شيكاغو – أثارت مزاعم الإعتداء الجنسي المنسوبة لرئيس معهد التربية الإسلامية فـي أليغن عبد الله سليم, الضحية فـيها موظفة فـي المعهد, إستياء فـي أوساط الجالية المسلمة فـي منطقة شيكاغو الكبرى، وذلك فـي أعقاب تكشف تلك الإدعاءات فـي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، حيث فتحت شرطة أليغن تحقيقا فـي الموضوع، وأكد الكوماندر آنا لالي بأنه لم يوجه لسليم أي إتهامات. وقال رئيس مجلس المنظمات الإسلامية فـي منطقة شيكاغو محمد قيصر الدين إن سليم تنحى من منصبه وغادر الى موطنه الأصلي الهند وإن نجله تسلم مكانه، وقال قيصر الدين إنه يعرف سليم منذ فترة طويلة وقد صدم بهذه المزاعم التي لا يمكن تصديقها. من جانبه قال المحامي والناشط المسلم فـي شيكاغو جنيد عفـيف إن نشطاء الجالية خاصة كبار السن أنكروا فـي البداية هذه المزاعم ثم ما لبثوا أن بدأوا بمناقشتها فـيما بينهم، وأضاف «نحن لا نعيش زمن الثمانينيات أو التسعينيات من القرن الماضي حيث كنا كمسلمين نستبعد حدوث الإعتداءات الجنسية والإغتصاب فـي أوساط جاليتنا المسلمة، ولكن فـي الوقت الحاضر أضحى كل شيء ممكن الحدوث».
رئيس معهد التربية الإسلامية في «أليغن» عبد الله سليم |
وأعرب آخرون عن خشيتهم من أن تكون هذه المزاعم ضد شخصية مسلمة جزءا من منظومة تفاقم المشاعر المعادية للمسلمين فـي أميركا والتي إنطلقت منذ إعتداءات 11/9 الإرهابية وصولا الى بروز ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية فـي العراق وسوريا «داعش». وقال عفـيف إنه حين بدأ بطرح المزاعم للمناقشة العامة إتهم بأنه يلعب على أوتار «إسلامفوبيا»، مؤكدا أن هذه الإنتقادات تنطوي على شيء من الصحة ويمكن إستغلالها من البعض فـي «شيطنة» المسلمين، ولكنه تساءل عن مآل الضحية التي قيل إنها تعرضت للإعتداء الجنسي.
وأثيرت مزاعم الإعتداء الجنسي أواخر السنة الماضية فـي مدونة عمر مظفر وهو باحث مسلم ويحاضر فـي جامعة شيكاغو وجامعة ليولا شيكاغو. وقال قيصر الدين إن المسؤولين فـي المجلس ذهبوا بداية الى المدرسة حيث أكد إثنان من العاملين بأن المزاعم حقيقية وأنها ليست المرة الأولى التي تثار فـيها مثل هذه المزاعم، وقال إنه تأكد لنا صدق المزاعم ولكن ليست لدينا براهين قانونية، ولذلك قام المجلس بحث الضحية على تبليغ الشرطة، وأضاف ان المرأة وذويها ترددوا فـي البداية عن الإبلاغ كون حادثة مثل هذه ستزيد من معاناتهم، ولكننا أكدنا لهم بأن الجالية متعاطفة معهم، وقال قيصر الدين إن الضحية لو كانت قاصرا لما تردد المجلس بإبلاغ الشرطة بنفسه، مضيفاً أنها تركت المدرسة منذ تكشف تلك المزاعم.
وقال إن المدرسة بنيت بأموال التبرعات من الجالية وعلينا المحافظة عليها نظيفة ولذلك إجتمعنا وقررنا توكيل مكتب محاماة للتحقيق فـي الموضوع، إننا شكلنا فريق مهام للقيام بما يلزم لمنع حدوث مثل هذه الإنتهاكات فـي مدارسنا الإسلامية فـي منطقة شيكاغو، مؤكدا أن البعض يرى أنه كان ينبغي علينا السكوت على هذه المزاعم ومن هؤلاء أمينة سعيد وهي محامية ورئيسة منتدى المحامين المسلمين السابقة فـي شيكاغو حيث وصفت ما قام به المجلس بأنه مثبط للهمم ومثير للشفقة، حيث أدانت المجلس بعدم إنتقاده للمدرسة التي تسترت على الحادثة ولم تبلغ الشرطة على الفور، وقالت إن الدعاة المسلمين أثاروا فضيحة للجالية بعملهم هذا وكان ينبغي للناشطين الحقوقيين والمحامين القيام بالمهمة، وأضافت سعيد بأنه ما دامت الأمور وصلت الى ما وصلت اليه يجب المضي قدما فـي القضية للحفاظ على حقوق الضحية والتقاليد الإسلامية.
وكتبت ناديا مهاجر فـي حسابها على موقع المنظمة وهي المؤسس الشريك فـي «منظمة هارت للدفاع عن حقوق النساء»، بأنه يجب الحفاظ على سرية الضحايا وأن التساؤلات من أبناء الجالية ينبغي توجيهها للمدرسة ذاتها.
Leave a Reply