تظاهرة سياسية كبرى شهدت على الحضور العربي على المسرح السياسي الأميركي
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
كان أكثر من إحتفال بالعيد السنوي العاشر لتأسيسها، بل تظاهرة سياسية كبرى. هذا هو الإنطباع الأول الذي يخرج به المشارك في هذه المناسبة مساء يوم الجمعة في 2 تشرين ثاني (نوفمبر) وهو يرى ذلك الحشد الكبير الذي غصّت به قاعة نادي بنت جبيل في مدينة ديربورن. فنوعية الحضور الأميركي بدءاً من المرشح الديمقراطي للرئاسة عضو الكونغرس عن ولاية أوهايو، دنيس كوسينتش وعقيلته والنائب المخضرم جون دنغل وعقيلته وممثلون عن مختلف مواقع حكومة ولاية ميشيغن وحشد من القضاة والمسؤولين المنتخبين، إلى جانب حضور كبير لقطاعات إقتصادية وأكاديمية بارزة في الولاية، جعل من العيد السنوي العاشر لتأسيس اللجنة مناسبة لإظهار الإصرار العربي الأميركي على الحضور على المسرح السياسي الأميركي بالرغم من كل الظروف القاسية التي مرّ بها العمل العربي الأميركي في هذه الولاية وغيرها بعد الحادي عشر من أيلول. هذا الإنطباع عززته الكلمات التي صدرت عن عدد من المسؤولين المنتخبين الذين اعتلوا منبر المناسبة وعبروا عن تقديرهم وإحترامهم للجهود التي بذلتها وتبذلها اللجنة في سبيل إبقاء الجالية العربية – الأميركية على الخارطة السياسية الداخلية وعن إعجابهم بالإنجازات التي حققتها مسيرة السنوات العشر الماضية.
دينيس كوسينتش وزوجته اليزابيث |
أسامة السبلانيثم قدمت بلاكبورن رئيس اللجنة العربية الأميركية للعمل السياسي وناشر «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني الذي توجه إلى الحضور بالترحيب والشكر على المشاركة في هذه المناسبة العربية الأميركية الهامة.وقال سبلاني: هذه الليلة نسجل مرور عقد من الزمن على إنخراطنا كعرب أميركيين في العملية السياسية بمستوياتها المحلية والوطنية كان للعرب الأميركيين خلال تلك الحقبة رأي وكلمة في قضايا ومعارك إنتخابية من مدينة ديربورن إلى ولاية ميشيغن بأكملها ووصولاً إلى المستوى الوطني الأميركي، ولقد قلنا رأينا دائماً باعتزاز وكرامة. أضاف سبلاني: لقد حققنا في «أيباك» الكثير من الإنجازات بفضل الأعضاء المؤسسين والحاليين ومعظمهم موجودون بيننا الليلة.وعدّد سبلاني الإنجازات البارزة التي حققتها اللجنة ومنها على الأخص التأثير الإيجابي على القطاع المدرسي في المدينة منوّها بعلاقة الصداقة والإنفتاح القائمة حالياً بين رئيس بلدية المدينة والجالية العربية.وتابع سبلاني: في خلال السنوات العشر الماضية أجرينا مقابلات مع مئات المرشحين الذين طلبوا دعمنا وقدمنا لهم هذا الدعم، وخضنا حملات من أجل قضايا ومقترحات مفيدة لمجتمعنا ووقفنا على أبواب مراكز الإقتراع في ديربورن وديربورن هايتس مترجمين دعمنا للمرشحين المؤهلين والأصدقاء بالجهد والوقت والمال.وأضاف: بالطبع إرتكبنا أخطاء، لكنها أخطاء غير مقصودة وكانت المصالح الفضلى لجاليتنا ولبلادنا الأميركية في قلوبنا وعقولنا. واليوم لدى جاليتنا العربية منظمات فاعلة ومؤثرة وتربطها علاقات تعاون وتكامل مثمرة وإيجابية.وتابع سبلاني: إلا أن العمل الكثير، أيها الأصدقاء ينتظرنا خصوصاً مع إقتراب الإنتخابات الرئاسية. هنالك مرشحون جمهوريون عقدوا مناظرة وطنية في مدينتنا ديربورن غير أنهم رفضوا االتحدث إلى العرب الأميركيين الذين يشكلون ثلث سكانها. والجمهوريون منقطعون كليا عن التواصل معنا أما الديمقراطيون فليست حالتهم أفضل بكثير في علاقتهم مع جاليتنا حيث ظهر فقط مرشحان ديمقراطيان للرئاسة في مؤتمر القيادة الوطني الذي انعقد في ديربورن الأسبوع الماضي، وهذا النمط من التعامل يجب أن يتوقف.