ديربورن – خاص “صدى الوطن”
تحت عنوان “30 عاماً من الدفاع عن الحقوق والإنجازات”، أقامت “اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز” (أي دي سي) فرع ميشيغن، حفلها السنوي الـ30، في فندق “حياة ريجينسي” في ديربورن، مساء الجمعة الماضي، بحضور فعاليات اجتماعية وسياسية واقتصادية، وشخصيات عامة، وموظفين حكوميين، ومنتخبين، ونشطاء في حقل الحقوق المدنية، بينهم المدير المساعد لـ”مكتب البيت الأبيض للعلاقات المجتمعية” بول مونتيرو.
وكانت عريفة الاحتفال، المذيعة في القناة الرابعة لتلفزيون “دبليو دي أي في” في ديترويت، روندا والكر، قد وصفت الاحتفال المتنوع والمتعدد الثقافات والحضارات، بأنه “يمثل التنوع الموجود في منطقة ديترويت، حيث تتجاور المجموعات الإثنية الكثيرة وتعمل وتعيش إلى جوار بعضها البعض”.
وقالت “إنني كافريقية أميركية أعلم تماماً كم هي مهمة مسألة الحقوق المدنية” في إشارة واضحة الدلالة إلى حساسية هذه المسألة، وأهميتها في تاريخ السود في الولايات المتحدة.
وأعطت والكر نبذة تاريخية عن تأسيس الـ”أي دي سي”، وأشارت إلى أنه تم تأسيس فرع ميشيغن بعد 7 سنوات من تأسيس المؤسسة الأم في واشنطن، في العام 1987، من قبل السناتور العربي الأميركي جيمس أو رزق. (وأشارت خطأ إلى أن من قام بتأسيس فرعها في ميشيغن هو المدير الإقليمي عماد حمد).
ولفت رئيس بلدية ديربورن جاك أورايلي في كلمته إلى النشاط الدائب الذي تقوم به المؤسسة طوال العام، وقال “أنا أرى بعيني ما تقوم به هذه المؤسسة”.
وطمأن أورايلي المتخوفين من النشاط العربي في مدينة ديربورن، وأرجع ذلك إلى حقيقة واقعية يجب ألا تغضب أحداً. وقال “إنني أقابل الكثير من الناس الذي يقولون لي إن العرب يخطفون ديربورن.. ولكنني أقول لهم علينا أن نأخذ التوزيع السكاني بعين الاعتبار”.
ونوه أورايلي بأن مدينة ديربورن تضم العديد من الجماعات الإثنية التي يتكلم أبناؤها أكثر من 44 لغة، وأشار إلى أن الكثير من الناس يتجاهلون هذه الحقيقة، ويفضلون بدلا من ذلك التساؤل عن دور الأوروبيين الأميركيين في مدينة ديربورن، وقال: “هؤلاء.. كم هي نسبتهم؟ لقد عشت وترعرعت في هذه المدينة وأعرف الكثيرين من أبنائها.. والواقع أن العرب، مسلمين ومسيحيين، عاشوا في هذه المنطقة وعملوا فيها وأنشأوا أعمالهم حتى قبل أن توجد ديربورن كمدينة.. هذا هو الواقع وعلينا أن نتعامل معه كما هو”.
وأشاد أورايلي بدور الـ”اي دي سي” في ميشيغن وبجهود مديرها الإقليمي عماد حمد، وقال أن “أي دي سي” “تتعامل مع هذا الواقع الديموغرافي وتأخذه بعين الاعتبار”، وأشار إلى دور المؤسسة في إقامة ومد جسور الحوار بين مختلف الجماعات، ووصفها “بأنها جزء من مجتمعنا وهي تحتاج إلى دعمكم.. مع أن الظرف العام عصيب على الجميع”.
وشكرت عضو هيئة المستشارين في “أي دي سي” –فرع ميشيغن، نادية فاضل بزي “العاملين والمتطوعين والداعمين.. على الرغم من الأوضاع الاقتصادية التي يواجهوها جميع الأميركيين”.
وأثنت بزي على جهود الفريق العامل في الـ”أي دي سي” الذي تضاعفت مسؤولياته بعد أحداث الحادي عشر من أيلول، ونوهت بتعاون المنظمة مع المؤسسات والجهات المعنية، على المستويين الإقليمي والوطني.
وشددت الرئيس الوطني لمنظمة الـ”أي دي سي” سارة نجار ويلسون “على حقوق التعبير والصحافة والإعلام التي هي من حق كل فرد في الولايات المتحدة”، واستذكرت ما حصل مؤخراً للصحافية هيلين توماس وسحب جامعة “وين ستايت” للجائزة التي تحمل اسمها، وقالت واصفة توماس “بالأيقونة الأميركية”: “ما حدث مؤخراً.. حيث أخذت آراء سياسية واقتطعت من سياقها العام، ووظفت لإدانة توماس.. إنني أقول للمنظمات والأفراد والمسؤولين وجميع الذين عملوا ضد هيلين توماس.. العار عليكم”.
