نيويورك – في لحظة اعتبرتها المتهِمات والناشطات في حركة Me Too (أنا أيضاً)، نصراً تاريخياً، أدانت هيئة المحلفين في محكمة بمنطقة مانهاتن في مدينة نيويورك، الاثنين الماضي، المنتج الهوليوودي هارفي واينستين، باثنتين من التهم الخمس الموجهة إليه في إطار قضية الانتهاكات الجنسية التي مارسها على عدد من نجمات السينما الأميركية والعاملات في القطاع.
ووجدت هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة رجال وخمس نساء، واينستين (67 عاماً) مذنباً في تهمتي الاعتداء الجنسي والاغتصاب من الدرجة الثالثة. وهي تهمتان تصل عقوبتهما القصوى إلى السجن لمدة 29 سنة. وأدين واينستين، بالاعتداء الجنسي على مساعدة الإنتاج السابقة ميمي هالي في عام 2006 واغتصاب الممثلة جيسيكا مان في عام 2013.
لكن تمت تبرئة المليونير اليهودي من تهمة «التربص الجنسي»، والتي كان من شأنها أن تؤدي إلى تشديد الحكم عليه ليواجه معها احتمال السجن مدى الحياة.
وسيتم إصدار الحكم على المنتج النافذ سابقاً والذي اتهمته أكثر من 90 امرأة بانتهاكات جنسية منذ كشف فضيحته في تشرين الأول (أكتوبر) 2017، في جلسة تعقد في 11 آذار (مارس) المقبل.
وكانت هيئة المحلفين قد بدأت في 18 شباط (فبراير) مداولاتها لمناقشة مصير المنتج الهوليوودي بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من بدء المحاكمة.
ومنذ بدء تقديم الشهادات في 22 يناير، اعتلت ست نساء منصة الشهود وأكدن أنهن تعرضن للاعتداء الجنسي من واينستين. لكن هيئة المحلفين درست التهم المتعلقة باثنتين فقط هما الممثلة السابقة جيسيكا مان ومساعدة الإنتاج السابقة ميمي هالي.
وينفي واينستين ما وجه إليه من اتهامات، مؤكداً أن هذه العلاقات كانت تحصل بالتراضي.
ويعتبر الحكم الصادر في نيويورك، ليس إلا البداية في محاكمات وينستين الذي يواجه قضية جنائية منفصلة في لوس أنجليس حيث يواجه تهماً بالاغتصاب، والجنس الفموي القسري، وممارسة الجنس بالقوة. وهو يواجه احتمال السجن 28 سنة في هذه القضايا.
وبعد إدانته في نيويورك، عانى وينستين من خفقان متسارع في القلب وارتفاع ضغط الدم، ما استدعى نقله إلى «مستشفى بيلفيو» في نيويورك للعلاج، وفق ما أفادت محاميته دانا روتونو، لقناة «فوكس» التلفزيونية. روتونو، قالت إن موكلها يتعامل مع الحكم «كرجل»، مشددة على أن المعركة لم تنته بعد، وأن الحكم سيستأنف.
بدورها، تبرأت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، هيلاري كلينتون، من واينستين الذي ساهم بسخاء في حملاتها الانتخابية، قائلة إن إدانته يجب أن تؤدي إلى وضع حد لمثل هذا السلوك.
وقالت كلينتون في إطار تبريرها للتمويل السخي من جانب واينستين: «لقد ساهم في حملة كل ديمقراطي. ساهم في حملة باراك أوباما وحملة جون كيري وحملة آل غور وحملات الجميع».
وفي رسالة مشتركة، اعتبرت الممثلة آشلي جود ولوسيا أفينز وروزانا أركيت و19 أخريات من ضحايا واينستين أنه «من المخيب للآمال أن نتائج اليوم لا توفر العدالة الحقيقية الكاملة التي تستحقها الكثير من النساء»، لكنهن عبرن عن امتنانهن لجميع النساء اللواتي تشجعن على الحديث علناً عما فعله واينستين.
الممثلة ميرا سورفينو، قالت إن واينستين «سيتعفن في السجن كما يستحق». وشددت الممثلة والكوميدية سارة آن ماس على أن الإدانة في نيويورك «مجرد بداية»، قائلة إنها وغيرها «سيواصلن المعركة في لوس أنجليس».
Leave a Reply