سامر حجازي – صدى الوطن
تقوم ادارة الشرطة فـي ديربورن والسلطات الفـيدرالية باستجواب رجلين من مدينة تايلور حول تورطهما فـي جريمة كراهية محتملة وقعت فـي «كروغر» سوبر ماركت فـي مدينة ديربورن يوم الخميس الماضي ١٢ شباط (فبراير)، بحق عربي أميركي مسلم.
وصرّح رئيس البلدية جاك أورايلي لـ«صدى الوطن» الأربعاء المنصرم أن شرطة البلدية لا تزال تجري تحقيقاً فـي الحادث الذي انطوي على هجوم اثنين من الرجال البيض على عربي أميركي مسلم كان يتسوق مع أولاده فـي «كروغر» سوبر ماركت الواقع على تقاطع شارعي ميشيغن أفنيو وغرين فـيلد.
وقال أورايلي «فـي عهدتنا إثنان شاركا فـي الإعتداء وهما من مدينة تايلور، وقد أجرت دائرة الشرطة التحقيق معهما مرتين. الشرطة تقوم الآن بإستجواب بعض الشهود، ونحن نتواصل مع مكتب التحقيقات الفـيدرالي لتحديد ما اذا كان الإعتداء جريمة كراهية».
وأضاف أورايلي أنه لا يملك تقديراً زمنياً حول متى يتم استخلاص نتيجة التحقيق طالما أن البلدية تتعاون مع مكتب التحقيقات الفـيدرالي فـي القضية. غير أنه لاحظ أن الضحية لم يصب بأذى خلال الهجوم أما الرجلان المتهمان من تايلور فقد عانا من الإصابات.
وأردف «لم يصب الضحية بجروح خطيرة، بل قام برد الهجوم وكان يمكن إن يصاب المهاجمان بورطة أكبر. وشاركت الشرطة فـي كيفـية تحديد مكان الشخصين ونحن سوف نجلب المرتكبين الاثنين مرة أخرى إلى هنا. لقد أضفنا المعلومات وقابلنا الأطراف المعنيين وجمعنا تصريحات الشهود».
وكان الحادث قد أثار الغضب والقلق فـي منطقة مترو ديترويت، خصوصاً بعد توتر ساد الجاليات الإسلامية والعربية أثر مقتل ثلاثة من الطلاب المسلمين العرب فـي ولاية نورث كارولينا من قبل أحد الجيران البيض المدججين بالسلاح.
ووقع حادث الاعتداء فـي «كروغر» عند الساعة ٥:٥٥ عصراً عندما كان الرجل المسلم وأولاده يقوم بانتقاء بقالة فـي أحد اقسام المتجر. ووفقاً لشهود عيان، مر الرجلان الأبيضان من أمام العائلة وبدءا يصدران تعليقات مهينة وبذيئة ثم شرعا فـي الإعتداء جسديا على الرجل العربي وهما يصرخان بشتائم شملت «عد إلى بلدك» و «أنت من الإرهابيين» متهمين الأسرة بأنها على صلة بتنظيم «داعش» الإرهابي. ونهر أحد الرجلين إبنة العربي الصغيرة لنزع «الخرقة الموضوعة على رأسها».
ويبدو أن الرجل المسلم لم يتحمل هذه الإهانات بحقه وحق أسرته ولم يرد السكوت عن ذلك فرد هجوم الجناة مما أدى الى تطور الأمور فـي مشهد دموي.
وقالت كاثي ماكميلان بزي، التي كانت تتسوق فـي «كروغر» أثناء الحادث أن ما شاهدته هز مشاعرها من الأعماق «لقد فتح باب الجحيم، فسالت الدماء وأُطلقت التهديدات».
فـي هذه الأثناء حاول اثنان من الموظفـين فـي «كروغر» تفريق الطر فـين عن بعضهما عن طريق مسك الرجل العربي لكن المعتديَين واصلا مهاجمته.
ووفقاً للشاهدة بزّي أيضاً كان الأطفال يصرخون بشكل هستيري. ابن الرجل العربي، الذي بدا ان عمره حوالي عشر سنوات، كان يحاول مساعدة والده خلال الهجوم، ولكن قام بعض المارة بإيقافه ورده إلى الوراء.
واستدعت بزّي الشرطة عندما قالت ان المشادة بدأت تخرج عن نطاق السيطرة، غير أن المهاجمَين لاذا بالفرار من مكان الحادث فـي الوقت الذي وصلت فـيه الشرطة. وأخذ عناصر الشرطة أقوال الشهود العيان فـي مكان الحادث.
وقالت شاهدة عيان ثانية لـ«صدى الوطن» كانت تتبضع أيضاً داخل المحل عندما وقع القتال «كان كل وجه أحد الشخصين المهاجمين مغطى بالدم تماماً، والرجل الآخر كان على جسده حفنة من الاوشام». وأضافت الشاهدة التي عرفت عن نفسها باسم ليلى «لقد رأيت الدم فـي كل مكان».
