هيلاري واوباما يستعدان لنيفادا والجمهوريون الى ميشيغننيوهامبشر: عودة قوية لماكين وكلينتون تفاجئ نفسها .. والخبراء
حتى هذه اللحظة يكون الديمقراطيون قد اجروا سباقين تمهيديين في ايوا (3 كانون ثاني) ونيو هامبشر (8 الجاري) بينما خاض الجمهوريون ثلاثة: في ايوا ثم ويومنغ (5 الجاري) فـ نيوهامبشر. اما الجولة القادمة للحزبين فستكون في ميشيغن، الثلاثاء القادم 15 كانون الثاني (يناير).وستكون الجولتين الخامسة والسادسة للجمهوريين يوم السبت، 19 كانون ثاني، في ولايتي نيفادا وساوث كارولاينا، اما الديمقراطيون فستكون جولاتهم الرابعة والخامسة يومي السبت القادم ومابعد القادم، في 19 و26 من الشهر الجاري في نيفادا وساوث كارولاينا.وحصيلة النتائج للجولات التي تمت كما يلي:الديمقراطيون: باراك أوباما في أيوا، وهيلاري كلينتون في نيو هامبشر.الجمهوريون: مايك هاكوبي في ايوا، ميت رومني في ويومنغ، وجون ماكين في نيوهامبشر.
نتائج نيوهامبشركان فوز كلينتون في نيوهامبشر مفاجئا، اذ اعاد الامل الى من كانت على وشك ان توضع في لحد سياسي على ما اشارت استطلاعات الرأي التي اجريت قبيل اليوم الانتخابي. ولا شك ان فوز كلينتون سيجعل المنافسة على تسمية الحزب الديمقراطي حامية الوطيس بين المرشحين اوباما وكلينتون في جولتي التمهيديات في نيفادا (كوكاس) وجنوب كارولاينا.اما سباق الجمهوريين فأحاله فوز جون ماكين اكثر اضطرابا فالاول في ايوا، هاكوبي، خرج من ثاني تمهيديات الجمهوريين في ويومنغ صفر الاصوات، ولم يجد مكانا بين ماكين ورومني في الجولة الثالثة في نيوهامبشر.وماكين، بدوره، الذي حل رابعا في اولى الجولات بعد هاكوبي ورومني، لم يحظ بصوت واحد في ثاني الجولات، لكنه عاد وكسح التوقعات في نيوهامبشر وربحها في المركز الاول. وربما منح هذا الخلط في الفوز بين مرشحين ثلاثة الفرصة للمرشح رودي جولياني ليكمل استراتيجيته التي اهملت الجولات الثلاث وحتى الرابعة القادمة في ميشيغن للتركيز على ولايات يعتبرها ذات ثقل بالنسبة له كفلوريدا وغيرها.لكن الملفت للنظر والذي جاء بعكس كل التوقعات هو في الطرف الديموقراطي فوز هيلاري كلينتون الذي فاجأ الجميع وحاول المراقبون درس الاسباب التي قلبت الموازين ومنحتها دفعة ستعينها كثيرا في جولة ميشيغن المقبلة على الاخص وان منافسها الاول اوباما، والاقل منه جون ادواردز غير مدرجين على لوائح انتخابات ميشيغن.وربما كانت استراتيجية كلينتون التي ركزت على انتقاد اوباما وطريقة تصويته وتاريخه لتجذب آراء المستقلين او غير حاسمي امرهم نافعة. ولقد غيرت كلينتون من خطابها في نيوهامبشر ووجهته نحو الدفاع عن الطبقات الفقيرة كمواضيع الضمان الصحي. بينما كانت استراتيجية اوباما تركيزه على ان لا شيء انجز كما يجب خلال الثماني السنوات الماضية. وفي دايناميكية الاستراتيجيات هذه، على اوباما ان يجد صيغة جديدة ربما تكون سحرية يخاطب بها الناخبين في الجولات القادمة لكسب ما خسره في نيوهامبشر. وكانت كلينتون قد اجهشت وقاربت على البكاء في واحد من مؤتمراتها الصحفية عندما وصلت الى فكرة المسؤولية تجاه الوطن. ورغم ان كثيرين بداءة اعتبروا ذلك