واشنطن – قالت لجنة التجارة الفدرالية الأميركية FTC إن شركة «فيسبوك» ستدفع غرامة قياسية قيمتها خمسة مليارات دولار لتسوية تحقيق حكومي في انتهاك خصوصية المستخدمين. في حين أعلنت وزارة العدل عن فتح تحقيقات ممارسات احتكارية تقوم بها كبرى شركات الإنترنت مثل «غوغل» و«أمازون».
وصوتت اللجنة بأغلبية ثلاثة أعضاء مقابل اثنين لصالح التسوية التي لا تزال بحاجة إلى موافقة المحكمة عليها. وأيد الجمهوريون التسوية بينما عارضها الديمقراطيون.
وقالت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية يوم الأربعاء أيضاً، إن «فيسبوك» وافقت على دفع 100 مليون دولار إضافية لتسوية مزاعم بأنها ضللت المستثمرين بشأن خطورة إساءة استخدام بيانات المستخدمين.
وقالت لجنة التجارة الفدرالية إن سياسة «فيسبوك» بشأن البيانات، خدعت «عشرات الملايين» من الذين استخدموا تقنية التعرف على الوجه التي طرحتها شركة التواصل الاجتماعي، كما أنها انتهكت القواعد عندما لم تكشف أن أرقام الهواتف التي جمعتها لإحدى الخواص الأمنية سيتم استخدامها أيضاً لأغراض إعلانية.
وبموجب التسوية المعلنة، سيشكل مجلس إدارة «فيسبوك» لجنة مستقلة للخصوصية، تنهي «سيطرة الرئيس التنفيذي مارك زوكربرغ المطلقة على القرارات التي تؤثر على خصوصية المستخدمين».
وبالإضافة إلى «فيسبوك» يسيطر زوكربرغ على منصتي «إنستغرام» و«واتساب».
كذلك تمنع التسوية، «فيسبوك» من السؤال عن كلمات المرور الخاصة بالبريد الإلكتروني لخدمات أخرى لدى إنشاء المستهلكين لحساباتهم. والشركة ممنوعة كذلك من استخدام أرقام الهواتف التي تحصل عليها من أجل الخواص الأمنية لأغراض إعلانية، ويجب عليها أخذ موافقة المستخدم من أجل استخدام بيانات تقنية التعرف على الوجه.
تحت المجهر الحكومي
وفي سياق آخر، أعلنت الإدارة الأميركية، الثلاثاء الماضي، أنها ستفتح تحقيقاً بشأن ممارسات احتكارية، يتناول كبرى شركات الإنترنت، لتحديد ما إذا «خنقت» الابتكار، أو حدّت من المنافسة.
ويشير الإعلان الصادر عن وزارة العدل إلى إطلاق تحقيق شامل بحق شركات الإنترنت الكبرى المهيمنة على قطاعات السوق الرئيسية مثل البحث على الإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، والتجارة الإلكترونية.
وعلى الرغم من أن البيان لم يسم شركات معيّنة إلا أن الوزارة بدت وكأنها تلمّح إلى استهداف «غوغل» و«فيسبوك» و«أمازون»، وهي شركات تهيمن على القطاعات الرئيسية في الاقتصاد الرقمي.
وجاء في البيان أن قسم مكافحة الاحتكار يجري مراجعة «حول ما إذا كانت منصات الإنترنت الرائدة قد اكتسبت قوة سوقية، وما إذا كانت منخرطة في ممارسات حدّت من المنافسة وخنقت الابتكار، أو أضرت بالمستهلكين وكيفية حدوث ذلك».
وشركة «فيسبوك» متّهمة بالاستحواذ أو تقليد جميع منافسيها لتحقيق الهيمنة في مجال وسائل التواصل الاجتماعي، مما يجعل المستثمرين مترددين في دعم أي منافسين لها، لأنهم يدركون أنهم لن يتمكنوا من الصمود لفترة طويلة.
Leave a Reply