عانت كلية «هنري فورد» المجتمعية قبل بضعة شهور من أزمة مالية حادة، حيث شهدت في ختام العام الدراسي الماضي عجزاً في الموازنة بلغ قرابة 10,5 مليون دولار، وسط شغور منصب رئاسة الكلية وانقسام في الرأي بين اوساط العاملين فيها تجاه مصير الكلية المحتمل.
ستان جنسين |
لكن خلال الشهر الماضي عقد رئيس الكلية الجديد ستان جنسين مؤتمراً صحفياً بمناسبة مرور ١٠٠ يوم على توليه منصبه قال فيه إن الكلية بدأت مع انطلاق فصل الخريف الدراسي تطبيق حزمة من الاجراءات، الهدف منها تقليص العجز الى 1,8 مليون دولار مع نهاية العام الدراسي الحالي. وقال جنسين «أنا ممتن للجهود المبذولة التي من شأنها تحويل مسار الكلية الاقتصادي والمالي, بفضل التضحيات لتقليص العجز المالي».
وكانت الكلية انتهجت على مدار فصل الصيف جملة اجراءات من بينها تقليص عدد اعضاء الهيئة التدريسية بحوالي 12 معلماً، وأعدت اقتراحا للاستفتاء عليه في انتخابات تشرين الثاني (نوفمبر) القادمة يسمح برفع الضريبة العقارية لتغطية تمويل الكلية في ديربورن.
وبدأت إدارة «هنري فورد» تنفيذ برنامج عفو لمئات الطلبة المتأخرين عن سداد الديون الطلابية. كما اقر مجلس ديربورن التربوي الذي يشرف على الكلية زيادة طفيفة في الرسوم اعتباراً من بداية الفصل الشتوي، وقدر ريع هذه الزيادة بحوالي 900 الف دولار مع نهاية العام الدراسي.
برغم ذلك لا زال على الكلية التعامل مع بعض الانتكاسات في ضوء تراجع معدلات التسجيل بنسبة 23 بالمئة مقارنة بالعام الماضي، مع ان جنسين توقع في مرحلة معينة ان تصل نسبة تراجع التسجيل الى 30 بالمئة، وذلك في جزء منه بسبب تشديد الكلية ملاحقة الطلبة المتأخرين في تسديد ديونهم.
يذكر أنه من بداية تنفيذ برنامج العفو وافق 467 طالبا على تسديد القروض بالتقسيط، بينما سدد 80 طالباً كامل الديون ليتاح لهم التسجيل لفصل الخريف. ويبدو ان البرنامج لاقى استحسان الكثيرين من الطلبة خاصة وانه يدعو الى تسديد نصف الديون في مقابل ابراء الذمة، حيث وصل مجموع الديون المسددة الى 120 الف دولار منتصف شهر أيلول (سبتمبر) الماضي.
وجاء تراجع معدلات تسجيل الطلاب مع فرض الكلية اجراءات مشددة تمثلت بالمطالبة بدفعة اولى عند التسجيل وذلك لتفادي اشكالية كانت سائدة في الكلية سابقاً، وهي لجوء بعض الطلبة الى التسجيل بهدف الحصول على جزء من المنح والقروض الفدرالية قبل التخلف عن حضور الصفوف الدراسية.
أما عدد الطلبة الذين حصلوا على الأموال الفدرالية دون حضور صفوفهم الدراسية في فصل الخريف الماضي وصل الى 4500 طالباً. وإذا كان لبعض هؤلاء أعذار شرعية إلا أن معظمهم كانوا من ما يطلق عليهم لقب «الطلاب المتلاعبين» أو «صائدي القروض» الذين يهدفون الى أخذ الشيك الفدرالي ومن ثم عدم الظهور وتكبيد الكلية كلفة تغطية هذه القروض الحكومية.
وقال جنسين ان الكلية لم تكن الوحيدة المستهدفة من المحتالين وهؤلاء معظمهم من خارج الولاية يقومون بالتسجيل في أكثر من كلية لأخذ أكبر عدد ممكن من الشيكات ومن ثم الاختفاء. وقال إن هؤلاء يتم حاليا التحقيق بملفاتهم من قبل وزارة التربية الاميركية.
الخبر الجيد للكلية أن عدد الطلبة المتغيبين في الاسبوع الاول من فصل الخريف الحالي بلغ 700 فقط، والجميل ايضا انه برغم التراجع الحاد في عدد المسجلين إلا ان تراجع عائدات الرسوم للعام الحالي لم يزد عن 16 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.
وتعتبر «كلية هنري فورد» سادس اكبر كلية مجتمعية ضمن 29 كلية عامة في ميشيغن وهي الأرخص في الرسوم، بمعدل 82 دولاراً للساعة للطلاب المحليين، و142 للطلاب القادمين من خارج منطقة ديربورن التعليمية.
الى ذلك قالت رئيس مجلس ديربورن التربوي، باميلا ادمز، إنها سعيدة بمسار الكلية الجديد مقارنة بما كانت عليه قبل بضعة شهور وقالت «نحن ممتنون لهذا التحول وللوضع المالي الراهن، لم نكن نحلم اننا سنصل الى مرحلة كهذه».
Leave a Reply