ديربورن هايتس – عرَّضَ مجلس إدارة التربية فـي ديربورن هايتس الطلاب والموظفـين للخطر من خلال تزوير تقرير والتستر على تلوث «الأسبستوس» سابقاً فـي مدرستين من مدارس المدينة، وفقاً للسجلات المثيرة المودعة قيد الدعوى الفـيدرالية القضائية التي رُفعْتْ يوم الثلاثاء الماضي ضد المجلس.
واعترف مسؤولون فـي «المقاطعة المدرسية السابعة» التابعة لمجلس ديربورن هايتس التربوي لصحيفة «ديترويت فري برس» أنهم ارتكبوا خطأ باستخدام ورق زجاج كهربائي على البلاط الذي يحتوي على مادة «الأسبستوس» (وتعني بالعربية الحرير الصخري الذي يوضع فـي مواد البناء من أجل العزل)، ولكن المسؤولين أصروا فـي المقابل أن ليس هناك دليل على أنَّ «الأسبستوس» انتشر فـي الهواء بشكلٍ يمكن أن يضر بصحة الطلاب.
لا أحد يزعم أن هناك مشكلة تلوث «الأسبستوس» حالية فـي أي من المدارس العامة فـي المدينة.
وقد تم توبيخ عاملة التنظيف تيريزا أيلاي من قبل ادارة المجلس التربوي فـي عام ٢٠٠٣ ومرة أخرى هذا العام بعد ان شكت من تعليمات المنطقة التربوية باستخدام معدات ورق الزجاج لإزالة الشمع التلميعي العالق فـي البلاط، وبسبب إنذارها لزملائها فـي العمل من تعرض صحتهم للخطر عندما كانوا يقومون بالتنظيف دون معدات واقية فـي ثانوية «أنابوليس العامَّة» فـي عام ٢٠١٢ ومدرسة «ماديسون الابتدائية» فـي عام ٢٠١١.
وفـي معرض القيام بإجراء تأديبي بحق أيلاي قال مسؤولو التربية إن «إدارة الصحة وسلامة الصحة المهنية»(أوشا) فـي ميشيغن «قامت بالفحص اللازم
ولم تجد أي مشاكل».
واستشهد جيف بارتولد، الذي كان مدير المجلس التربوي حتى شهر تموز (يوليو) الماضي، وهو الآن المدير التجاري المؤقت له، أيضاً بالتقرير الاستشاري «الذي أعطى ثانوية «انابوليس» براءة نقاء صحية سليمة».
ولكن سجلات «إدارة الصحة وسلامة الصحة المهنية» (أوشا) فـي ميشيغن تظهر انها غرمت المقاطعة التربوية نفسها ٢٧٠٠٠ دولار فـي عام ٢٠١٣ نتيجةً لانتهاكات «خطيرة» بالصحة والسلامة تتعلق بوجود تلوث البلاط بـ «الاسبستوس» فـي المدرستين المذكورتين.
كذلك صرَّح المستشار البيئي الذي يدَّعي المجلس التربوي انه استشاره، واسمه دون كلايتون من شركة «دي أند دي للاستشارات»، انه لم يتفقد أي مدرسة من أجل فحص مادة «الأسبستوس»، وأنه لم يكتب تقريراً ولا علم له بالتقرير الذي نسبته المقاطعة التربوية فـي «ديربورن هايتس» إليه.
وابلغ كلايتون محقق «أوشا» انه يشك فـي أن شخصاً ما فـي المجلس قام بالتلاعب فـي تقرير سابق كتبه كلايتون عن موضوع مختلف من أجل صياغة تقرير كاذب حول قضية «الأسبستوس»، كما تظهِر السجلات.
وقال روبرت فـيتر، محامي إيلاي من ديترويت «أنا لم أر قط كما رأيت المدى الذي بلغته المنطقة التربوية لتغطية هذا الأمر، من خلال تزوير تقارير عن تلوث «الأسبستوس» وإصدار أوامر للموظفـين بعدم الحديث عن العنصر الذي يحتوي على المخاوف الصحية الخطيرة».
وقال بارتولد للمحقق الفـيدرالي فـي العام الماضي أن المنطقة التربوية تعتمد سياسة المدرسة الاختيارية وهي تحصل على نصف عدد طلابها من خارج حدودها، وانه كان يشعر بالقلق من ان تؤدي تصريحات أيلاي الى إلحاق الضرر بالتجنيد الطلابي للتسجيل فـي مدارس المنطقة.
وأضاف أنه لم يصدق ما قالته الموظفة عن «الأسبستوس»، ولكن حتى لو كان صحيحاً، فانه «لم يكن متأكداً من أنه يريد نشر الخبر» وفقاً للتقرير الصادر عن «أوشا» فـي ٩ كانون اول (ديسمبر) ٢٠١٣ من قبل المحقق فـي القضية ناثان تيروليغار.
