خطوة لتعزيز موقف عباس
مع اقتراب موعد انتخابات «كاديما» وأفول نجم إيهود أولمرت السياسي قدم الأخير جرعة منشطات لنظيره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بعد وصول مفاوضات السلام بين الطرفين الى حائط مسدود فجاءت مصادقة إسرائيل الأسبوع الماضي على إطلاق سراح 199 أسيراً، بينهم عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة وأبو علي يطا، من اصل اكثر من 11 الفا تعتقلهم في سجونها.
وتضمنت قائمة رسمية اسماء 199 شخصا ستفرج عنهم اسرائيل الاسبوع القادم في محاولة معلنة لتعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس وفي القائمة اثنين ممن قضوا أطول فترات بالسجن.
وتضم القائمة سعيد العتبة (57 عاما) الذي ينتمي الى الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وألقى القبض عليه عام 1977 وصدر ضده حكم بالسجن مدى الحياة بعد ادانته بالضلوع في تفجيرات اسفرت عن مقتل اسرائيلية وجرح عشرات الاشخاص.
ومن المقرر ان يفرج عنه و198 فلسطينيا اخرين يوم 25 اب (أغسطس) وسيتزامن الافراج عنهم مع زيارة تقوم بها وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس التي قال مسؤولون اسرائيليون وفلسطينيون انها ستحاول تحقيق تقدم باتجاه التوصل لاتفاق سلام.
وتضمنت قائمة باسماء الذين سيفرج عنهم اصدرتها ادارة السجون الاسرائيلية ايضا محمد أبو علي (52 عاما) والذي سجن مدى الحياة عام 1980 بتهمة قتل زعيم للمستوطنين اليهود قرب الخليل بالضفة الغربية المحتلة.
وصدر حكم اخر ضد ابو علي بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل فلسطيني في السجن للاشتباه في انه يتعاون مع السلطات الاسرائيلية. ورغم وجوده في السجن الا انه انتخب عضوا في البرلمان الفلسطيني عام 2006.
ويوجد نحو 11 الف فلسطيني في السجون الاسرائيلية وتأمين الافراج عنهم مسألة مثيرة للمشاعر بدرجة كبيرة بين الفلسطينيين فيما يواصل عباس سعيه للتوصل الى اتفاق سلام مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت. وعارض عدة وزراء اسرائيليين اطلاق سراح فلسطينيين «ملطخة اياديهم بالدماء» وهو تعبير اسرائيلي لوصف الهجمات التي يسقط فيها ضحايا اسرائيليون لكن لجنة وزارية وافقت في وقت سابق الاثنين على القائمة.
وقالت وداد والدة العتبة البالغة من العمر 75 عاما «كنت اخشى ان اموت قبل ان اراه». وقالت ان اخر مرة سمحت فيها السلطات الاسرائيلية لها بزيارته في السجن كانت قبل عامين.
وقال تزيلا جاليلي ابن الاسرائيلية التي قتلت في تفجير وقع بسوق للخضر نفذته خلية العتبة التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لموقع واي نت الاسرائيلي الاخباري على الانترنت «كان يجب قتل الارهابي الذي قتل امي لا سجنه».
وقال مسؤولو الحكومة الاسرائيلية إنهم يأملون ان يعزز الافراج عن السجناء شعبية عباس الذي فقدت حركة فتح التي يتزعمها السيطرة على قطاع غزة لصالح حركة المقاومة الاسلامية حماس في العام الماضي وان يظهر للفلسطينيين ان الحوار يمكن ان يتمخض عن نتائج.
وكانت الولايات المتحدة قد عبرت عن أملها في التوصل لاتفاق اطار للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين قبل انتهاء ولاية الرئيس جورج بوش في كانون الثاني (يناير). لكن المحادثات تعثرت بسبب الخلافات حول بناء المستوطنات الاسرائيلية ومستقبل القدس.
والمرة السابقة التي عقدت فيها رايس اجتماعات مع مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين كانت في واشنطن في 30 تموز (يوليو) وهو نفس اليوم الذي قال فيه رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت الذي تلاحقه فضيحة فساد انه سيستقيل بعد أن يختار حزبه كديما زعيما جديدا في أيلول (سبتمبر).
ونحو نصف المدرجة اسماؤهم على القائمة كانوا سيستكملون فترات عقوباتهم في العام القادم لكن 34 منهم كان امامهم خمس سنوات على الاقل. واربعة من السجناء نساء.
وتراوحت الجرائم التي وردت في القائمة امام اسماء الذين سيفرج عنهم بين القاء الحجارة وشن هجمات بالرصاص.
Leave a Reply