السبلاني: الكفاح من أجل المساواة والحقوق المدنية لا ينفصل عن التذكير بمجازر الاحتلال الإسرائيلي
ديربورن – خاص “صدى الوطن”
أحيت فعاليات اجتماعية وسياسية ودينية ذكرى مجزرتي قانا السادسة (2006) والسادسة عشرة (1996)، صباح السبت الماضي في قاعة “المركز الإسلامي في أميركا” في مدينة ديربورن، وذلك ضمن تقليد سنوي تنطمه الجالية منذ العام 1999 حين تمت توأمة مدينة ديربورن وبلدة قانا، بعد استشهاد الطفلين هادي وعبدالمحسن بيطار (9و11 سنة، من سكان ديربورن) اللذين كانا يزوران جدتهما في البلدة الجنوبية، جراء القصف الإسرائيلي الذي أودى بحياة 106 أشخاص مدنيين وجرح ما يزيد عن مئة شخص ضمن عدوان “عناقيد الغضب” الإسرائيلي على لبنان عام ١٩٩٦.
وحضر الفعالية الصباحية التي دعا إليها “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية” و”لجنة قانا الجليل” حشد من أبناء الجالية اللبنانية تقدمهم قنصل لبنان العام بالوكالة في ديترويت حسام دياب، الذي أكد في كلمته أن “أهم الوسائل لردع إسرائيل على تكرار عدوانها هو المواظبة على فضح الجرائم التي ارتكبتها وترتكبها بحق أبناء شعبنا”. وأضاف القنصل الذي سينتقل الشهر القادم الى سلطة عمان ليشغل منصب سفير لبنان في مسقط الى “إننا نَدين لقانا ولأطفالها الشهداء، ومن بينهم هادي وعبدالمحسن، بأن نذكر العالم بالعدوان الإسرائيلي وظلم احتلاله لكي نمنع حدوث ذلك ثانية”.
وأشار دياب إلى أن الولايات المتحدة صوتت ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين الهجمات الإسرائيلية وقصفها لمواقع تابعة للأمم المتحدة كان المدنيون قد لجؤوا إليها، وذلك على الرغم من إصابة مواطنين أميركيين، هادي وعبدالمحسن، ومقتلهما.
ورأى دياب أن هذا الموقف الأميركي هو الذي ساعد إسرائيل على الإفلات من العقاب وشجعها على إعادة قصف قانا بعد عشر سنوات بثلاثة أطنان من القنابل المدمرة خلال عدوانها على لبنان في “حرب تموز” العام 2006 ونجم عن ذلك القصف استشهاد ما يزيد عن 67 شخصا كان بينهم 32 طفلا بحسب منظمة “الصليب الأحمر اللبناني”.
وكانت منظمة “هيومان رايتش واتش” قد صنفت ذلك الهجوم بـ”جريمة حرب”.
من ناحيته، أكد المتحدث بإسم “كونغرس المؤسسات العربية الأميركية في ميشيغن” وناشر صحيفة “صدى الوطن” الزميل أسامة السبلاني في كلمته أن “إحياء ذكرى المجزرتين هو مناسبة للحديث عن إحجام العرب والمسلمين الأميركيين عن المشاركة في الانتخابات.. الأمر الذي يضعف من تأثير الجاليات العربية في المجتمع الأميركي ويؤذي دورها ومكانتها وطموحها بالتساوي مع مكونات المجتمع الأخرى”، وقال: “هذه الجالية لا يمكن أن تبقى في الظل، وأن تنتحي جانبا.. إذا أرادت تحصيل حقوقها”.
أضاف: “في الأسبوع الماضي زار الرئيس باراك أوباما مدينة ديربورن وتجاهل العرب الذين يشكلون 45 بالمئة من سكانها. لم يحصل خلال العقدين الأخيرين أن يزور رئيس المدينة بدون أن يلتقي أو يجتمع بقيادات عربية ومسلمة.. متجاهلا حقيقة أننا موجودون هنا. لا يمكن لنا أن نسمح بحدوث ذلك، والطريقة التي نستطيع بها منع تكرار ذلك يكون عبر المشاركة في الانتخابات”.
