عواصم – لم تمر ذكرى نكبة فلسطين هذا العام (١٥ أيار) بشكلها المعتاد، فقد توجه عشرات آلاف الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين الى الحدود مع الجولان وفلسطين المحتلة في مسيرات ضخمة، الأولى من نوعها، بالتزامن مع تظاهرات مماثلة في الضفة الغربية وغزة، وتحركات تم مماثلة منعت في الأردن ومصر. في وقت يتحدث المنظمون عن مسيرات أكبر ستقام في ذكرى النكسة، ٦ حزيران (يونيو) القادم.
حصيلة ذكرى النكبة كانت عشرات القتلى والجرحى على يد القوات الإسرائيلية. فخيمت أجواء الحزن والغضب، على الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان وكل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، حداداً على شهداء مسيرات العودة، في وقت اندلعت مواجهات بين شبان فلسطينيين وجنود الاحتلال في الضفة الغربية، فيما أبقت إسرائيل قواتها في حال تأهب قصوى على الحدود الفلسطينية-اللبنانية-السورية، وفي أراضي الضفة الغربية والمناطق المحاذية لقطاع غزة، في حين حملت الولايات المتحدة دمشق مسؤولية ما حدث في يوم الذكرى، مشيرة إلى أن المسيرات استهدفت “صرف الأنظار” عن الأوضاع الداخلية في سوريا. وكان الآلاف قد اجتازوا الحدود من الجانب السوري باتجاه قرية مجدل شمس في الجولان المحتل.
كما تغاضت العواصم العالمية ومنظمات حقوق الإنسان عن توجيه أىة إدانة للكيان الصهيوني، أما واشنطن فاكتفت بالإعراب عن الأسف لسقوط قتلى خلال التظاهرات.
ومن جهته، دعا الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الاسرائيليين والعرب على ضبط النفس والتهدئة تفادياً لـ”اعمال عنف” جديدة بعد “المواجهات”، علماً أن المسيرات كانت سلمية.
ومن جهته، صرح الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الإثنين الماضي ان “عودة الفلسطينيين الى ارضهم اصبحت اقرب الى الانجاز من اي وقت مضى” وحيا “شجاعة وبسالة الذين تظاهروا الاحد (الماضي) على الحدود اللبنانية والسورية مع فلسطين” .ورأى نصرالله ان المتظاهرين الذين تعرضوا لاطلاق النار من الجيش الاسرائيلي حولوا “يوم النكبة الى يوم آخر”، و”اثبتوا للعدو والصديق ان تمسكهم بحقهم غير قابل للمساومة ولا للنسيان ولا للتضييع”. واكد نصرالله المضي “سويا في طريق المقاومة”.
وحذرت سوريا إسرائيل من أنها تتحمل المسؤولية الكاملة عن ما أسمته “أعمالها الإجرامية”، بينما تقدم لبنان بشكوى إلى الأمم المتحدة وناشهده “بإيقاف العدوان والاستفزازات الإسرائيلية”. وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن “إسرائيل مصصمة على الدفاع عن حدودها ضد المحتجين ومن ينكرون حق إسرائيل بالوجود”.
وأضاف نتنياهو “إن هذه الاحتجاجات ليست مرتبطة بحدود 67 ولكنها تشكك في حق إسرائيل بالوجود، وهم ما ينظرون إليه كنكبة”.
وشيعت مخيمات عين الحلوة والبص والبرج الشمالي والجليل 11 شهيداً سقطوا برصاص الاحتلال في المواجهات التي شهدتها بلدة مارون الراس، وأعادوا تصويب بوصلة الصراع باتجاه العدو الاسرائيلي، وأعادوا أيضاً الاعتبار للقضية الفلسطينية بعدما كادت تضيع في معارك الزواريب وتجاذبات النفوذ في المخيمات.
كذلك، شيع السوريون في القنيطرة أربعة شهداء، من “مستشفى الشهيد ممدوح أباظة” إلى مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في دمشق وخان الشيح.
وعم الحداد كل الأراضي الفلسطينية، حيث نظم الفلسطينيون مسيرات تشييع رمزية لشهداء ذكرى النكبة. وساد إضراب لمدة ساعتين في الضفة الغربية، فيما نكست الأعلام الفلسطينية عن الوزارات والمقار الرسمية حدادا على أرواح الشهداء، في حين أعلنت القوى الفلسطينية عقب اجتماع مشترك لها في غزة، الإضراب العام ليوم واحد.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الجنرال يوعاف مردخاي أن الجيش أبقى “حالة الاستنفار القصوى في المناطق العسكرية في الشمال والجنوب (غزة ومصر) والوسط (الضفة الغربية)”.
وانتشر المئات من شرطة الاحتلال في مجدل شمس في الجولان، حيث شنوا حملة تفتيش لاعتقال “مشتبه فيهم تسللوا من سوريا”، حسبما أوضح المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد.
وأبرزت الصحف الإسرائيلية “تطويق” اسرائيل التي تتعرض “لهجوم من كل النواحي”، معتبرة أن نجاح المتظاهرين في اختراق الحدود الفلسطينية “سابقة”. وصدرت صحيفة “يديعوت احرونوت” بعنوان “لم تبق حدود”، بينما تحدثت صحيفتا “معاريف” و”اسرائيل اليوم” عن “معركة حول السياج”، معنونة افتتاحياتها بـ”السوريون عند السياج” و”الثورة العربية تدق أبواب اسرائيل”.
Leave a Reply