ليفني تفشل فـي تشكيل حكومة..
تل أبيب – انقلب المشهد رأساً على عقب في إسرائيل التي أصبحت الحياة السياسية فيها تعيش شللا بانتظار ان تحسم صناديق الاقتراع في شباط (فبراير) القادم التوجهات السياسية للكيان الصهيوني. فقد سارعت تسيبي ليفني إلى البدء بحملتها الانتخابية فور إبلاغها الرئيس شمعون بيريز عجزها عن تشكيل ائتلاف حاكم. فقد أعلن المتحدث باسم الكنيست الاسرائيلي إن الانتخابات الاسرائيلية المبكرة ستجري في العاشر من شباط (فبراير). وجاء ذلك عقب اجتماع ضم رؤساء الكتل البرلمانية مع رئيسة الكنيست داليا اتسيك بعد الاعلان رسميا عن فشل تسيبي ليفني في تشكيل ائتلاف حاكم تقود من خلاله إسرائيل. واضاف المتحدث أن الكنيست سيعلق نشاطاته في الحادي عشر من شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل. وبحسب التشريع الاسرائيلي، ينبغي اجراء الانتخابات في العاشر من شباط، اي بعد تسعين يوما من اعلان الرئيس بيريز يوم الاثنين الماضي أنه لا توجد إمكانية لتشكيل حكومة ولا بد من اجراء انتخابات مبكرة. وقد دخلت اسرائيل بالفعل اجواء الحملة الانتخابية. فقد اتهم ايلي يشائي رئيس حزب «شاس» المتشدد الذي رفض دعم محاولات ليفني لتشكيل حكومة ائتلافية، كاديما باطلاق «حملة عنصرية معادية لليهود الشرقيين». وكان يشير الى رفض ليفني شروط شاس الذي طالبها بزيادة المخصصات المالية للعائلات وبأن تتعهد عدم التفاوض مع الفلسطينيين حول مصير القدس الشرقية. على الصعيد الدبلوماسي، نقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول في وزارة الخارجية الاسرائيلية قوله ان «العمل والاتصالات الدبلوماسية سيشهدان فترة تباطؤ». واضاف هذا المسؤول الذي رفض كشف هويته «في اي حال، اعلن السوريون انهم يفضلون انتظار ان يتولى الرئيس الاميركي المقبل مهماته في كانون الثاني (يناير). وبدأت اسرائيل وسوريا في ايار (مايو) الماضي مفاوضات سلام غير مباشرة عبر تركيا. لكن هذه الاتصالات علقت منذ منتصف ايلول (سبتمبر). وتابع المسؤول ان «الاتصالات ستتواصل مع الفلسطينيين، وخصوصا تحضيرا للقاء يجمع اسرائيل وممثلي السلطة الفلسطينية باعضاء اللجنة الرباعية الدولية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، في منتصف تشرين الثاني في شرم الشيخ» في مصر. واستعدادا لهذا اللقاء، اوضح المسؤول ان على الاسرائيليين والفلسطينيين ان يجروا «تقويما لعام من المفاوضات». وتتعثر منذ اشهر المفاوضات مع الفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق قبل نهاية العام، الامر الذي يأمل الرئيس الاميركي جورج بوش تحقيقه. من جهتهما، دعا وزيرا الداخلية مئير شتريت والبنى التحتية بينامين بن اليعازر الثلاثاء الى تجميد المفاوضات. واكد شتريت الذي ينتمي الى كاديما ان المفاوضات مع الفلسطينيين والسوريين لا يمكن «ان تحرز تقدما خلال الفترة الانتخابية لدينا ولدى الولايات المتحدة». واعتبر بن اليعازر احد قادة حزب العمل ان حكومة انتقالية لا تستطيع «اتخاذ قرارات استراتيجية». لكن الادارة الاميركية اكدت انها ستواصل حتى النهاية جهودها لبلوغ اتفاق سلام، مع اقرارها بان اجراء انتخابات مبكرة في اسرائيل «سيعقد» الامور. واعلن ايهود اولمرت الاثنين الماضي انه ينوي البقاء على رأس الحكومة الانتقالية حتى الانتخابات المقبلة. ونظريا، تتمتع هذه الحكومة بكامل السلطات ولكن لا يمكنها توقيع اتفاقات تلزم البلاد مستقبلا.
Leave a Reply