واشنطن – كشفت وثائق نشرت مؤخرا أن قائد القوات الأميركية الخاصة (سيلز) التي شاركت وحدة منها في عملية اغتيال زعيم «القاعدة»، أسامة بن لادن، في باكستان، أمر عناصره خلال الأسبوعين اللذين أعقبا العملية بإتلاف جميع الصور الخاصة بجثة بن لادن، أو المبادرة إلى تسليمها للقيادة.
وبحسب رسالة بريدية تعود إلى 13 أيار (مايو) 2011 أمر الأميرال وليام ماكريفن بإتلاف الصور قائلا لعناصره: «هناك أمر أريد التشديد عليه ويتعلق بالصور، وخاصة صور جثة بن لادن. يجب المبادرة فورا إلى تسليم الصور لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي)، إذا كنتم مازلتم تحتفظون بصور فيجب إتلافها فورا».
وجاء نشر الرسالة البريدية عن طريق جمعية «الرقابة القضائية» وهي هيئة حقوقية تطالب منذ عام 2011 بحرية الوصول إلى صور جثة بن لادن، وقد جاء الكشف عن الرسالة بعد تنقيحها عملا بالقانون الأميركي (فويا) الذي يتيح الوصول إلى هذا النوع من المعلومات بعد توجيه طلب رسمي.
وقال رئيس الجمعية، طوم فيتون، إن أهمية الرسالة تنبع من واقع أنها أرسلت بعد أيام من مطالبة الجمعية بالحصول على الصور، كما تزامنت مع رفعها لدعوى قضائية تطالب بذلك مضيفا: «رغم المطالبات المتكررة بالحصول على الصور ورفع قضية قضائية بهذا الصدد، جرى إرسال رسالة تطلب إتلاف وثائق رسمية، وهو أمر مخالف للقانون».
كما لم يتضح ما إذا كانت هناك بالفعل صور تعرضت للإتلاف، بينما قال الجنرال المتقاعد، جيمس ماركس، محلل الشؤون العسكرية لدى «سي أن أن»، إنه بحال صدور أمر بإتلاف الصور فإن ذلك يعود على الأرجح إلى رغبة القيادة العسكرية بالحفاظ على سرية العمليات وظروفها، علما أن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، سبق له أن رفض بشدة نشر الصور، مبديا قلقه من احتمال استغلالها لكسب التعاطف مع «القاعدة».
Leave a Reply