وأردف كلٍ من بارتولد وجون نيكول، المشرف على عمليات المقاطعة، أنهما لا يعرفان لماذا نفى المستشار البيئي كلايتون وضع تقرير أشار أعضاء مجلس التربية إلى أنه يدحض ادعاءات إيلاي. كما أنهما نفـيا تسترهما على الموضوع.
والسؤال هو، هل انتشر أي «أسبستوس» فـي الهواء؟ تابع بارتولد الذي أشار إلى «ان المجلس التربوي وظف مستشاراً بيئياً آخر ليقوم برصد «الأسبستوس» ولكن لم يثبت اي شيء».
فـي ١٦ أيار (مايو) ٢٠١٣، أرسل بارتولد مذكرة إلى جميع العاملين فـي المنطقة التربوية، وذلك استجابة للمخاوف التي أبداها الموظفون، ذكرت ان شركة «دي أند دي للاستشارات البيئية» تقوم باختبار مادة «الأسبستوس» فـي صيف عام ٢٠١٢ بسبب الغبار الناجم عن التلميع الأرضي فـي ثانوية «أنابوليس» و«لم يتم الكشف عن أي «أسبستوس» موجود».
وادعت المذكرة كذلك إنَّ مفتش«أوشا» قام بزيارة المدرستين ردَّاً على شكاوى من إثنين من الموظفـين وأشار إلى أن المنطقة اجتازت كل المتطلبات القانونية للمواد التي تحتوي على «الاسبستوس».
ولكن بعد أسبوع، أرسل بارتولد الى أيلاي (٣٣ عاماً) وهي من سكان «ديربورن هايتس»، توبيخاً خطياً مكرراً نفس النتائج المزعومة وموجهاً لها إنذاراً بوقف جميع الإتصالات مع الموظفـين أو غيرهم من الأفراد بأنهم يجب عرض أنفسهم للفحص الطبي نظرا لآثار التلوث من «الاسبستوس».
ولكن مخالفات أصدرتها «أوشا» ضد المنطقة التربوية يوم ٥ خزيران (يونيو )عام ٢٠١٣، بناءاً على عمليات التفتيش التي جرت خلال شهر أيار (مايو) من ذلك العام، تضمَّنت انتهاكات «خطيرة» لسماحها باستعمال التلميع بواسطة ورق الزجاج على الأرض التي تحتوي على «الأسبستوس»، ولعدم منح الموظفـين التدريب المناسب، وبسبب عدم إجراء رصد أولي للموظفـين الذين تعرضوا أو كان من المحتمل أن يتعرضوا لكميات محمولة هوائياًً من «الأسبستوس» والتي تساوي او تفوق نسبة الكمية المسموح بها.
وقالت أيلاي فـي شكوى منفصلة قدمتها إلى «أوشا» انها تعرضت للرد الانتقامي بقيام المجلس التربوي بتسريحها من العمل صيف عام ٢٠١٣. واستطردت انه على الأرجح تعرض حوالي ٢٠ عامل تنظيف لتلوث «الأسبستوس» ولكنها هي فقط وعامل آخر تم فحصهما بعد شكواهما، المجلس التربوي حتى لم يكلف نفسه عناء دفع ثمن الفحصين.
واردفت أنها تشعر بالقلق إزاء المشاركين فـي المدرسة الصيفـية وبرنامج الغداء الذين كانوا فـي ثانوية «أنابوليس» فـي عام ٢٠١٢، والأطفال الذين حضروا للرعاية النهارية فـي مدرسة «ماديسون» فـي صيف عام ٢٠١١..
وزعمت ان «طلاب المدرسة الصيفـية فـي «أنابوليس» كانوا يكتبون الرسائل على الغبار بالقرب من الدرج بينما كان عمال التنظيف يحفون البلاط المليء بالأسبستوس فـي الطابق الأعلى. ولقد نزلت سحابة تشبه الطحين المنثور بسبب استخدام معدات التلميع من خلال ورق الزجاج على البلاط المحتوي على «الاسبستوس» فكان الغبار يحط على رموشك، بل داخل أسنانك».
وتابعت فـيتر بالقول ان تقرير شركة «دي أند دي» للاستشاراتً الذي استشهد به بارتولد ووزعه نيكول كان مجرد عملية قص ولصق مهملة جيء بها من تقرير غير ذات صلة. وأشارا إن التقرير يذكر مرَّتين كلمة «منزل» بدلاً من مدرسة كما أشارا إلى أنَّ التفتيش كان صعباً بسبب الضرر الناجم عن الحريق عندما لم يكن هناك أي حريق فـي «ثانوية أنابوليس».
Leave a Reply