أطلق دعوة للمنظمات العربية وأئمة المراكز الإسلاميةمن أجل البحث بأوضاع قطاع المحروقات وإنقاذه من الإنهيارسبلاني: لعنة النفط تلاحقنا إلى شوارع ديترويت
ديربورن – خاص «صدى الوطن»
أقيم عصر يوم الأحد الماضي إحتفال تأبيني حاشد في المجمع الإسلامي الثقافي في ديربورن للراحل المرحوم جواد عبد الحسن بزي الذي قضى في حادثة إطلاق نار على إحدى محطات المحروقات في ديترويت على أيدي صاحب المحطة العربي الأميركي، على خلفية نزاع حول الأسعار.شارك في الإحتفال رئيس بلدية مدينة ديربورن جون أورايلي ورجال دين وممثلون لمؤسسات عربية وإسلامية وحشود من الجالية اللبنانية والعربية في المدينة. وألقيت في الإحتفال عدة كلمات لأصدقاء الراحل بزي عبرت عن فداحة الخسارة برحيله ونوهت بخصاله ومساهماته البارزة في الحقلين الإجتماعي والخيري.وأدار برنامج الإحتفال الدكتور حسن بزي وإفتتح بتلاوة القرآن الكريم ومجلس عزاء من الشيخ قاسم بيضون وتحدث فيه كل من الحاج نزيه بزي ورئيس نادي بنت جبيل نعيم بزي ورئيس كونغرس المنظمات العربية، علي بري وناشر ورئيس تحرير جريدة «صدى الوطن» الزميل أسامة السبلاني ومرشد المجمع الإسلامي الثقافي الشيخ عبد اللطيف بري واختتم بكلمة شكر باسم عائلة الراحل القاها المهندس علي كامل بزي.وإذا انحصرت جميع الكلمات التي ألقيت في إطار الرثاء وتسليط الضوء على سيرة الراحل، خرجت كلمة الزميل أسامة السبلاني عن هذا الإطار وتطرقت إلى المعضلة التي يواجهها قطاع محطات المحروقات في منطقة ديترويت من زاوية الصراع التجاري الحاصل والبعيد عن المنافسة الشريفة مما خلق وضعاً متوتراً بات يحكم العاملين في هذا القطاع وبلغ ذروته في الجريمة التي سقط ضحيتها الراحل جواد بزي.فقد استعرض سبلاني، بعد تنويهه بسيرة الراحل ومعرفته الشخصية به، علاقة العرب بالنفط في بلادهم وقال: إن الله قد حبا تلك المنطقة (الخليج العربي) نعمة الثروة النفطية غير أن هذه النعمة تحوّلت إلى لعنة عليهم بسبب سوء إدارتهم لها وفشلهم في إستثمارها من أجل بناء الإنسان العربي، مكتفين عوضاً عن ذلك ببناء الأبراج والقصور وإقامة المشاريع العمرانية على حساب التنمية الإنسانية العربية.وقارن سبلاني بين لعنة النفط على العرب في بلادهم و«اللعنة» التي أصابت قطاع محطات المحروقات في منطقة ديترويت حيث كان العرب يملكون أكثر من 1000 محطة في هذه المنطقة ويسيطرون من خلالها على هذا القطاع برمته. واستعاد سبلاني نموذج النزاع الكويتي-العراقي قبل حرب الخليج الأولى عندما أقدمت الكويت على سرقة النفط العراقي من آبار حدودية وهو ما أدى لاحقاً الى غزو الكويت وشن حرب تحريرها التي أدت أيضاً الى حصار العراق وتجويع شعبه قبل أن تغزوه أميركا في العام 2003 وتدمر مقدرات دولته وشعبه.وشرح سبلاني أنه بعدما كان هذا القطاع مصدر قوة لأصحابه ولمجتمع الجاليات العربية إذا به يصبح عبئاً ثقيلاً عليهم ويرهق كاهلهم بالديون نتيجة سوء الإدارة وضيق الأفق والأنانية في التعاطي مع هذه النعمة التي ما لبثت أن تحولت إلى لعنة في أجواء الصراع غير المبرر وغير المفهوم بين أصحاب المحطات مما أدى إلى إفلاس العديدين منهم.ودعا سبلاني إلى وضع حدّ لهذه المأساة المتمادية والعودة إلى أصول المنافسة الشريفة وغير المدمرة للأنفس والأرزاق. وتوجه سبلاني بمبادرة إلى المنظمات العربية الأميركية ومجلس أئمة المراكز الدينية وأصحاب المحطات للإلتقاء من أجل بحث ما آلت إليه أوضاع هذا القطاع الإقتصادي الحيوي للجالية العربية في هذه المنطقة ووضع حدّ لحالة التدمير الذاتي التي تُمارس وللمخاطر الكبيرة المترتبة على إستمرار تدهور قطاع محطات المحروقات على المستقبل الإقتصادي والإجتماعي لشريحة كبيرة من المجتمع العربي في منطقة ديترويت تعتمد في معاش عائلاتها على هذا القطاع مثلما تعتمد عليه وترتبط به مصالح تجارية عديدة أخرى في الجالية. ولقيت كلمة الزميل سبلاني إرتياحاً وتفاعلاً إيجابياً في أوساط الحضور ومن بينهم أصحاب محطات وجدوا أنفسهم في خضم صراع من أجل البقاء في قطاع كان يفترض أنهم من يحددون إتجاهه وإستقراره وإزدهاره.
Leave a Reply