ديترويت – أدانت هيئة محلفين فدرالية في ديترويت، يوم الإثنين الماضي، رجلاً عربياً أميركياً من سكان ديربورن سابقاً، بتقديم دعم مادي لتنظيم «داعش» الإرهابي والانضمام إلى صفوفه في سوريا عام 2015.
وصدر قرار الإدانة بحق إبراهيم مصيبلي (32 عاماً) بعد محاكمة استمرت تسعة أيام، وانتهت باعتباره مذنباً بثلاث تهم فدرالية، على أن يصدر الحكم بحقه في 11 أيار (مايو) المقبل، وفقاً لوزارة العدل الأميركية.
وأدان المحلفون، مصيبلي بتهمتين متصلتين بالإرهاب، وهما تقديم دعم مادي لتنظيم إرهابي والتآمر لتقديم دعم مادي لتنظيم إرهابي، بالإضافة إلى تهمة ثالثة تتعلق بتلقي تدريب عسكري على يد تنظيم «داعش» في سوريا. وقد تؤدي التهمتان المتصلتان بالإرهاب إلى سجن مصيبلي لمدة 50 سنة، بينما تصل عقوبة التهمة الثالثة إلى السجن الإلزامي لمدة 10 سنوات.
مصيبلي يواجه عقوبة محتملة بالسجن لأكثر من نصف قرن
وبحسب الادعاء، بقي المصيبلي مع «داعش» لأكثر من عامين ونصف، قبل أن يتم إلقاء القبض عليه من قبل قوات سوريا الديمقراطية (قسد) عام 2018، ويتم تسليمه إلى مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي)، حيث أعيد إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم الإرهاب.
وتمكن الادعاء العام الفدرالي من تقديم الأدلة الكافية لإقناع هيئة المحلفين بأن مصيبلي، بدأ التفكير في الانضمام إلى «داعش» أثناء وجوده في ميشيغن عام 2015، حيث سافر في شهر نيسان (أبريل) من ذلك العام، إلى وطنه الأم، اليمن، واستمر في التواصل مع التنظيم الإرهابي بهدف التسلل إلى سوريا.
وبالفعل سافر مصيبلي إلى سوريا في خريف العام 2015 حيث التحق بمعسكر تدريب يديره «داعش» وخضع لتدريبات عسكرية وأدى قسم الولاء للتنظيم الإرهابي وزعيمه –آنذاك–أبو بكر البغدادي، وفقاً للادعاء العام الفدرالي. وشملت أدلة الادعاء، مقطع فيديو لمصيبلي يتحدث عن مشاركته في الجهاد ومجموعة من الرسائل النصية ورسائل التواصل الاجتماعي بينه وبين أقاربه عبر «فيسبوك» و«واتساب».
وقالت المدعي العام الفدرالية في ديترويت، دون آيسون، في بيان حصلت «صدى الوطن» على نسخة منه: «لقد قطع إبراهيم مصيبلي نصف العالم لينضم إلى منظمة إرهابية شريرة ووحشية وعنيفة معروفة وتفخر بأعمالها الإرهابية البربرية».
يذكر أن مصيبلي المولود في الولايات المتحدة، كان يعمل في متجر للعطور يملكه والده في ديترويت، وكان يقيم في مدينة ديربورن مع زوجته وأبنائه الأربعة قبل سفره إلى الشرق الأوسط للانضمام إلى «داعش».
ووصف ممثلو الادعاء العام، مصيبلي بأنه «جهادي محلي» خدم في لواء من المقاتلين الأجانب، وأنه شارك بالقتال في صفوف «داعش» وشارك في تجنيد عناصر جدد ونشر الدعاية لصالح التنظيم الإرهابي. وأفاد الادعاء بأن مصيبلي كان يكنى باسم «أبو عبدالرحمن اليمني» أثناء قتاله في صفوف «داعش»، وأنه تلقى راتباً شهرياً طوال العام 2016 على الأقل.
في المقابل، نفى فريق الدفاع بقيادة المحامي جون شيا، أن يكون الرجل اليمني الأصل جندياً مقاتلاً، مؤكدين أنه سافر إلى سوريا بدافع الفضول والتعرف على طبيعة الحياة في منطقة تحكمها نظرة صارمة للشريعة الإسلامية.
وزعم الدفاع بأن مصيبلي وصم بالجاسوس أثناء تواجده في سوريا، وأنه ألقي في سجون «داعش» مراراً قبل اعتقاله من قبل قوات «قسد».
وتعليقاً على قرار الإدانة، أكدت السلطات الفدرالية على مواصلة جهودها «لتحديد ومحاسبة المواطنين الأميركيين الذين يسافرون للانضمام إلى داعش والمنظمات الإرهابية الأجنبية الأخرى ودعمهم». وقال مسؤول فرع «أف بي آي» في ديترويت، جيمس تاراسكا إن إدانة مصيبلي «توضح لكل من يحاول المساهمة في أنشطة داعش الإرهابية أن فريق العمل المشترك لمكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفدرالي سيكون ثابتاً في مهمته لحماية الشعب الأميركي من خلال التعرف على هؤلاء وتعطيلهم وتقديمهم إلى العدالة».
Leave a Reply