علي حرب
أعاد خمسة مرشحين لمنصب محافظ مقاطعة «وين» تأكيد التزامهم بالتعددية وطرحوا برامجهم الإنتخابية في حال فوزهم بالسباق الذي يتميز بتنافس حاد وذلك في ندوة حوار أقامتها لجنة العمل السياسي العربي الأميركي «أيباك» في قاعة النادي اللبناني الأميركي يوم الثلاثاء في 8 تموز (يوليو).
وشارك في الحلقة الحوارية عضو مجلس النواب في ميشيغن ومفوض مقاطعة «وين» السابق فيل كافانو، وشريف المقاطعة السابق وورن أفينز، والمحافظ الحالي روبرت فيكانو ومفوض المقاطعة الحالي كيفن ماكنمارا ورئيس بلدية ويستلاند وليام بيل وايلد. وقدم المشاركون أجوبة على أسئلة طرحت عليهم من «أيباك» والحضور.
المرشحون الخمسة كلهم من الحزب الديمقراطي يتنافسون على أرضهم حيث الأغلبية من الناخبين هم من نفس الحزب وستقرر على الأغلب الجولة التمهيدية الأولى من الإقتراع المقررة في الخامس من آب (أغسطس) من سيكون المحافظ المقبل لمقاطعة «وين».
وحضر الندوة حوالي 150 شخصاً من الناخبين من ضمنهم نشطاء وقادة في الجالية ومسؤولون منتخبون وقامت أمينة سر «أيباك» مريم بزي بإدارة الندوة والحوار.
وبدأ المشاركون بتقديم أنفسهم إلى الحضور لمدة دقيقتين وعرفوا عن كفاءاتهم قبل الخوض في الرد والنقاش.
أول المعرفين عن نفسه كافانو الذي قال أن جده عمل في مصنع «روج» الذي تملكه شركة فورد للسيارات في ديربورن وقام بتربية عائلة مؤلفة من خمسة أولاد كان من ضمنهم والده الذي أصبح فيما بعد رئيس بلدية ديترويت عام ١٩٦٢. وأردف كافانو «هذه إنتخابات تمهيدية للحزب الديمقراطي وهي تتمحور حول القيم العائلية والعمل وحول الناس المكافحين وأنا أرشح نفسي لمنصب المحافظ لسبب هو أننا فقدنا تركيزنا على القضايا الهامة والإهتمام ينصب فقط على المكاثب الشخصية وأنا أريد أن يعود الإهتمام إلى مستوى العائلات».
أما أفينز فقد وعد بتغيير نموذج الحكم بالكلمة في مقاطعة «وين» من خلال إنشاء تعاون وتكامل مع باقي القادة الإقليميين والبلديات المحلية وقال «علينا أن نبدأ العمل سوية لإنتشال هذه المنطقة ووضعها على السكة الصحيحة».
فيكانو أكد أنه ملتزم ومازال بالتعددية والتنوع داخل إدارته من خلال إدخال موظفين عرب أميركيين وإثنيين آخرين كفوئين وقال ليس للجالية العربية الأميركية صديقاً أفضل من روبرت فيكانو».
ماكنمارا حاد عن المقدمة التعريفية بالغمز من قناة المحافظ الحالي الذي قال إنه بالفعل أحضر التعددية إلا أن «الشفافية مازلنا نعمل عليها».
وأضاف أنه حصل على دعم ١٥٠ مسؤولاً منتخباً ونريد إعادة بناء مقاطعة «وين» وسوف نسأل البلديات من أين نبدأ بإعادة البناء ونوعية الخدمات ولن نقرر عنها أبداً».
أما وايلد فقال إنه المسؤول الوحيد في المقاطعة برمتها الذي يملك سجلاً بتعديل الموازنة العامة لثلاث سنوات وأضاف «أنا أيضاً رجل صاحب عمل خلال معظم حياتي وأنا الوحيد على هذه الطاولة الذي يدير حكومة محلية بفعالية».
وسألت «أيباك» المشاركين عن خططهم لمعالجة العجز في الميزانية فإستحضر فيكانو خطته لخفض العجز كحل وإقترح الآخرون زيادة الشفافية والفعالية. وأشاد كافانو «لدينا ١٧٠ مليون دولار كعجز متراكم ومن ٣٠ إلى ٤٠ مليون كعجز هيكلي والخطوة الأولى للعلاج هي الشفافية ونحن لا نعرف عدد المعينين في الإدارة ولكن هدفي هو وضع كل شيء في سياقه والكشف عن المعينين ورواتبهم. أما الأمر الآخر فهو إدارة المال وقد كررت سابقاً أن نظام العدل الجنائي غير ممول تمويلاً صحيحاً والتخفيضات التي تتم مبنية على أساس صداقات سياسية».