الموقف نقطة ضعف ما كان عليها الانزلاق لها الا ان آلتها الاعلامية وظفت هذه اللحظة انتخابيا وبررتها واعتبرت ان نقطة الضعف هذه لم تكن بسبب وهن ارادتها وانما بسبب حرصها وصدقها تجاه ناخبيها. وربما اثرنا سؤالا عن موقع الشركات الكبرى الداعمة لكلينتون في دعم حملتها لقلب اللحظة الاخيرة في نيو هامبشر من لحظة تحسب عليها الى سند يحسب لها. وذلك ربما لأن اوباما يثير مخاوف عندهم بسبب قوته بين جيل الشباب اذ ان رئيسا قويا شعبيا يستمد قوته من الناخبين مباشرة لا من مراكز القوى السياسية يعتبر مخيفا لصعوبة الضغط عليه والسيطرة على جموحه ان اراد فعلاً التغيير الذي ربما اضر بمصالح الطبقة المالية المؤثرة؟ واشارت استطلاعات نيوهامبشر ان اوباما كان الاكثر تفضيلا يليه ادواردز ثم كلينتون. وان الاولوية عند اكثرية الناخبين في المرشح هو نهجه التغييري. وحصل اوباما على نسبة اكثر بقليل من كلينتون في سؤال المصداقية. ورغم ان اوباما هو المفضل لدى الجيل الشبابي الا ان كون ولاية نيوهامبشر ليست فتية كفاية كسابقتها آيوا جعل اصوات اغلبية البالغين المفضلين لكلينتون تلغي تأثير قوة الاصوات الشبابية.واستطاعت كلينتون ان تكسب اصوات العائلات متوسطة الدخول والذين يشكلون الاغلبية وهم في اغلبهم من غير ذوي الشهادات الجامعية بينما لم يجذب خطاب اوباما الا ذوي الدخول الجيدة والثقافة العالية من حملة الشهادات ربما لأن خطابة السياسي يحتاج الى مقدار اعلى من الوعي، وتبين ان اغلبية الناخبين يستشعرون الخوف الاقتصادي من المستقبل ولقد ربحت كلينتون اغلبية اصوات الناخبين بسبب الهم الاقتصادي الذي اثارته. وفي الموضوع الصحي ربحت هيلاري اصوات المهتمين بالكلفة العالية للعناية الصحية بينما كسب اوباما اصوات الذين عناهم موضوع الاميركيين غير المأمنين صحيا. واعتبر الناخبون في نيوهامبشر ان اوباما اقدر من كلينتون على منافسة المرشح الجمهوري للرئاسة. ويذكر ان كلينتون الزوج كان خسر آيوا وربح نيوهامبشر، عام 1992، ويعد هو والرئيس جورج بوش الابن، عام 2000، الرئيسان الوحيدان اللذان خسرا آيوا وفازا بالرئاسة الاميركية. وتظهر النتائج حتى الآن معارك مستقبلية حامية وليس ثمة مرشح حاسم حتى هذه اللحظة فكلينتون اعطت الاحساس للمراقبين اول الامر انها مرشحة لا تقهر، ولكن بعد ايوا انقلب الامر واعتقد المراقبون ان اوباما حسم الامر، اما الان فتعود كلينتون من جديد لتفتح الافق على جميع الاحتمالات.وفي المقلب الجمهوري متوقع ان يبقى المرشحون الثلاثة ماكين ورومني وهاكوبي، في الصدارة مع احتمالات ان يتراجع رومني بسبب دعم المحافظين الانجيليين لـ هاكوبي، بالاضافة الى حلول رومني مرتين ثانيا مما قلل فرص استمراره بزخم. لكن عدداً من الخبراء لا يعولون كثيرا على فوز هاكوبي في مراحل مقبلة لان اعتماده على الانجيلين قد يكون استراتيجية فاشلة على المدى البعيد فهو لن يجد ولاية اخرى بعد آيوا بمثل ذلك العدد من الانجيليين الذين تجاوبوا معه كمبشر معمداني. وفي حال لم ينجح هاكوبي، في ميشيغن القادمة، فسيكون من الصعب عليه خوض الحملة على المستوى الوطني مع اقتراب الثلاثاء الكبير،5 شباط، موعد اجراء الانتخابات التمهيدية في حوالى عشرين ولاية، بسبب افتقاره الى الاموال اللازمة. كل ذلك مع بقاء احتمالات ضئيلة لـ جولياني ان يلتحق بالركب ان رجحت استراتيجيته المعتمدة على ولايات معينة دون ولايات الجولات الاولى.