وكامل المجتمع العربي الأميركي، وقالت: «لولا دعم «أيباك» ودعم هذا المجتمع بأكمله، لما كنت اليوم المدعي العام للولاية»، مضيفة: «حقيقة الأمر، لو أنكم لم تدعموني، لكان الشخص الذي يشغل هذا المنصب الآن، هو المرشح الذي لم يحز فقط على دعم جماعة كراهية واحدة من الجماعات المعادية للعرب الأميركيين، وإنما حاز على دعم جماعتين منها»، في إشارة إلى رئيس مجلس نواب الولاية السابق توم ليونارد الذي نافسها على المنصب في انتخابات ٢٠١٨.
وأكدت نسل على أن الجالية العربية الأميركية «تهتم بالقضايا التي تهم كل شخص آخر في الولاية»، مشددة على أن قضايا «البيئة، حماية المستهلك، المرافق العامة، وحماية الموارد، هي أولويات الجميع».
وأشارت إلى أن مكتبها يواصل رفع الدعاوى ضد الأوامر الرئاسية التي تريد إلحاق الأذى بالمهاجرين، وقالت: «في كل مرة أصدرت فيها إدارة ترامب أمراً لإلحاق الأذى بمجتمعات المهاجرين، قمنا برفع الدعاوى تلو الدعاوى»، مضيفة أنها فخورة بـ«هذا الإرث المتمثل في محاربة الرئيس، بشكل قانوني».
في ختام الحفل، منحت «أيباك» جائزة «الخدمة العامة» للنائب الديمقراطي في مجلس ميشيغن التشريعي عبد الله حمود (ديربورن)، فيما منحت جائزة «الخدمة الاجتماعية» لثلاثة نشطاء عرب أميركيين، هم: كيمبرلي إسماعيل وخضر فرحات وعامر زهر.
وفي معرض تسلمه للجائزة، أكد أستاذ القانون والكوميديان الفلسطيني الأصل، على أن حبنا لفلسطين ليس شيئاً يوضع على الرف، لافتاً إلى ضرورة التضامن مع الشعب الفلسطيني حتى لو كلّف ذلك الخصومة مع الأصدقاء والحلفاء، بل وحتى مجابهتهم.
ووصف زهر القضية الفلسطينية، بأنها «في صميم قلب كل عربي»، قائلاً: «لقد حان الوقت لكي تكون فلسطين في مقدمة أولوياتنا».
Leave a Reply