وطالب السبلاني الحاضرين أن يتوجهوا إلى صناديق الاقتراع مع عائلاتهم وأصدقائهم ومعارفهم وجيرانهم للتوصيت لأشخاص مثل العربي الأميركي سالم سلامة المرشح لمنصب قاض لمحكمة ديربورن والقاضي ديفيد طرفة المرشح للحفاظ على منصبه كقاض في ديربورن هايتس وعادل حرب المرشح لمحكمة مقاطعة وين، وكذلك لإعادة انتخاب عضوي مجلس ديربورن التربوي، آيمي بلاكبورن وماري لاين.
وشدد السبلاني بالقول: “إذا لم نشارك في الانتخابات فلن نقبل من أي أحد أن يشكو من ممارسة التمييز ضده في مجلس المدينة أو في مدارسها، ولكن إذا صوت الجميع فإن أوباما سوف يتصل بمؤسساتنا ويلتقي معنا ويسأل عن مطالبنا في المرة المقبلة”.
كما دعا السبلاني إلى المشاركة الكثيفة من أبناء ديربورن، رجالا ونساء، مسلمين ومسيحيين، إلى مناهضة المؤتمر الذي دعت إليه الناشطة اليمينية المعتصبة باميلا غيللر في فندق “حياة ريجنسي”، والذي يسعى الى تصوير الإسلام كنظام سياسي واجتماعي عنفي يقمع المرأة عبر المشاركة في مؤتمر مواز يعقد في فندق “دبل تري” يوم الأحد القادم بين الساعتين الـ1 و3:30 لمكافحة “الإسلاموفوبيا” (تفاصيل صفحة 6).
وذكر السبلاني كيف أن “النخب اليهودية من أطباء ومحامين واقتصاديين متنفذين كانوا يدخنون السيجار الكوبي الفاخر مع الضباط النازيين في الحرب العالمية الثانية في الوقت الذي كان يجري فيه التمييز والاضطهاد ضد أبناء جلدتهم”، وحذر من أن “نفس الشيء يمكن أن يحصل مع العرب إذا لم ينظموا أنفسهم ويتشاركوا بالعمل المجتمعي والمؤسساتي مع بعضهم البعض ومع الأقليات الأخرى”. وختم السبلاني بالقول: “إن الكفاح من أجل المساواة والحقوق المدنية لا ينفصل عن التذكير بما حصل في قانا.. وبهذه الروح نتذكر الطفلين هادي وعبدالمحسن الطفلين اللذين لا يعرفان شيئا عن السياسة ولا المصالح ولا الأعمال، ولكنهما قتلا بنيران العصابة الإسرائيلية”.
وكان عريف الحفل المحامي سالم سلامة قد بدأ بالتعريف بمجزرتي قانا مؤكدا أن إحياءهما كل عام يذكرنا بالجريمة ضد الانسانية التي ارتكبتها القوات الاسرائيلية المحتلة ضد أبرياء عزل معظمهم أطفال ونساء، مؤكدا أن “للذكرى أهميتها حتى تبقى في ذاكرة الأجيال كي تشكل رادعا لتكرارها”.
وتحدث في الذكرى السيد حسن القزويني إمام “المركز الاسلامي”، وقال أنه “على المسلم ان يقف مع البريء والمظلوم وضد المفتري والظلام مهما كان لونه أو دينه أو انتماؤه”. وأضاف “ان المجزرتين اللتين تعرض لهما أهل قانا وأطفالها ونسائها هي ظلم واعتداء وجريمة ضد الانسانية نددت بها كل المحافل الدولية التي تهتم بحقوق الانسان، وهي اعتداء الظالم على المظلوم ودليل على وحشية وتاريخ هذا الكيان الصهيوني وجرائمهم ضد الانسانية”. وتطرق القزويني في حديثه الى “الظلم الذي يتعرض له شعب البحرين اليوم الذي يطالب مثل الشعوب العربية الأخرى بالحرية والكرامة”، منددا بـ”الجرائم التي ترتكب بحقه من قبل حكام البحرين المتآمرين مع دول الجوار”. مؤكدا على التنديد بقتل المدنيين العزل في أي بلد كان.
Leave a Reply