وتشير استطلاعات الرأي من نيوهامبشر ان ماكين هو الاكثر تفضيلا بين المرشحين يليه رومني بفارق عشر نقاط. ويحظى رومني باصوات اغلبية المحافظين على منافسه ماكين بينما يجذب الاخير ضعف اصوات المستقلين الذين صوتوا لرومني. اما من ناحية الدين فلقد خسر رومني بعض الاصوات الذين يهمهم ان يشاركهم المرشح نفس الديانة. وصوت اكثر محبذي ترحيل المهاجرين غير الشرعيين لصالح رومني. بينما حصد ماكين نسبة اكبر من اصوات الناخبين الذين يخشون الوضع الاقتصادي. ونجح ماكين ايضا في كسب اصوات اصحاب المداخيل التي تقل عن 150 الف دولار سنويا فيما حصد رومني معظم اصوات اصحاب تلك المداخيل العالية.
في ميشيغن ستكون ولاية ميشيغن الحاضنة القادمة للانتخابات الحزبية التمهيدية يوم الثلاثاء 15 يناير (كانون الثاني) المقبل. وكان للقرار الذي اتخذه الحزبان لتقريب مواعيد الانتخابات في الولاية اصداء غير مؤاتية. فالحزب الديمقراطي المركزي اعترض على تقريب موعد التمهيدية وهدد بمنع استقبال مفوضي الحزب المنتخبين في هذه الانتخابات، تلى ذلك قرار بعض المرشحين الالتزام بقرار الحزب وعدم الاندراج على لوائح الديمقراطيين في ميشيغن. وكانت النتيجة انه لن يكون هناك على لوائح الحزب الديمقراطي في انتخاباته التمهيدية سوى هيلاري كلينتون، دينيس كوسينيتش، مايك غرافال. وسيغيب كل من اوباما وادواردز. وديمقراطيا، لا يظهر ان احدا من مرشحي الصف الاول سيتوجه الى ميشيغن، فـ هيلاري كلينتون توجهت الى نيفادا لتقود حملتها الانتخابية هناك بينما ولّي باراك اوباما قبلته جنوبا الى ساوث كارولاينا، بعد ان استطاع ان يحصل على دعم نقابة مطاعم ولاية نيفادا صاحبة النفوذ الكبير. وزار مدينة ديربورن، ميشيغن، المرشح دينيس كوسينيتش الجمعة (11 الجاري) وجلس الى نشطاء من العرب والاميركيين وطلاب من جامعة ميشيغن في افران الياسمين، قبل ان يتوجه الى مسجد المركز الاسلامي على شارع فورد اذ القى كلمة في المصلين بعد انتهاء مراسيم صلاة الجمعه. (التفاصيل ص 9). وحتى هذه اللحظة يكون كوسينيتش المرشح الديمقراطي الوحيد الذي يزور الولاية.لذلك، ستكون الجولة الميشيغانية دون معنى للديمقراطيين فالمرشح الوحيد القوي على لوائح الحزب الديموقراطي ستكون كلينتون. ولا يستطيع الناخب ان ينتخب المرشح غير المدرج على لوائح الحزب انما يكون له ان ينتخب مفوضين غير ملتزمين بمرشح (uncommitted delegates). وسيكون على لوائح الحزب بالاضافة الى كلينتون كل من دينيس كوسينيتش ومايك غرافال. وهناك محاولة لكل من اوباما وادواردز ان لحث الناخبين للتصويت لمفوضين غير ملتزمين بمرشح حزبي معين واذا نجح ذلك فإن اضعاف كلينتون سيكون محققا. وتعد تمهيديات ميشيغن الانقسام الاول على صعيد الانتخابات الحزبية.