ككل المهاجرين، تفاجأت بالكثير من الظواهر التي لم نسمع بها أو لم نتعودها في بلدنا الام، فلا نقل جماعي داخلي هنا في ديربورن وجوارها، ولا نقل عام. وبالتالي، عليك البحث منذ اللحظة الاولى عن وسيلة نقل لتستطيع مواصلة العيش وممارسة حياتك بشكل طبيعي، في التنقل والعمل والتسوّق.
في بلاد العالم بعيدا عن منطقة ديترويت، ثمة حافلات أو قطارات أو شبكة مترو أو حتى سيارات أجرة تجوب الشوارع، لكن هنا في «مدينة السيارات» والمدن المحيطة بها المسألة مختلفة، فالسيارة كالزواج والضريبة، لا مجال للتغاضي عنهما. فأن تتزوج هذا أمر سهل جداً إذا عثرت على المرأة المناسبة. وربما تكون مراحل الزواج ميسرة جداً، بوجود التفاهم بين الطرفين، فالتسهيلات التي تبديها الزوجة، لاسيما المالية، تسرع من الخطوات فتصل العروس الى البيت ويغلق الباب الخارجي، لتفتح أبواب ما أنزل بها الله من سلطان، وتبدأ الطلبات والنفقات للعروس شريكة العمر، وللبيت، الى أن يعلن الزوج استسلامه للأمر الواقع وهو سعيد، باحثا عن عمل إضافي ليغطي نفقات ما كان يحسب لحسابها يوماً. وهكذا السيارة هنا في ميشيغن.
تطالع العروض في الانترنت، وتسأل الاصدقاء والمعارف وتراجع الشركات، فتجد ماتطلبه وأكثر، وبمواصفات وأسعار لم تكن تحلم بها يوماً وأنت في بلادك الأم، أن تشتري سيارة، المسألة سهلة وميسرة جداً، فتضع الخطة وفق ميزانيتك وحساباتك، على أساس دخلك ونفقات الوقود (الغاز) والاصلاحات، فتتفاجأ بداية مع ابتسامة الموظفة في دائرة تسجيل السيارة بطلب إثبات التأمين مع الشركة التي ترغب، فتذهب الى أقرب مكتب وتبدأ المفاجآت الواحدة تلو الاخرى، أغربها أنك ستدفع ضعف السعر إذا كنت من سكان ديربورن، فلتجأ إلى شركة أخرى، ثم إلى الانترنت فترى العجب العجاب في الاسعار لمجرد أنك من سكان ديربورن، وبالتحديد الكود الشهير ٤٨١٢٦.
بالنهاية عليك أن تدفع فلا خيار آخر أمامك. إما أن تدفع، أو أن تدفع، فتدفع وتقنع نفسك بفكرة البحث عن شركة تأمين أقل كلفة باعتبار أنك لا تستطيع التحرك قيد أنملة بدون سيارة، فتدفع فاتورة التأمين وتمضي لإتمام تسجيل السيارة القديمة التي تكتشف أن فاتورة التأمين الشهرية تعادل ربع أو نصف ثمن السيارة الخردة التي اشتريتها. ولأنك في ديربورن، إدفع بالتي هي أحسن، وابتسم.
Leave a Reply