بلال شرارة
لا يمكن لأحد إلا أن يكون عارفاً بالتفجير الإرهابي فـي جبل محسن (شمال لبنان) والتفجيرات الإرهابية التي سبق أن استهدفت لبنان وسوريا والعراق والمملكة العربية السعودية.
السؤال المطروح إزاء ثقافة المصطلحات المستخدمة: «عمليات استشهادية أو تفجيرات انتحارية». فهل المرتكبون/ استشهاديون/ انتحاريون/ وهل أن عمليات التفجير عمل حربي أم عمليات قتل ومجازر؟
نقول: صحيح أن المنفذين يقعون على الموت غير مبالين، وصحيح أنهم يعتقدون بأنهم سيصعدون إلى الجنة ولكنهم برأيي المتواضع ليسوا استشهاديين وهم لا يشبهون أولئك الذين قاتلوا الإحتلال الإسرائيلي بأجسادهم وفجروا أهدافهم العسكرية مثل بلال فحص وأحمد وحسن قصير وصلاح غندور وغيرهم وغيرهم.
أنا لا يمكنيي أن أقارن بين من يستهدف الناس فـي بلداننا وبين الإستشهاديين الحقيقيين ولا يمكنني بأي حال من الأحوال أن اعتبر من هاجم أهدافاً «على الأغلب مدنية» فـي أوطاننا انتحاريين وطلاب شهادة «إنهم لا يدرون ما يفعلون» هذا رأي.
صحيح أن هؤلاء وفق عقليتهم يتقربون بأنفسهم إلى الله جل جلاله، وأنهم عشاق موت، ولكن ذلك لا يقربهم من الله ولا هم فـي الحقيقة يموتون عشقاً وحباً بل انهم يموتون ويأخذون معهم ضحايا أبرياء مدنيين كل ذنبهم أنهم كانوا آنذاك متواجدين فـي المكان فوقعوا بين قتيل وجريح، وإنهم بحد ذاتهم – أي المتواجدين فـي المكان لو لم يكونوا هدف المنتحر المكلف قتل المكان وان يفجر وان يخيف وان يزعزع الاستقرار فـي المكان الذي يحتشد اليه عادة عدد من الناس وفـي جبل محسن استهدف الإنتحاري الأول مقهى شعبياً ثم فـي تفجير لاحق استهدف الانتحاري الثاني الناس الذين تجمعوا لرفع القتلى ونقل الجرحى أو التفرج موقعاً أكبر عدد من الإصابات.
إذن ما هو الفاعل؟ برأيي المتواضع هو: قاتل ولكنه مغرر به أي أنه يعتقد أنه يقوم بعمل مميز يأخذه إلى الجنة مباشرة ولكنه فـي الواقع جلاد ينفذ أوامر قاضٍ غير عادل وارسله إلى الموت بيديه ورجليه عن سابق إصرار وتصميم.
العملية الإنتحارية الإستشهادية هي عملية حربية كاملة بجميع عناصرها: المفاجأة والمبادأه والصدمة والنار وهي موجهة إلى هدف حربي «موقع، رتل، تجمع عسكري» والمهاجم يتمتع بمواصفات القائد فـي الميدان، يرصد، يأمر، يهاجم مستخدماً عنصر المفاجأة والمبادرة يصدم هدفه وينفجر فـي الهدف ويترك العدو مقتولاً، مذهولاً، مربكاً.
أما أن يكون الهدف مدنياً، فإن الفاعل والمخطط «فرد أو جماعة» هم مجرمون عن سابق تصميم وترصد والإقتصاص يجب أن يطال المسؤولين لأن المنفذ الجلاد قتل أو انتحر والقاتل الحقيقي يضحك فـي سره.
المطلوب الحقيقي حياً أو ميتاً يرصد المزيد من المناطق وسيقتل فـي كل فرصة وهو ما يجب أن نحدده ونقتص منه ليس بمجرد تفكيك خلية أو اعتقال سيارة مفخخة أو حزام ناسف.
الموت الجاري (عرقنة) كاملة أصابت سوريا وهي سبق ولا تزال تستهدف مصر من سيناء إلى الداخل وهي تستهدف لبنان أمس واليوم وغداً.
آن الأوان لحرب أبعد من حتف أنوفنا.
آن الأوان أن نفتح عيوننا ونرى أبعد من زرقاء اليمامة أن نرى الذي يلعب الغميضة على حساب شعوبنا.
Leave a Reply