ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أحيت الجالية العربية صباح الأحد الماضي الذكرى السنوية لمجزرتي قانا (١٩٩٦ و٢٠٠٦) بدعوة من “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” وجمعية “قانا الجليل” وقنصلية لبنان العامة في ديترويت، في حفل أقيم في “المركز الإسلامي” في مدينة ديربورن توأم بلدة قانا، بحضور حوالي ٣٠٠ شخص.
وتخلل الحفل كلمة لحيدر بيطار، والد الطفلين الشهيدين هادي وعبدالمحسن اللذين قتلتهما إسرائيل في عدوان “عناقيد الغضب” عام ١٩٩٦، وهما كانا من سكان مدينة ديربورن.
وقال بيطار “إن مرور الوقت لم يلئم الجرح، فاليوم كان هادي وعبدالمحسن ليبلغا سن الـ٢٤ والـ٢٥، فيكونا شابين فعالين في المجتمع، ولكنهما قتلا بدون ذنب”. وأضاف بيطار “كلما مرت السنوات كلما زادت آلامي”.
وقال بيطار إنه راسل عدداً من المسؤولين الأميركيين، بينهم الرئيس باراك أوباما، مطالباً بمحاسبة المجرمين “إلا أنني لم أتلق رداً من أحد”، كما قام بيطار وبعض الناجين من المجازر الإسرائيلية برفع دعاوى قضائية أمام المحاكم الأميركية والأمم المتحدة، إلا أنه، حسب بيطار، تم رفض النظر بها.
وقال بيطار “رفضت محكمة أميركية النظر بقضية مرفوعة ضد الجنرال الإسرائييلي موشيه يعلون عند زيارته الى واشنطن، بحجة أنه يتمتع بحصانة إسرائيلية”.
وختم بيطار بالقول إن إحياء ذكرى طفليه وبقية شهداء قانا في مدينة ديربورن سنوياً، يبعث بقلبه بعض العزاء، وأضاف “إنني أقدر التزام أهالي المدينة بالذكرى، وذلك يجعلني أشعر بالسرور، خاصة عندما أسمع أن قضية الشهداء لم تذهب هباء، وأن الالتفاف حولهم يزداد في كل عام”.
كما تحدث أسامة السبلاني باسم “كونغرس المؤسسات” الذي قال “إن المجازر ستستمر بحقنا إذا لم يحسن العرب في بلادهم وبلاد الاغتراب تذكر ضحاياهم، ويعملوا على محاسبة المذنبين”. وتابع السبلاني “عاماً بعد عام يزداد عدد الشباب العرب الذين يحيون الذكرى في هذا المكان”، في إشارة الى تمسك الجالية العربية بذكرى الشهداء.
وقال السبلاني “لقد اقترف الإسرائيليون مجزرة دير ياسين في فلسطين المحتلة في نيسان عام ١٩٤٨ والتي راح ضحيتها ١٨٧ شهيداً، ومن ذلك الحين تستمر إسرائيل بارتكاب المجازر بحق العرب، ومن ضمنها مجزرتي قانا. وإذا لا نتذكر المجازر وضحاياه فإن إسرائيل ستستمر بقتلنا”. كما نوّه السبلاني بدور المقاومة في لبنان بردع الاعتداءات الإسرائيلية وتشكيل “توازن رعب” منع الكيان الصهيوني من التمادي بجرائمه.
من ناحيته، شدد فرد حمود، من جمعية “قانا الجليل”، على أهمية الذكرى في تاريخ الصراع مع إسرائيل. وكانت “جمعية قانا في ديربورن” قد ساهمت في إنشاء عيادة طبية في بلدة قانا توفر الخدمات للمحتاجين.
وألقى إمام ومدير “المركز الإسلامي” السيد حسن القزويني كلمة قال فيها “لا يمكننا أن ننسى تضحيات الشهداء، ألسنا نحن من بحاجة الى ذكراهم؟ فهل يستفيد الشهداء من إحياء ذكراهم، أم أن نحن المستفيدون”؟
وتابع القزويني “بالطبع نحن المستفيدون من تذكّر الشهداء ولهذا السبب نحيي ذكراهم، خاصة وأننا مدينون لهم بالكثير، فمن خلال تضحياتهم نحن مستمرون اليوم بالعيش بكرامة”.
كما تحدث قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت حسام دياب مؤكداً على أهمية الذكرى في تاريخ لبنان ومحيياً الشهداء.
واقترح القنصل دياب إقامة نصب لضحايا المجزرتين في مدينة ديربورن ينقش عليه قصيدة للشاعر السوري الراحل نزار قباني حول قانا. وقال دياب “هذا النصب سنتركه للأجيال الناشئة حتى يتذكروا تاريخهم والظلم الذي لحق بأهلهم وأجدادهم.
ويذكر أن مجزرة قانا الأولى وقعت في ١٨ نيسان (أبريل) عام ١٩٩٦ وراح ضحيتها ١٠٦ شهداء و١١٦ جريحاً بعد قصف إسرائيلي لملجأ للأمم المتحدة في البلدة.
أما المجزر الثانية فوقعت في “حرب تموز” عام ٢٠٠٦ وسقط فيها ٥٦ شهيداً بينهم ٣٢ طفلاً.
Leave a Reply