القدس المحتلة – أصابت قضية اختطاف المستوطنين الثلاثة في الاراضي المحتلة الحكومة الاسرائيلية بإرباك واضح بسبب عدم معرفتها هوية الخاطفين من جهة وجهلها لمكان اختطافهم، حيث بدأ جيش الإحتلال عمليات قصف وغارات جوية خلال الأسبوع الماضي بالتزامن مع اعتقال عشرات من الفلسطينيين، وسط اتهامات تل أبيب لحركة «حماس» تارة و«الجهاد الاسلامي» تارة أخرى.
واضطر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه موشي يعلون إلى مطالبة الإسرائيليين بالتحلي بالصبر، محاولاً تهدئة المخاوف بقوله «إننا الآن نعرف أكثر» عن عملية الاختطاف.
وتخشى أوساط عسكرية إسرائيلية من أن الضغط الممارس ضد الفلسطينيين في أرجاء الضفة قد يقود إلى انفجار الوضع، إذا لم تنته الحملة قبل الدخول في شهر رمضان بعد حوالى الأسبوع.
وشرع المعلقون في توجيه الانتقادات للعملية العسكرية الواسعة التي أصبح ينظر إليها على أنها استعراضية أكثر مما هي جدية، وقد أغارت طائرات الجيش الإسرائيلي عدة مرات على مواقع لكتائب «عز الدين القسام» في قطاع غزة.
واستهدفت هذه الغارات مخيمي تدريب لحركة «حماس» ومركزاً لأجهزة الأمن في مدينة غزة إضافة إلى مركز أمني سابق في مخيم جباليا للاجئين.
وشهدت العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل تصعيداً ملحوظاً تجاوز كل الإتفاقات السابقة، حيث أعادت سلطات الإحتلال اعتقال أكثر من خمسين فلسطينياً من محرري «صفقة شاليط»، واعتبر نتنياهو العمليات العسكرية والاعتقالات رسالة مهمة جداً إلى الفلسطينيين، متحدثاً عن عملية طويلة هدفها ضرب «حماس». ورأى رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الأمن عاموس جلعاد أن كل من اعتقل كان من المناسب اعتقاله «لأنه جزء من أسس مملكة حماس الإرهابية». أما رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست زئيف ألكين والذي كان أول من دعا إلى هذه الخطوة فقال إنه حان الوقت لتغيير قواعد اللعبة التي تحاول «حماس» فرضها على اسرائيل. فيما وجد وزير الاتصالات جلعاد أردان في الخطوة، مناسبة للدعوة إلى أن تكون النتيجة النهائية للعملية العسكرية تدمير حركة «حماس».
يذكر أن المستوطنين الثلاثة، وجميعهم شبان، فقدوا مساء الخميس 12 حزيران (يونيو) الماضي قرب كتلة «غوش عتصيون» الاستيطانية بين مدينتي بيت لحم والخليل في جنوب الضفة الغربية، واتهمت إسرائيل حركة «حماس» بخطفهم.
فلسطينياً، دعا الرئيس محمود عباس، منظمة التعاون الإسلامي إلى وقفة جادة لحماية القدس التي تتعرض للتهويد الإسرائيلي.
وقال عباس في كلمة بالدورة 41 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة الأربعاء الماضي إن المنظمة مطالبة اليوم وأكثر من أي وقت مضى بوقفة صارمة وجادة إزاء ممارسات إسرائيل في القدس. وأكد أن إسرائيل تقوم بانتهاكات خطيرة للقانون الدولي في المدينة، مشيرا إلى الحملة الاستيطانية التي تتعرض لها القدس، والانتهاكات بحق «المسجد الأقصى» و«قبة الصخرة» وكنيسة القيامة، مندداً بالاقتحامات اليومية التي يتعرض لها الأقصى من قبل المستوطنين المتطرفين، تحت حماية الجيش الإسرائيلي والشرطة.
وحول قضية المخطوفين الإسرائيليين الثلاثة قال عباس، إن من خطف الفتيان الثلاثة يريد أن يدمرنا وسنحاسبه. وأضاف «لا نستطيع مواجهة إسرائيل عسكرياً.. إنما سياسياً»، مضيفاً «من مصلحتنا أن يكون هناك تنسيق أمني مع إسرائيل لحمايتنا، أقول بكل صراحة لن نعود الى انتفاضة أخرى تدمرنا، كما حدث في الانتفاضة الثانية».
Leave a Reply