ويستطيع الناخبون في الولاية طبقا لقانون الانتخابات الحزبية ان يصوتوا لأي حزب يختارونه حتى لو كانوا مسجلين رسميا لدى سجلات الحزب الآخر. وهو تكتيك يمكن الناخبين من الحزب الديمقراطي، مثلا، التأثير على مجرى الانتخابات لدى الحزب الجمهوري كما حصل في العام 2000 عندما صوت ديمقراطيون لصالح جون ماكين الضعيف انذاك في مقابل بوش المدعوم من حزبه لاضعاف الاخير.جمهوريا، يتمتع كلا المرشحين جون ماكين وميت رومني بتاريخ انتخابي في ميشيغن. اما هاكوبي صاحب الانتصار الاول في أيوا فرغم انه لن يفوت معركة ميشيغن، الا ان فرصته لن تكون هنا بل في جولة ساوث كارولاينا، السبت القادم، حيث الثقل المسيحي الانجيلي الذي يشكل جمهوره الداعم الذي اربحه جولتة الاولى اغلبية. اما رودي جولياني فتوجه من نيوهامبشر الى فلوريدا (التمهيدية في 29 الجاري) حيث الثقل الذي يعتمد عليه وهو لم يحقق حتى الآن اي نتيجة تذكر في الجولات الثلاثة المنقضية للجمهوريين.ويأمل جون ماكين الفائز في ولاية نيوهامبشر ان يوظف زخم الانتصار الذي انجزه في الجولة المقبلة في ولاية ميشيغن. وكان ماكين ربح التمهيدية في ميشيغن العام 2000، وتمثل خلفيته العسكرية جاذبية لمناهضي حرب العراق، ولقد منحه انتصار نيوهامبشر دفعا جديدا لقدرته على جمع الاموال التي تشكل الوقود الوحيد لماكينته الانتخابية والتي كادت ان تتوقف في وعورة الطريق الى البيت الابيض. ولكن مهما يكن من امر ماكين، يبقى رومني الذي ترعرع في ميشيغن وكان والده حاكما لها لثلاث دورات يمتلك حظوظا لا بأس بها نظرا لعلاقاته العائلية في الولاية ولشعبية والده وتاريخه فيها.ورومني الذي لم يتخط المركز الثاني في الجولتين الاولى والثالثة وربح الجولة الثانية مازال يأمل بكسب معركة ميشيغن معتمدا على القوة المالية لحملته.اما استراتيجيا فيعمتد رومني في حملته ضد ماكين على فكرة عجز الاخير عن تحقيق التغيير الذي ينتظره الناخبون من المتربع الجديد على عرش البيت الابيض في وقت يمثل ماكين عضو الكونغرس المعروف التاريخ لجهة مواقفه المترددة في كثير من القضايا. وتعتمد استراتيجية ماكين على خبرته السياسية الطويلة وهو ابن 71 عاما مقارنة مع خبرة رومني الوافد جديدا على السياسة. كما يركز ماكين على الاقتصاد والامن الوطني. ولقد اظهرت الاستطلاعات في ولاية نيوهامبشر كسب ماكين اصواتا جيدة بين الذين تهمهم المسألة الاقتصادية ولا يخفى الامر اهمية الاقتصاد بالنسبة للناخبين في ميشيغن باعتبارها الولاية الاكثر تأثرا بالركود الاقتصادي كونها الولاية صاحبة اكبر نسبة بطالة في البلاد.ولـ ماكين فرصة كبيرة ان ربح ميشيغن. واذا استطاع ذلك فإنها ستكون نهاية رومني، فخسارة نيوهامبشر التي تعد الجار الودود لولاية ماساتشوستس التي حكمها الاخير لولاية واحدة لم يكن ريحا عابرة في حملتة، وخسارته مجددا في ميشيغن ستكون الضربة القاضية. لأن الخاسر هنا لن يستطيع الاستمرار في الحملات المكلفة ولن يقدر على جمع المال للجولة الكبرى في 5 شباط (فبراير) القادم والتي ستجري في 18 ولاية للجمهوريين و23 ولاية للديمقراطيين مع ما يتطلب ذلك من اعدادا العدة المالية التي لن تكون سهلة على الخاسر الذي لن يفلح في اقناع الناخبين بتمويل حملاته الانتخابية.
Leave a Reply