وتطرق سبلاني إلى السياسة التي تنتهجها الإدارة الجمهورية وقال إننا منخرطون في حرب خاسرة كلفتنا حتى الآن 600 مليار دولار وأرواح كثيرة، ومع إستقالة كارين هيوز بالأمس خسرنا معركة العلاقات العامة مع عرب ومسلمي العالم.وأضاف سبلاني: لدينا حاليا رئيس يهدّد بحرب عالمية ثالثة وبمهاجمة إيران التي لم تفعل شيئاً لنا ولا تمثل أي خطر علينا مثلما لم يمثل العراق سابقاً أي خطر. ونبه سبلاني أن علينا إسماع صوتنا وتخيلوا فقط لو ان مليارات الدولارات التي تهدر على الحرب في العراق إستخدم جزء بسيط منها لحل المشاكل الإقتصادية لهذه الولاية، أو من أجل برامج رعاية صحية لأكثر من خمسين مليون أميركي بلا تأمين صحي. هذه هي القضايا التي يجب أن نلاحقها. وختم سبلاني: «في مستهل عقدنا الثاني من العمل السياسي في «أيباك» نعدكم بأن نواصل تحريك جاليتنا وتثقيف وإعلام الناخبين في هذه البلاد وسياسيينا حول التحديات العظيمة التي تواججها أميركا كأمة وسنواصل العمل على دفع القضايا الداخلية إلى واجهة الإهتمام ونحن نمد أيدينا إلى أولئك السياسيين والمسؤولين المنتخبين الذين يمتلكون الإستعداد للعمل معنا من أجل أميركا أفضل..».وقدمت المحامية مريم سعد بزي لائحة الدعم الإنتخابي التي تبنتها اللجنة للعام 2007 وتتضمن دعم ترشيح العربي الأميركي حسين بري لمقعد مجلس التربية في مدينة ديربورن موضحة أن هنالك سبعة مرشحين يتنافسون على مقعدين شاغرين وطلبت من الناخبين بإسم «أيباك» التصويت لإسم واحد فقط هو حسين بري لتعزيز فرصه في الفوز. وأعلنت أن اللجنة صوتت على دعم إقرار الدستور الجديد لمدينة ديربورن، وكذلك على دعم بيع البرجين السكنيين اللذين تمتلكهما المدينة في ولاية فلوريدا نظراً لعدم إستمرار جدواهما الإقتصادية.
ديلون |
آندي ديلونثم تحدث رئيس مجلس نواب ولاية ميشيغن الديمقراطي، آندي ديلون فقدم الشكر للجنة على الدعم التي تلقاه منها سابقاً وقال إن لي شرف الحضور بينكم هذه الليلة وأخبركم بأن مقابلتي مع لجنة دعم «أيباك» عندما تقدمت بطلب دعمي في الإنتخابات السابقة كانت من أفضل اللقاءات التي أجريتها. واعتبر ديلون «أن أهداف «أيباك» مهمة جداً لجاليتكم ومن شأنها دعم وتقديم مرشحين عرب أميركيين لمناصب رسمية»، مشيراً إلى «أننا بحاجة إلى المزيد من العرب الأميركيين في تجمعاتنا الإنتخابية في العاصمة لانسنغ».وأضاف «إنني هنا الليلة لأنني أدرك أهمية اللجنة (أيباك) وأنا أمثل مدينة ديربورن هايتس ولي أصدقاء كثر في الجالية العربية الأميركية وأنا إبن مهاجرين إيرلنديين تعرضوا مثلكم للتمييز في بدايات هجرتهم ولكنهم أصروا على الإنخراط في الحياة الأميركية وتدرجوا في المراتب من رجال شرطة إلى رجال سياسة وهذا ما يجب أن تبقوه في أذهانكم وأنتم تشقون طريقكم للوصول إلى مراكز القرار». ودعا ديلون الحضور أن لا ينسوا لجنتهم (أيباك) وأن ينقلوها من جيل إلى جيل.وتطرق ديلون إلى أزمة الميزانية التي مرت بها حكومة الولاية وكادت أن تؤدي إلى إقفال المؤسسات الحكومية وإعتبر أن إجراءات مؤلمة كان يجب القيام بها لتجنب كارثة حقيقية ويمكن أن تؤدي إلى إفلاس الولاية مع حلول شهر شباط (فبراير).
