«كاديما» الحاكم قد يضطر للتنحي لأحزاب اليمين رغم فوزه في الانتخابات
تل أبيب – تتجه أنظار إسرائيل في الأيام القادمة إلى رئيس الدولة شمعون بيريز والمشاورات التي سيجريها طوال أسبوع مع قادة الأحزاب الإسرائيلية لتشكيل الحكومة المقبلة. وتبدو سيناريوهات الخارطة السياسية مفتوحة على جميع الاحتمالات بعد أن فاز حزب «كاديما» الوسطي بفارق مقعد واحد على الحزب اليميني «الليكود».وبهذه النتيجة دخلت اسرائيل في مأزق سياسي حيث أن الحزب الفائز (كاديما-وسط) لا يستطيع تشكيل حكومة مع حلفائه لأنه غير قادر على جمع الأكثرية اللازمة (65 مقعد نيابي) على عكس أحزاب اليمين.وباشر بيريز لقاءاته مع قادة الأحزاب مع إعلان نتائج الانتخابات رسميا الخميس الماضي. ويجري رئيس الكيان الصهيوني مشاورات تستمر أسبوعا للوقوف على رأي الكتل والأحزاب وترشيحاتها لمن يرونه أقدر على القيام بمهمة تشكيل الحكومة والذي يمنح 28 يوما تمدد إلى 14 يوما آخر قبل أن يعهد إلى زعيم آخر في حال فشل الأول. وتبدو الصورة غامضة بشأن تشكيل الحكومة المقبلة فقد أعلن كل من زعيم حزب «الليكود» بنيامين نتنياهو وزعيمة حزب «كاديما» تسيبي ليفني أنه رئيس الوزراء القادم. ومن المتوقع أن يعهد بيريز لواحد منهما بتشكيل حكومة. وقد تستغرق مناقشات بيريز مع أحزاب الكنيست نحو أسبوع وقد تمتد محادثات تشكيل حكومة ائتلافية لأكثر من شهر. وعادة ما يختار رئيس إسرائيل زعيم الحزب الذي فاز بمعظم مقاعد الكنيست ولكنه غير ملزم قانونيا بأن يفعل ذلك. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بيريز لن يجد خيارا أمامه لتوجيه الدعوة لنتنياهو لتشكيل حكومة إذا أوصت الأحزاب اليمينية التي فازت بأغلبية برلمانية بزعيم حزب ليكود بدلا من ليفني. ولكن ستكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ إسرائيل التي لا يحصل فيها الحزب الفائز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات على فرصة لتشكيل الحكومة.
النتائجوقد أسفرت نتائج الانتخابات الاسرائيلية التي جرت الثلاثاء الماضي عن نتيجة تتيح لكل من الطرفين الرئيسيين فيها ان يدعي فوزا، حيث تقدم حزب «كاديما» الذي تتزعمه تسيبي ليفني بمقعد واحد على «الليكود» في الانتخابات، لكن بنيامين نتانياهو يتمتع بدعم عدد اكبر من حلفاء له يؤهله تشكيل الحكومة المقبلة.وتفيد النتائج النهائية ان حزب «كاديما» (وسط) حصل على 28 مقعدا (مقابل 29 في البرلمان المنتهية ولايته) و«الليكود» على 27 مقعدا (مقابل 12) والحزب اليميني المتطرف «اسرائيل بيتنا» على 15 مقعدا (مقابل 11). اما حزب «العمل» فقد حصل على 13 مقعدا (مقابل 19) والحزب الديني المتشدد «شاس» على 11 مقعدا مقابل 12 في البرلمان المنتهية ولايته. أما حزب «يهادوت هاتورة» فحاز على خمسة مقاعد وحزبا «البيت اليهودي» و«الاتحاد الوطني» القريبان من المستوطنين حصلا على سبعة مقاعد، وأخيرا حزب «ميريتس» اليساري (ثلاثة نواب).اما المقاعد الاحد عشر الباقية فتعود الى احزاب عربية لا تستطيع مبدئياً الانضمام الى اي ائتلاف.ويبدو نتنياهو الذي يتمتع بدعم اليمين المتطرف والاحزاب اليمينية، في موقع افضل لتشكيل ائتلاف حكومي لتحقيق اغلبية من 65 نائبا من اصل 120.ولا تتمتع ليفني سوى بدعم نظري من 55 نائبا.وهذا الرقم يشمل في الواقع النواب الـ11 الذين يمثلون الاحزاب العربية وترفض ليفني التحالف معهم لتشكيل ائتلاف. وكان كل من نتنياهو وليفني اعلنا فوزهما في الانتخابات مساء الثلاثاء. لكن نتانياهو اكد انه «واثق من انه سيكون رئيس الوزراء المقبل». وقال ان «الشعب قال كلمته بوضوح والمعسكر القومي بقيادة الليكود يسجل تقدما واضحا».من جهتها، قالت ليفني ان «الشعب اختار كاديما». واضافت متوجهة الى الليكود «يجب احترام خيار الناخبين واحترام قرار صناديق الاقتراع والانضمام الى حكومة اتحاد وطني بقيادتنا».وفي هذه الصورة، يبدو حزب افيغدور ليبرمان اليميني المتطرف في موقع «صانع الملوك» لانه لا يمكن تشكيل أي ائتلاف حكومي بدون دعمه.وقال ليبرمان لانصاره «اردنا دائما حكومة وطنية، حكومة يمينية، وآمل ان نحقق ذلك (…) لقد اصبحنا الحجر الاساس في تشكيل الحكومة».واشترط ان تقوم الحكومة المقبلة «بالقضاء على حماس» التي تسيطر على قطاع غزة ورفض اي تفاوض او تهدئة مع هذه الحركة.وكتبت صحيفة «يديعوت احرونوت» الواسعة الانتشار «ليفني هي الفائزة، لكن نتنياهو يملك المفاتيح».وكتبت صحيفة «معاريف» بدورها «كسبت ليفني معركة الامس، لكنها قد تخسر الحرب»، اما نتنياهو «فقد خسر، لكنه سيفوز في النهاية».
Leave a Reply