ودافعت نجار عن التعديل الدستوري الأول وعن توماس، وقالت “علينا ان نقف ونتكلم عن هيلين وإنجازاتها وعلينا أن نبدي قلقنا وخوفنا على هيلين وعلى التعديل الدستوري الأول”.
وأضافت “يجب علينا الوقوف والتكلم بشجاعة كما فعلت هيلين توماس”. وأنهت كلمتها بالقول “دعوا أجراس الحرية تقرع”.
ووصف مبعوث “مكتب البيت الأبيض للعلاقات المجتمعية” بول مونتيرو مجتمع الجالية العربية “بأنه المجتمع الذي يهتم بالسياسة الخارجية بالقدر نفسه الذي يهتم به بالقضايا الداخلية مثل قضايا التأمين الصحي وقضايا الحقوق المدينة”.
وأعلى مونتيرو من أهمية المسائل والقضايا المتعلقة بالحقوق المدينة، وقال “عندما يتم التنميط بسبب الهوية والخلفية الثقافية أو العرق أو غيرها.. فهذه قضايا تهم الأميركيين جميعهم وليس فقط العرب الأميركيين لأن آثارها تنعكس على كامل المجتمع”.
وأضاف “لذا فإنه من الضروري العمل معاً، والتنسيق، وحشد الجهود.. أفرادا ومؤسسات وناشطين لترسيخ مفاهيم الحقوق المدنية وحمايتها”.
وألقى السفير السابق لجامعة الدول العربية لدى الأمم المتحدة د. كلوفيس مقصود كلمة شدد فيها على أهمية الحقوق المدنية بالنسبة إلى العرب الأميركيين، وإلى ضرورة دعم المؤسسات الحقوقية وتعزيز دورها. ووصف “أي دي سي” أنها بمثابة “أي بي سي” (ألف باء) الحياة السياسية والحقوقية للعرب في هذه البلاد، في إشارة إلى أهمية الدور الأساسي والمفتاحي للجنة في مجتمع الجالية العربية، وطالب الحضور بدعمها مالياً وفكرياً ومدها بالطاقات والخبرات الضرورية لدعم مسيرتها.
وتطرق مقصود إلى المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية المتعثرة وإلى الدور الأميركي فيها، وعجز الولايات المتحدة عن وقف الاستيطان في الضفة الغربية. وخاطب الرئيس باراك أوباما بالقول “ايها الرئيس.. بدون القدس لا توجد فلسطين. أيها الأميركيون.. أعطوا الفلسطينيين حقوقهم.. وعاصمتهم القدس”.
وسخر مقصود من موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووعوده التي يمكن أن يقدمها كمبادرات حسن نية لاستمرار المفاوضات، بالقول “نتنياهو.. يمكنك أن تعطي وتقدم ما تملكه.. وليس ما تحتله”.
جوائز وتكريمات
وتم في الاحتفال الذي شهد حضوراً حاشداً ونشطاء وفعاليات ومؤسسات فاعلة في عدد من الميادين، فقد تقديم “جائزة الامتياز في التنوع” لشركة “فورد” تسلمتها مديرة التطوير المجتمعي في الشركة باميلا ألكسندر، و”جائزة هالة مقصود للقيادة” للرئيس الوطني السابق لـ”أي دي سي” المحامي ألبرت مخيبر، و”جائزة الخدمة المجتمعية” للدكتور ماهر الدر.
وقدمت “جائزة الريادة في المجالات الصحية والتعليمية” لمؤسس “مركز بريهم لمرض السكري وبرنامج بريهم للمنح الدراسية” وليام بريهم، قدمها الطالب عباس علوية باسم 26 طالباً من العرب الأميركين الذي حصلوا على منح دراسية كاملة لمتابعة دراساتهم الجامعية. وقال علوية في كلمة باسم الطلاب الحاصلين على تلك المنح “عندما تتحدث عن بريهم فأنت تتحدث عن شخص إنساني، ولا أظن أنه يدرك تماماً حجم الأشياء التي فعلها وقدمها لنا”، ورد بريهم في كلمته القصيرة: “إنه امتياز كما قال عباس.. أن يكون الاستثمار (في الشباب) وفي المستقبل”.
وكانت “جائزة حارس الديمقراطية” من نصيب مؤسسة “الصندوق الأميركي للدفاع عن المسلمين في أميركا” تسلمها رئيس المؤسسة ومديرها التنفيذي خليل ميك، وهو أميركي وصف نفسه بالـ”ولد الأميركي” وكان قد تحول عن المسيحية واعتنق الإسلام. وقال في مداخلته أنه لم يتعرض في حياته إلى التمييز إلا عندما بدأ الناس يعرفون أنه مسلم، ووصف ميك مهمة مؤسسته “بمساعدة المجتمع على مواجهة جميع تلك التحديات التي تواجه الأفراد والجماعات في أميركا”.
وختم الاحتفال بمشاركة كوميدية للعربي الأميركي عامر زهر.
Leave a Reply