وأردف «أن عملية تعديل الموازنة تتطلب قيادة مقدامة وتعاون مع مجلس المفوضين لإتخاذ قرارات صعبة».
أفينز كرر ماقاله كافانو حول الشفافية وأضاف «الأمر الثاني موجود في كل حكومة محلية ومنزل في أميركا ويقتصر على وجود لائحتين الأولى توصف بلائحة «جميل أن تنفذ مهمات» ولائحة أخرى اسمها «عليك أن تفعل هذه الأشياء أو المهام» وعلى مقاطعة «وين» أن تصل إلى هذه المرحلة». وشرح نوعية التضحيات التي يجب أن تبدأ من القمة حتى «نقنع الآخرين بالتعاون معنا وعلى إدارات المقاطعة المالية أن تدار مثلما تدار الشركات التجارية».
وتحدث فيكانو عن الكلام الذي يقال حول تعيين لانسنغ لمدير طوارئ مالي مثل ديترويت فقال إنه بدأ يختفي من وسائل الإعلام بسبب خطة خفض عجز الموازنة التي أقرها المفوضون ووافقت عليها حكومة الولاية في أيار (مايو) افائت.
وفند فيكانو مسألة قلة الشفافية في إدارته فقال «إن لدى مقاطعة «وين» أهم موقع الكتروني عن الشفافية حيث نال جائزة من ولاية ميشيغن ولدينا أعلى تصنيف من قبل الولاية من بين كل المقاطعات وقد قدمنا التصنيفات منذ البداية وأنا قمت بتخفيض راتبي بنسبة عشرة بالمئة خلال السنوات الخمس الماضية وكذلك فعل كل من عمل معي وبإدارتهم وهذه الخطة سوف تعمل وتنجح».
أما ماكنماراا فأكد أنه صوت ضد مشروع الغاء العجز في الميزانية والذي أقره المفوضون بغالبية ٨ إلى ٦ أصوات لأنه «ينقل العبء وقدره ١٢٠ مليون دولار من المقاطعة ويوزعه على 13 بلدية من ضمنها ديربورن».
وقال «نظامي المقترح يستند إلى التاريخ. في الستينات واجهنا نفس المعضلة وكادت الولايات تقفل أبواب المقاطعة لكننا قمنا بإعادة البناء ثم في الثمانينيات حصل نفس الموقف لكننا أعدنا البناء مجدداً. إن نظامي هو إشراك البلديات معاً، وفي نهاية المطاف نحن بحاجة إلى تحديد الخدمات التي سوف نبقي عليها والخدمات التي يجب إزالتها وهناك بضع خدمات يريد المسؤولون المحليون كف أيدينا عنها».
أما وايلد الذي كان آخر من تحدث عن مسألة الموازنة واستهل كلامه بسؤال بزي أن تعيد طرح السؤال وأجاب «السبب بأني طلبت إعادة طرح السؤال هو لأني سمعت أربعة أشخاص يتحدث كل منهم لمدة دقيقتين ولكن لم يقل أحد منهم ماذا سيفعل لمعالجة العجز علينا أن نفعل ما قمنا به في بلدية ويستلاند وهي معادلة بسيطة علينا تخفيض النفقات بالتماشي مع العوائد المالية» وأضاف وايلد أنه رسّخ إحساساً مشتركاً بضرورة تقديم التضحيات والعمل مع النقابات من أجل تخفيضي الكلفة بدءاً من تخفيضات في القمة والتي تشمل الموظفين المعينين وهذه الخامة وفرت على المدينة مليون دولار من خلال إقتطاع وظائف المعينين وأنا أنوي أن أقتبس نفس هذا المنطق في مقاطعة «وين» حيث يوجد في الإدارة من ١٥٠ إلى ٢٠٠ موظف معينيون حالياً».
وطرح سؤال على المرشحين حول كيفية محاربتهم للفساد في إدارة المقاطعة بعد سيل الإتهامات التي سيقت ضد موظفين سابقين خلال السنوات الماضية.
