ويست بلومفـيلد - أتهم أعضاء المجلس البلدي فـي مدينة ويست بلومفـيلد تاونشيب بإطلاق تصريحات متحيزة ضد الأميركيين الكلدان، حيث وجه المدير التنفـيذي لـ«غرفة التجارة الكلدانية الأميركية» مارتن منّا إنتقادات لأعضاء المجلس أثناء عقدهم إجتماعا فـي المبنى البلدي الواقع بالقرب من شارع وولنات ليك يوم الإثنين الماضي، حيث قال منّا «هناك مزاعم بأن أحد أعضاء المجلس قال بأن الكلدان أناس ليسوا محل ثقة ولا ينبغي لنا تعيين أحدهم فـي البلدية، وإن الكلدان هم حفنة من اللصوص». وقال منّا فـي بيان أصدرته الغرفة التجارية إن هناك تصريحات سلبية أخرى أطلقت ضد الكلدان ولكنه بصدد التأكد منها.
كان متوقعا فـي الإجتماع إثارة موضوع محاولة إقصاء الأميركي الكلداني ضيا أورم من منصبه كمساعد تنفـيذي لرئيسة البلدية ميشيل إيكونومو، إلّا إن هذه المسألة لم يتم الخوض فـيها أثناء الإجتماع، وذلك على خلفـية إثارة بعض أعضاء المجلس البلدي هذه المسألة كون أورم لا يحمل شهادة جامعية، مع الإشارة الى أن سلفه لم يكن خريجا جامعيا هو الآخر. تجدر الإشارة الى أن أورم هو ثالث كلداني يعين فـي البلدية وقد أثار تعيينه حساسية أعضاء فـي المجلس وهم الذين قالوا إن الكلدان غير جديرين بالثقة ولا ينبغي تعيينهم فـي البلدية.
وقيل إن مطلقي التصريحات المتحيزة ضد الكلدان هم كاتب البلدية كاثرين شوناسي عضوا المجلس لورنس براون وهاورد روزنبرغ، إلا إن شوناسي وبراون كلاهما نفـيا هذه المزاعم عن نفسيهما. وكانت إيكونومو قالت لقناة فوكس 2 التلفزيونية المحلية إن بعض أعضاء المجلس البلدي طلبوا منها عدم تعيين أحد من الكلدان بـمواقع فـي البلدية وبأنهم لن يقروا أو يعتمدوا هكذا تعيينات، وقالت إيكونومو إن هؤلاء الأعضاء الثلاثة رفضوا الموافقة على تعيين 7 من أبناء الأقليات الذين قمت بترشيحهم لعضوية هيئة التخطيط.
من جانبه قال جون أورم وهو والد ضيا أورم إن إيكونومو أخبرته بأن شوناسي قالت لها إنها لا ترغب بتعيين الكلدان لأنهم فاسدون، وقالت إيكونومو إنه بالإضافة الى التصريحات العنصرية فإن هؤلاء الأعضاء مارسوا التحيز ضد أشخاص من الجاليات العاملين فـي البلدية والمتقدمين بطلبات للتعيين. وقال منّا إنه سمع على مدى عدة سنوات ماضية من أبناء الجالية عن ممارسات عنصرية موجهة لهم وللجاليات الأخرى فـي المدينة. أضاف منّا بأنه كان يتمنى أن تكون هذه مجرد مزاعم غير صحيحة لكنه تلقى فـي الآونة الأخيرة شكاوى من أحد العاملين الكلدان فـي البلدية ومن آخرين حول التحيز ضدهم فـي مكان العمل.
تجدر الإشارة الى أن سكان مدينة «ويست بلومفـيلد تاونشيب» هم من أصول وإثنيات متعددة يشكل الكلدان 20% منهم حسب ما قاله منّا، وهناك الأميركيون الأفارقة والعرب والهنود والآسيويون، فـي المقابل يعمل فـي البلدية 250 موظفا 3 منهم فقط كلدانيون 2 منهم فـي دائرة الشرطة معينون منذ مدة طويلة، وعليه فالتمثيل النسبي فـي تركيبة العاملين فـي البلدية غير متناسب. وقال منّا إنه بحسب موظف فـي البلدية وآخرين تقدموا بطلبات عمل فـي البلدية إلا إنهم لم يعاملوا بالإنصاف، وهناك ندرة فـي وجود أبناء الجاليات فـي اللجان والهيئات البلدية. وتعمل «غرفة التجارة الأميركية الكلدانية» مع العديد من الكلدان الأكفاء فـي المدينة لإنشاء منظمة تعنى بالدفاع عن أبناء الجالية المستهدفـين بالتمييز العنصري، بالرغم من أن هناك عدة منظمات تعنى بالدفاع عن الحقوق المدنية للأقليات فـي ديترويت الكبرى والتي يقدر عدد الكلدان فـيها بـ 120 ألفا، ومن هذه المنظمات «رابطة مكافحة التشهير – فرع ديترويت» (اي دي ال) المعنية بالدفاع عن حقوق الجالية اليهودية، «اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز» (إي دي سي) » فرع ميشيغن، الجمعية الوطنية لتقدم الملونين.
وكانت (إي دي سي) – فرع ميشيغن تصدت للدفاع عن الأميركي الكلداني نسيم شعيوتا حين أتهم بالإعتداء على أشخاص فـي ويست بلومفـيلد. يذكر أن الكلدان هم مسيحيون عراقيون ويتحدثون بلغتهم الآرامية. ومن أبرز حالات التمييز التي تعرض لها الكلدان ما جرى مع مازن براش والذي كان يعمل ميكانيكياً فـي شركة «سمارت للنقليات العامة»، وتعرض للإضطهاد من زملائه فـي مكان العمل ومن إدارة الشركة فـي أعقاب الإجتياح الأميركي للعراق عام 2003 .
وفـي العام 2012 كتب أحدهم على جدار كنيسة سان جورج الكلدانية عبارة «الموت لكم» وفـي الصيف الماضي أوقف كلداني بسيارته فـي عرض الطريق من إمرأة قامت بركل سيارته ووصفته أنه بدوي قادم من الصحراء، وقالت له «إرجع الى بلادك» وهددته بسحب سلاحها وإطلاق النار عليه، وحين إشتكى للشرطة لم تبادر الى إتخاذ أي إجراء. وتعهد أورم بالبقاء فـي منصبه وقال إنه لن يتردد لحظة فـي إتخاذ الإجراءات القانونية فـي حال تعرض لمزيد من التحيز ضده.
Leave a Reply