وادعى شاهدان أن شرطة ديربورن استغرقت ما بين ١٥ إلى ٢٠ دقيقة للوصول إلى المتجر، لكن أورايلي فند الإدِّعاء زاعماً أن فوج الإطفاء والشرطة تواجدا فـي مسرح الحدث فـي غضون ثلاث دقائق فقط بعد المكالمة الأولى على رقم الطوارئ ٩١١.
واستطرد«لدينا البيانات ولا يمكن تغييرها. بعض من الناس قد يكون واقفاً هناك لتصوير فـيديو بدلاً من استدعاء الشرطة على الفور. وقت الاستجابة من قبل الشرطة كان مناسباً تماماً منذ حصول المكالمة الأولى».
وقد بادر فرع ميشيغن فـي اللجنة الأميركية العربية لمكافحة التمييز الـ«أي دي سي» لأخذ زمام المبادرة فـي القضية ولضمان إتمام إجراء تحقيق مناسب وعادل فـي القضية. وقالت مديرة المكتب المحامية فاتنة عبدربه لـ«صدى الوطن» أنها التقت مع رئيس شرطة ديربورن رون حداد بعد يوم من الحادث لمعالجة قلق الجالية. وأردفت «الإعتداء الذي وقع فـي «كروغر» هو محزن ولكنه ليس سيناريو بعيد الاحتمال عن أذهاننا ومن المهم بقاء الناس فـي حالة تنبه قصوى وتوخي الحذر فـي حين أن منظمات المجتمع المدني تقوم بواجبها لنضمن لهم أننا سوف نقاتل من اجلهم ونحمي حقوقهم. وأتوقع اختتام تحقيق شامل فـي الحادث كما أن هناك حاجة متزايدة واضحة جداً من الجالية العربية للحصول على الأجوبة».
وكانت «صدى الوطن» أول من كتب تقريراً عن الإعتداء يوم الجمعة، وبعد انتشار التقرير أعرب العديد من أبناء الجالية العربية عن مخاوفهم من تدفُّق الرهاب من الإسلام (اسلاموفوبيا) إلى منطقة مترو ديترويت التي كانت تنأى نسبياً عن جرائم الكراهية والعنصرية. وكان هذا التقرير مفاجئاً للكثيرين لأن أكبر تجمع للمسلمين فـي الولايات المتحدة موجود فـي هذه المنطقة مما قد يتسبب بمشاكل لا تعد ولا تحصى.
وقال أورايلي ينبغي أن يكون السكان على بينة من البيئة والمناطق المحيطة بهم ولكن لا ينبغي أن يكونوا خائفـين من الذهاب للتسوق أو ممارسة أنشطتهم الحياتية العادية الروتينية.
واستطرد «يبدو ان ما جرى حادث معزول وغالباً يكون السبب فـي إضرام ناره الأحداث الدولية. لا أعتقد أنه يستدعي توتر العرب الأميركيين من سكان المدينة بسببه. لا يوجد شيء يشير إلى أن هناك مخاطر ملحة، وأنا بالتأكيد لا أريد من الناس تغيير سلوكهم ولا ان يشعروا بالضيق فـي ممارسة حياتهم كالمعتاد. يبدو ان الحادث كان إبن ساعته وغير مخطط له بالتأكيد. ولكن إذا استشبهتم بشيء مريب، فاعلمونا على الفور».
وأصدرت رئيسة المجلس البلدي سوزان دباجة تصريحاً أيضاً لـ«صدى الوطن»، مؤكدة للسكان أن تحقيقاً مناسباً سيجري بما حصل، وأردفت «أنا اتبضع فـي «كروغر» بشكل أسبوعي وكنت مصدومة ومخذولة معاً لأن الحادث وقع أمام الأطفال. لذا وفور علمي بالحادث، اتصلت بكل من رئيس البلدية أورايلي ورئيس الشرطة حداد وكلاهما أكدا لي أن تحقيقاً كاملاً سيجري وأنهما يحملان هذه المسألة على محمل الجد».
ولم يتم الإفراج عن أسماء المتورطين فـي الحادث من قبل السلطات بعد. وحاولت «صدى الوطن» إلاتصال بشركة «كروغر» عن طريق الهاتف والبريد الإلكتروني للاستعلام منهما عن موقفهم من الحادث. لكن ممثلي الشركة لم يردوا على الإتصالات. ولم يصدر بيان عن الشركة بهذا الصدد. وحاول مكتب الـ«اي دي سي» التواصل مع «كروغر» غير ان جميع المحاولات باءت بالفشل ايضاً.
Leave a Reply