وبدأ وايلد بالقول «إن كل مواطن في المقاطعة يعرف عن الفضائح والفساد وتحقيقات «الآف بي آي» في الإدارة وأنا أعتزم تأليف إدارة شفافة ومنفتحة من خلال خطة «درس الأخلاق». وأضاف «في اليوم الأول من تبوئي المنصب سأقوم بتعيين موظف أخلاق بدوام كامل ودوره أن يعمل ليس مع المعينين فحسب بل مع الموظفين من أجل أن يتأكد بأن الجميع يعرفون الطريق الصحيح لمزاولة المهنة».
وأثنى ماكنماراا على فكرة وايلد مضيفاً أن توظيف قاضٍ مستقل معين من قبل الإدارة من أجل أن يضبط قانون الأخلاق يساعد جداً «ونحن قمنا بهذا العمل ولكن من خلال تعيين مجلس للقانون الأخلاقي في المقاطعة ولن نقوم بذلك بعد الآن».
ودافع فيكانو عن الذين عينهم في مواقع قيادية في المقاطعة وتورطوا في تهم فساد ووصفهم بأنهم خانوه وقال «كل واحد تعرض للخيانة بطريقة ما، من أي شخص آخر قد يكون صديقاً أو زميلاً أو حتى زوجاً والذي يغير من الموضوع هو كيفية رد الفعل وماقمت أنا به في هذه الحالات هو أني فصلت الموظفين المتهمين من الإدارة أو طردتهم».
وأردف أنه ساعد في إنشاء مجلس أخلاقي وأحضر المدعي العام الفيدرالي السابق لمنطقة شرق ميشيغن جيف كولينز كمدير مساعد له لإعانته في إنهاء الفساد.
إلا أن أفينز أعرب عن معارضته الشديدة لمفهوم فيكانو وقال «هناك فرق كبير بين رد الفعل وتلقي الفعل وما وجب عمله هو أن تقود عملية إستباقية من المقدمة وتراقب إدارتك وتحدد الأهداف وتحمل الناس على تنفيذها عندها لن تقع في هذه المطبات. لقد بدأت الخدمة العامة في نفس وقت خدمة المحافظ الحالي العامة ولكني لم أقع لا أنا ولا أي واحد قريب مني عرضة للتحقيق والسبب في ذلك هو القيادة من المقدمة وعدم التساهل مع هكذا سلوك للفساد».
أما كافانو فقال إنه سوف يزيل الثقافة التي تلد الفساد في المقاطعة «إنها مشكلة تغيير المحسوبيات والوعود الإنتخابية كلها. لقد راقبت العديد من الأشخاص خلال سنواتي الثماني كمفوض ولاحظت أن مهنتهم إنطلقت كالصاروخ وشاهدتهم يصبحوا معينين».
ولدى سؤالهم عن التعددية أجاب الجميع بأنهم ملتزمون بتوظيف مواهب تعددية وذكر وايلد أنه عين عربياً أميركياً رئيساً لمصلحة الأشغال البلدية العامة الشهر الماضي. أما فيكانو فرد بالقول «أنا نفذت ما قلته بالنسبة إلى التوزيع الوظيفي ووقفت مع العرب الأميركيين ولم أوظف عربياً أميركياً واحداً فقط قبل شهر واحد من الإنتخابات».
أفينز أشار إلى أن تضمين الموظفين التعدديين قرار تجاري جيد لأنه يوسع كادر المواهب داخل العمل.
وعلت وتيرة النقاش قليلاً عندما بدأ المرشحون يوجهون إجاباتهم إلى بعضهم البعض وفي إحدى الحالات سأل أحد الحاضرين وايلد ماإذا كان جمهورياً فما كان من وايلد إلا أن وقف وتوجه إلى المرشحين الأربعة الآخرين قائلاً لهم «عندما تتوقفوا عن تلفيق الأكاذيب بحقي سأتوقف عن قول الحقيقة عنكم».
والمعروف أن وايلد مسجل كعضو في الحزب الديمقراطي منذ العام ٢٠٠٧ ولم يكن ملتزماً بأي حزب قبل ذلك التاريخ. وقد إتهم أحد المرشحين بدس لسؤال ليطرحه أحد الحضور.
وفي الختام ذكرت نائب رئيس «أيباك» زينة الحسن أن الندوة «كانت ناجحة ومليئة بالمعلومات ومنتجة. لقد حصلنا على شعور جيد حيال أين يقف المرشحون من القضايا المطروحة وقد كان الحضور متلقياً بإهتمام وممثلاً للجالية كلها».
Leave a Reply