لم يشأ حاكم ولاية ساوث كارولاينا مارك سانفورد ممارسة الخيانة الزوجية على الأرض الأميركية. اختار السفر إلى الأرجنتين حيث تقيم معشوقته لقضاء ”عطلة عيد الأب” في أحضانها، وبعيداً عن الزوجة المخدوعة ”جيني” والصبيان الأربعة. الحاكم ليس رجلا ”عاديا” واختفاؤه عن الأنظار لأيام أثار القلق ”الوطني”، خصوصاً أن الخبر الوحيد الذي تركه وراءه، لدى أحد مساعديه أنه ذاهب في ”رحلة تسلق” لسلسلة جبال ”الآبالاش”. لكن تبين أن الحبل الذي اصطحبه الحاكم في رحلته لم يكن سوى حبل الكذب الذي ثبت قِصرُه دون أي عناء. ”اختفاء” سانفورد أثار القلق على حياته حتى من الزوجة التي تعيش شبه منفصلة عنه لأسباب لها علاقة بمغامراته النسوية المكتشفة حديثاً وقفت البلاد على رؤوس أصابعها لساعات طويلة قبل اكتشاف المكان الذي كان الحاكم يمارس فيه هواية ”التسلق”. بدت الرحلة الأرجنتينية أكثر ”وعورة” من جبال ”الآبالاش” بالنسبة للحاكم العائد، كسير الخاطر، والدموع تملأ عينيه وهو يدلي بفعل الاعتراف والندامة أمام غابة المراسلين الذين احتشدوا في مبنى مجلس النواب المجاور لحاكمية الولاية للاستماع إلى لغز غيابه مذهلاً كان الحاكم بصراحته وهو يقول دون تردد إن علاقته بالإمرأة الأرجنتينية محكومة بالفشل. لم يقل الحاكم إنه سينهي هذه العلاقة، لكنه سارع إلى إنهاء علاقته برابطة الحكام الجمهوريين بإعلان الاستقالة من رئاستها. ”الموضوع أنني لم أكن وفيا لزوجتي” استنتج الحاكم العاشق في سياق كلامه عن العلاقة التي امتدت لثماني سنوات في إطار ”صداقة” قبل أن تتحول في السنة الأخيرة فقط، إلى علاقة ”رومانسية” كانت كفيلة أن تنسيه موقعه وتحمله على أجنحة الريح إلى بيونس أيرس الحاكم سانفورد كان يخضع وزوجته المخدوعة إلى علاج إرشادي لإنقاذ زواجه على أيدي أقرب أصدقائه السياسيين ورئيس موظفيه السابق طوم ديفس، لكن يبدو ان العلاج لم يأخذ مفعوله بعد ويبدو أن لوثة الخيانة الزوجية تصيب حكام الولايات البارزين. فقبل سانفورد أسقطت الخيانة حاكم ولاية نيويورك إليوت سبيتزر في أحضان داعرة آسيوية من فئة ”الخمسة نجوم” في أحد فنادق العاصمة واشنطن. وكلا الحاكمين سانفورد وسبيتزر كان مشروعا رئاسيا للحزب الجمهوري الذي لم يتبق من ”محافظيه” سوى ديك تشيني المشغول بانتقاد سياسة الرئيس باراك أوباما ”المتساهلة” مع الإرهاب المؤتمر الصحفي للحكم سانفورد كان مليئاً بالدموع. ليس هيناً أن يبكي الحكام بسبب امرأة والتاريخ مليء بالشواهد على ضعف الأباطرة والجبابرة أمام إغواء حواء لكن مأساة حكام الولايات الأميركية أن ”الشفافية” سمة أساسية من سمات استمرارهم لذا لم تصمد رواية ”التسلق” كثيراً أمام الرأي العام. والحاكم سانفورد قد يدفع منصبه ثمناً لتسلقه ”جبل” الإغواء الأرجنتيني ووهن ”الحبل” الذي كان يحمله في الرحلة هل يظن سانفورد أنه بيل كلينتون أم ماذا؟ أم أن انتقاده خطة التحفيز الاقتصادي التي أطلقها باراك أوباما أوهمه بأنه خارج شاشة الرادار الزوجي فعمل وفق خطة تحفيز شهواته وسقط في الفخ؟ أيها الحكام، حذارِ ”التسلق ع.ب
Leave a Reply