غزة – يبدو أن حالاً من التململ بدأت تسود أوساط القيادة المصريّة و«حماس» من تأخّر الرد الإسرائيلي على اتفاق التهدئة، وهو ما دفع الرئيس المصري حسني مبارك إلى الحديث عن «إجراءات أحادية» على معبر رفح لتفادي أزمة إنسانية في القطاع، فيما جدّدت الحركة الإسلامية التلويح بـ«انفجار لكسر الحصار».
وأعلنت مصادر مصرية مطّلعة أن «الرئيس المصري، وبناءً على تقرير من رئيس جهاز الاستخبارات اللواء عمر سليمان، قرّر اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لتفادي حدوث أزمة إنسانية في غزّة تؤدي إلى تكرار عمليات اقتحام الحدود المصرية مع القطاع، إذا رفضت إسرائيل مقترحات مصر للهدنة في القطاع».
غير ان صحيفة «يديعوت احرونوت» نقلت عن مسؤولين إسرائيليين ان الزيارة التي يعتزم مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان القيام بها قريبا الى الدولة العبرية، لبحث اتفاق التهدئة الذي توصل اليه مع الفصائل الفلسطينية، أرجئت الى ما بعد الاحتفالات بقيام إسرائيل، بطلب من اولمرت ووزيري الدفاع ايهود باراك والخارجية تسيبي ليفني، الذين دعوا سليمان الى ان يُحضر معه ضمانات اكيدة حول اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي الاسير في غزة جلعاد شاليت، وخططا لوقف تهريب السلاح الى القطاع، بالاضافة الى تعهد الفصائل بوقف اطلاق الصواريخ على الدولة العبرية والقيام بعمليات «ارهابية» ضد الجنود والسكان في محاذاة القطاع.
وأوضحت مصادر مصرية، لصحيفة «الأخبار» اللبنانية، أن الإجراءات التي قد تتخذها القاهرة ردا على موقف اسرائيل المماطل «قد تكون فتح معبر رفح البري من دون إخطار إسرائيل»، مشيرة إلى أن الكرة الآن في ملعب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، ليقرّر قبول الهدنة أو رفضها. ونفت أن تكون إسرائيل متحفظة على زيارة سليمان، قائلة إن «إسرائيل، التي راهنت على رفض الفصائل الفلسطينية لمساعي التهدئة، فوجئت بالنجاح المصري في إقناع الفصائل بالالتزام بهدنة لمدة ستة أشهر». وكشفت عن رسالة عاجلة وجّهها مبارك إلى نظيره الأميركي جورج بوش، يحثّه فيها على التدخل لإقناع أولمرت بعدم إفساد هذه المساعي.
في هذا الوقت، جدّدت «حماس» تلويحها بـ«انفجار في غزّة» و«خيارات مفتوحة لكسر الحصار ومواجهة العدوان». وقال المتحدث باسم «حماس»، سامي أبو زهري، إن «الأوضاع في غزّة باتت مأسوية وكارثية في ظل استمرار الاحتلال في منع وصول إمدادات الوقود والغاز».
وأوضح أبو زهري «تذكّر الحركة أنها قدمت كل ما يمكن من التسهيلات لإنجاح الجهود المصرية لوقف العدوان ورفع الحصار وفتح المعابر»، مشدّداً على أنه إذا «أفشل الاحتلال هذه الجهود بتعنّته، فإن شعبنا لن يُلام على أي شيء يفعله في مواجهة الموت البطيء الذي يتعرض له»، مشدّداً على أن هذا الموقف «لا يعني سحب ورقة التهدئة». لكنه أضاف «طالما أنه لا يوجد ردّ إسرائيلي فمن حقنا أن ندافع عن أنفسنا». وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «حماس» أقامت منطقة تدريبات ومخازن أسلحة وعتاد عسكري في شبه جزيرة سيناء. وأوضحت أن نشطاء الحركة يخرجون من قطاع غزة إلى سيناء، حيث يتوجهون إلى سوريا وإيران لإجراء تدريبات عسكرية.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أوضحت لمصر، في أعقاب حصولها على معلومات عن نشاط «حماس»، أن وقف تنقّل هؤلاء النشطاء بين سيناء والقطاع هو شرط للتوصّل إلى اتفاق وقف إطلاق النار. وأشارت إلى أن مصر تعهدت ببذل كل جهد لوقف تهريب الأسلحة ومراقبة الحدود.
وقالت «يديعوت أحرونوت» إن حماس تجري في منطقة التدريبات هذه تجارب على تشغيل عبوات ناسفة، وإطلاق قذائف مضادة للمدرعات وصواريخ جديدة وتدريبات بالنيران الحية. وأشارت إلى استعداد «حماس» لتنفيذ إسرائيل عملية عسكرية واسعة في القطاع، لذلك تعمل على تحسين قدرات «وحدة الانتحاريين» في صفوفها. وأعلنت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أنه تم «إطلاق صواريخ من قطاع غزة، سقط ثلاثة منها على الأقل في سديروت، ما أدى إلى إصابة شخص واحد بجروح طفيفة».
Leave a Reply