ديترويت – علي حرب
أدانت هيئة محلفين في ديترويت إمام مسجد سابق يدعى محمد مسرور (50 عاماً) بـ١٥ تهمة تتعلق ياعتدائه جنسياً على ثلاث من بنات شقيقه وهن قاصرات، وذلك أثناء اقامته معهن في منزل شقيقه في ديترويت خلال الفترة الممتدة من العام 2000 إلى 2003، وسيصدر الحكم ضد الشيخ في 21 أيار (مايو) المقبل، وتصل العقوبة القصوى الى السجن مدى الحياة.
وكان لافتاً في سير المحكمة، سماح القاضي في محكمة مقاطعة وين، مايكل هاثاواي للضحايا الثلاث بالإدلاء بشهاداتهن وهن يرتدين النقاب، رافضاً طلبا من محامي الدفاع بإرغامهن على خلع النقاب في مواجهة المتهم بزعم ضمان حق المتهم في مواجهة الشهود، ورد عليه ممثل الإدعاء خليل رحال بأن الضحايا مثلن فعلاً أمام القاضي وهيئة المحلفين والمتهم وأن عدم كشف وجوههن لا يعني عدم المواجهة، لافتاً الى أن ظهور عيون الضحايا من خلف النقاب كاف «فالعين نافذة على الروح». وأضاف رحال بأن طلب الدفاع الكشف عن وجوه الضحايا إنما الهدف منه ممارسة الضغط على الضحايا لمنعهن من الإدلاء بشهاداتهن ضد عمهن.
مسرور رجل دين اصله من بنغلادش عاش في عدة مدن آسيوية وأوروبية وفي أميركا الشمالية، وبحسب صحيفة «تورنتو صن» الكندية فإن مسرور برئت ساحته من تهم مماثلة في 27 آذار (مارس) الماضي في تورنتو حيث كان يعمل مساعدا للامام في جمعية «بيت المكرم»، وقد اعتقل واتهم بالإعتداء جنسياً على خمسة أطفال في العام 2011، وقالت الصحيفة إن مسرور أبعد إلى الولايات المتحدة في اليوم التالي من إعلان براءته وذلك لمواجهة القضاء الأميركي في تهم أخرى.
وقد بدأت محاكمة مسرور في ديترويت بتاريخ 29 نيسان (أبريل) الماضي، مع العلم أنه انتقل للعيش في «مدينة السيارات» قادماً من نيويورك في العام 2000 حيث أقام في منزل شقيقه وبدأ بالإعتداء على بناته.
الشيخ محمد مسرور |
وفي شهادتها، قالت البنت الكبرى إن عمها بدأ بالتحرش بها وهي في سن 13 عاماً، وسرعان ما تحول التحرش الى الإغتصاب، ما دفعها الى الطلب من والدها السماح لها بالتسجيل في مدرسة خارجية بدل تلقي الدروس المنزلية تحت إشراف عمها، دون أن تخبره أن عمها كان يعتدي عليها أثناء ساعات النهار فيما يكون الأب منصرفاً الى عمله والأم تجلس في الطابق العلوي، حيث كان يحظر عليها الجلوس مع شقيق زوجها، لأسباب دينية.
لكن الشيخ مسرور أقنع أخاه بإخراج ابنتيه الأخريين من المدرسة حتى يتسنى له تعليمهما أيضاً.
وقال رحال لهيئة المحلفين إن البنت الكبرى كانت تشعر أن ما يقوم به عمها «خطأ» ولكنها لا تعرف سوى أنه عمها وأنه إمام مسجد، واصفة الإعتداءات عليها بأنها كانت «مؤلمة وغير مريحة»، وكانت كلما حاولت التوقف عن تلبية رغباته الدنيئة كان يهددها بفضح أمرها أمام أسرتها وبأنها فاقدة لعذريتها إضافة إلى التهديد بالإعتداء على شقيقتيها، وكان يقول لها بأن والديها لن يصدقاها وبأنهما سيقتلانها إن هي أفصحت أنها لم تعد عذراء.
إستمرت إعتداءات مسرور على إبنة أخيه حتى بعد إنتقاله الى منزل جديد في هامترامك للعيش مع زوجته وأبنائه، فقد دامت الإعتداءات لمدة ثلاث سنوات لحين إنتقلت العائلتان إلى ولاية فلوريدا، وحينها إكتشفت الطفلة بأن عمها كان يمارس نفس الإعتداءات على شقيقتيها… وبالفعل قامت الأخوات الثلاث بالإبلاغ عن عمهن في العام 2011، وذلك بعد اتهام زوجته له بالإعتداء جنسياً على أطفالهما.
وكان محامي سرور قال في معرض دفاعه، إن الشقيقات الثلاث أبلغن عن موكله تباعا واحدة تلو أخرى في غضون أيام كما لو كان «هجوما منسقاً»، معتبراً أن التناقضات والمبالغات ونسيان بعض الأحداث المهمة يدلل على الكذب.
Leave a Reply