«حماس» تتبنى عملية ديمونا الفدائية
غزة، تل أبيب – كثفت إسرائيل عمليات سفك الدم الفلسطيني، وأعلنت انها تخوض حرباً ضد حركة «حماس» في غزة «على كل الجبهات» وخصوصاً الاقتصادية منها، كما هددت بتصفية قادة الحركة في القطاع، فيما اعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس، وللمرة الاولى منذ العام 2004 مسؤوليتها عن عملية ديمونا الاستشهادية، مشيرة الى ان منفذيها مقاومان من مدينة الخليل في الضفة الغربية فيما شهد الأسبوع الماضي إطلاق صواريخ مكثف على المستوطنات الإسرائيلية القريبة من غزة.
وفي موازاة ذلك، اغلقت قوات الامن المصرية وقوات حركة حماس الحدود بين مصر وغزة بعد 10 ايام على فتحها عنوة لكسر الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع.
واستخدمت حواجز معدنية واسلاكا شائكة لسد الفجوات التي فتحت في السياج الحدودي في حين استخدم عشرات من ناشطي حماس العصي لمنع اي شخص من عبور الحدود الى مصر.
عملية ديمونا
اعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحماس في بيان انها «تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية ديمونا الاستشهادية، وان منفذيها هما القسامان محمد سليم الحرباوي وشادي محمد زغير من مدينة الخليل». وادت العملية الى مقتل اسرائيلية واصابة 11 آخرين.
واضاف البيان «وتأتي هذه العملية البطولية انتقاماً لدماء الشهداء الأبرار الذين سفك الاحتلال دماءهم على مرأى ومسمع من العالم أجمع، ورداً على الحصار البربري اللاإنساني الذي تفرضه دولة البغي والعدوان على شعبنا في قطاع غزة، وتأكيداً على قدرة المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها كتائب القسام أن تضرب العدو في مواقع حساسة في الوقت والمكان اللذين تختارهما، وفي مواقع حساسة وإستراتيجية رغم كل الاحتياطات الأمنية والتحصينات الهزيلة لجيش الاحتلال واستخباراته». وتابع البيان إن «الحصار الذي يفرضه الصهاينة على شعبنا سيجلب الانفجارات والعمليات التي لا يتوقعها العدو».
واوضحت كتائب القسام إن «تأخرنا في الإعلان عن العملية جاء لأسباب أمنية ولإرباك العدو، ونستغرب من تسرع إخواننا في بعض الأجنحة العسكرية في التبني والإعلان عن أسماء، مما يترتب عليه محاذير أمنية».
وهذه اول عملية استشهادية تتبناها حماس، منذ الهجوم المزدوج الذي نفذته في بئر السبع في آب 2004 وأسفر عن 16 قتيلا.
وقال ابو زهري ان «تأخر اعلان كتائب القسام عن تبني عملية ديمونا يرجع لاعتبارات امنية مرتبطة بالظرف الامني في الضفة الغربية» مضيفا ان «حماس لم تعلن يوما انها اوقفت او ستوقف اي شكل من اشكال المقاومة بما في ذلك العمليات الاستشهادية».
وكان المتحدث باسم «كتائب شهداء الاقصى» ابو الوليد قد قال ان العملية نفذت «بالتعاون مع كتائب ابو علي مصطفى (الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين) وسرايا «المقاومة الوطنية» مشيرا الى ان الاستشهاديين هما لؤي زكي الاغواني وموسى خليل عرفات وكلاهما من غزة.
وقال اقارب للحرباوي وزغير، في الخليل، انهم علموا باستشهادهما من خلال متابعتهم قناة «الاقصى» التابعة لحماس، موضحين ان الاثنين، وهما من حماس وكانا اسيرين في سجون الاحتلال، غادرا منزليهما في وقت مبكر من يوم العملية، من دون ان يحددا وجهتيهما. واعتقلت القوات الإسرائيلية والد الحرباوي وشقيقه.
وقالت والدة زغير «انا فخورة بابني وآمل ان يذهب الى الجنة» فيما قالت والدة الحرباوي «لم أكن أتوقع قط أن ينفذ محمد هجوما استشهاديا. كان هادئا وطبيعيا. صدمت عندما رأيت اسمه على التلفزيون».
اما عائلتا لؤي الاغواني وموسى عرفات، فلم تبلغا بعد ما اذا كان الاثنان على قيد الحياة ام لا.
إسرائيل
واعتبر المتحدث باسم رئاسة الحكومة الاسرائيلية مارك ريغيف ان تبني حماس «لا يشكل مفاجأة» مضيفا «نأمل ان يبدد هذا التبني أوهام البعض في العالم حول طبيعة حماس وان يوقظهم».
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك، من جهته، في كلمة ألقاها أمام تلامذة عسكريين في قاعدة في النقب، «سنجد حلولا للارهاب الآتي من الخليل ولصواريخ القسام من غزة، كما وجد آباؤكم حلولا في الماضي عندما حاربوا في وادي الأردن».
اما رئيس «لجنة الشؤون الخارجية والدفاع» في الكنيست تساحي هنغبي، فقال ان «حماس امتنعت لسنوات عن شن هجمات انتحارية. لقد غيرت سياستها وعلينا تغيير موقفنا ويجب الا نسمح لقيادة حماس بأن تتمتع بحصانة» مضيفا «لا فرق بين الذين يرتدون سترة انتحارية وسترة دبلوماسية… يجب تصفيتهم». وتابع ان اغتيال عدد من كبار قادة حماس، بينهم الشيخ أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، في غزة في العام 2004، كان له «تأثير مباشر على دوافع قيادة حماس للاستمرار في تنفيذ هجمات انتحارية من الواضح ان (القادة السياسيين لحماس) نسوا المصير المرير (لياسين والرنتيسي) ولذلك يجب ان نضيف الزعماء الحاليين للحركة الى تلك القائمة».
وقال وزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعزر انه «على اسرائيل ان تدرس كمشروع وطني بناء حاجز خلال سنة على طول الحدود مع مصر» التي تمتد 240 كيلومترا من جنوبي القطاع وحتى ايلات على البحر الاحمر.
Leave a Reply