حمود وتحدث رئيس لجنة الدعم الإنتخابي في اللجنة المحامي عبد حمود مقدماً لائحة طويلة بأسماء المسؤولين المنتخبين الحاضرين في الإحتفال ومنوها بمواقف البعض منهم قبل أن يقدم شريف مقاطعة أوكلاند العربي الأميركي مايكل بوشارد في كلمة مختصرة عبر فيها عن الإعتزاز بجذوره العربية، ثم المتحدث الرئيسي في الإحتفال المرشح الرئاسي الديمقراطي دنيس كوسينتش، فوصفه حمود برجل المبدأ الذي تحتاج إليه أميركا أكثر من أي وقت مضى منوّها برحلته الأخيرة إلى لبنان مع زوجته إليزابيث التي كسرت كل الحواجز والمحظورات في تعاطيها الإعلامي عبر موقعها على الإنترنت مع الزيارة ومجاهرتها بمواقف شجاعة تضامنا مع مأساة اللبنانيين الذين تعرضوا لعدوان تموز العام 2006 على يد إسرائيل.
دنيس كوسينتشوتحدث ضيف الاحتفال الرئيسي المرشح الرئاسي دنيس كوسينتش فعبر عن شكره وسعادته مع زوجته اليزابيث للقاء الجالية العربية الاميركية في هذا المركز الثقافي شاكراً حمود على تقديمه.وتحدث كوسينتش عن زيارته الى لبنان خلال الصيف الماضي وعن مشاهداته وانطباعاته في بنت جبيل وقانا وعيناتا ومارون الرأس ومناطق جنوبية اخرى وقال: لقد شاهدنا انا واليزابيث دماراً لم نره في حياتنا، فهنالك عشرات آلاف المساكن المدمرة ومعظم البنى التحتية وحتى المقابر. اضاف لقد كان من بينها مساكن جميلة بعض اصحابها من هذه الجالية.. وشاهدنا القنابل العنقودية التي لا تزال منثورة في الحقول وقرب المساكن ويقدر عددها ببثلاثة ملايين قنبلة.
اليزابيث تتحدث للحضور |
النائب بوليدوري يسلم اسامة السبلاني جائزة تقير |
جوائزوفي ختام الحفل دعا رئيس الايباك الزميل اسامة السبلاني المكرمين من اللجنة لهذا ا لعام الى المنصة ودعا معهم كوسينتش وزوجته والنائب دنغل زوجته ومسؤولين آخرين حيث جرى تقديم جوائز تكريمية لشخصيات رسمية ونشطاء.والمكرمون هم: المرشح الرئاسي دينيس كوسنتش- النائب في ولاية ميشيغن جينو بوليدوري (جائزة الخدمة العامة)- المدعي العام لمقاطعة وين كيم وورثي (جائزة الخدمة العامة)- الحاج موسى قدوح (جائزة الخدمات الاجتماعية)-الطالب الشاب عباس علوية (جائزة القيادة الشبابية)وتحدث كل من المكرمين شاكراً للجنة على تكريمه ومنوهاً بدورها وبانجازاتها.وتميز الشاب علوية بكلمة عكس فيهاواقع الشباب العربي الاميركي وكفاحه في سبيل التحصيل العلمي منوهاً على الاخص بالسيرة العلمية والانضباطية لثانوية فوردسون بادارة مديرها العربي الاميركي عماد فضل الله منتقداً وسائل الاعلام التي لا تعكس الا الجوانب السلبية من الواقع العربي الاميركي.وقام رئيس مجلس النواب آندي ديلون مع النائب جينو بوليدوري والنائب موريس هود الثالث بتقديم شهادة اعتراف وتقدير للجنة العربية الاميركية للعمل السياسي موقعه من حاكمة الولاية جينفر غرانهولم ورئيس مجلس النواب والنائبين بوليدوري وهود الثالث وذلك تقديراً لخدماتهاوانجازاتها في مجتمع الجالية العربية ومجتمع ولاية ميشيغن.
Leave a Reply