أولمرت أقرّ بضرب «منشأة نووية» سورية مهندسوها كوريون
تل أبيب – تسعى إسرائيل، بحسب مصادرها، إلى جس نبض سوريا بشأن استئناف مفاوضات السلام بين الجانبين. فقد ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية يوم الأحد الماضي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت بعث خلال العام الماضي بنحو 20 رسالة إلى الرئيس السوري بشار الأسد، تتعلق بإمكانية استئناف المفاوضات بين الطرفين. فبعد شهور من تنامي التوتر والتأمل الذي كان يتعلق باحتمال تكرار الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان عام 2006، وقبل الضربة التي وجهت إلى سوريا العام الماضي، أرسلت إسرائيل إشارة بأنها مصممة على أن الحرب مع سوريا غير واردة، لأن الجيش السوري كان قد قلل استعداده للحرب، أو أن ذلك ما يريد أن يقوله الإسرائيليون. إلا أن وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك نصح «حزب الله» بعدم المجازفة والتسبب بمواجهة مسلحة مع إسرائيل، وجددت وزارة الدفاع وهيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيليتان إتهاماتها «حزب الله» بأنه يواصل التزود بأسلحة إيرانية وسورية، في وقت كشفت تقارير عن ان رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود اولمرت اقر بضرب منشأة نووية في شمال سوريا، حصلت الولايات المتحدة على لائحة لاسماء مهندسيها من كوريا الشمالية.وقال باراك خلال جولة تفقدية له على الحدود الشمالية مع لبنان «ان الجيش الإسرائيلي يراقب ما يجري في الجانب الاخر من الحدود مع لبنان، وأنصح اي شخص بعدم اختبار إسرائيل لانها الدولة الاقوى في المنطقة كلها». أضاف «ان حزب الله يواصل نشاطه ويزيد من قوته العسكرية»، مشدداً على أن إسرائيل «زادت من قوتها واستخلصت العبر وتقوم بمراقبة ما يجري في الجانب الآخر من تجهيزات وتحضيرات يقوم بها حزب الله».وأكد باراك خلال اجتماع مغلق للجنة الخارجية والأمن في الكنيست ان «حزب الله لا يزال يحصل على أسلحة بمساعدة إيران»، وانه «يتجنب الاستفزازات»، معتبرا انه «استخلص الدروس من الضربات التي تلقاها» خلال حرب لبنان صيف 2006. وقال «الجيش الإسرائيلي متأهب وجاهز ومستعد لكافة الاحتمالات وننظر إلى هذا الهدوء الجميل من حولنا ونعرف ان أمورا أخرى تحت سطح الأرض».وأكد رئيس اركان الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي، الذي شارك في الاجتماع، ان «عناصر حزب الله ينشطون بصورة سرية وبملابس مدنية، خصوصا في المناطق المأهولة (في جنوب لبنان) لأن التفويض الممنوح لقوات اليونيفيل يمنعها من العمل في هذه المناطق من دون تصريح من الجيش اللبناني».وقال ضابط كبير في هيئة الاستخبارات الإسرائيلية في سياق تقرير قدمه إلى لجنة الخارجية والأمن، ان «منظمة حزب الله تواصل التزود بأسلحة إيرانية وسورية»، محذرا من ان عناصر الحزب قد يقومون بعملية على الحدود «انتقاماً لتصفية المسؤول العسكري للمنظمة عماد مغنية»، من دون ان يستبعد ان ينفذ العملية تنظيم آخر. ومن المقرر ان تجري الجبهة الداخلية الإسرائيلية في السادس من نيسان (ابريل) الجاري مناورات على حالة الطوارئ، استعدادا لأية حرب قادمة، ووصفت هذه المناورات بأنها «الأكبر في تاريخ إسرائيل».من ناحيته قلل حاييم رامون نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي من مخاطر نشوب نزاع مسلح مع سوريا.وقال رامون في تصريحات للإذاعة الإسرائيلية «إسرائيل لا تنوي مهاجمة سوريا، والأخيرة تؤكد فقط أنها على استعداد للرد، إذن فإن مخاطر نشوب نزاع عسكري ضئيلة جدا».وأضاف رامون أن إسرائيل تتحقق باستمرار من إمكانية إجراء مفاوضات سلام مع سوريا، «لكن للأسف فإن هذا البلد منخرط بقوة في علاقاته مع محور الشر المتمثل في إيران وحزب الله».وحسب الوزير الإسرائيلي فإن رئيس الوزراء إيهود أولمرت بعث برسائل عدة تفيد بأن إسرائيل على استعداد للتفاوض، «لكن سوريا ترفض التخلي عن الإرهاب، والالتحاق بالدول المعتدلة».منشأة نووية سوريةفي غضون ذلك، نقل الموقع الالكتروني لصحيفة «اساهي شيمبون» اليابانية عن مصادر في الحكومة اليابانية قولها ان إيهود أولمرت اقرّ امام رئيس الوزراء الياباني ياسو فوكودا خلال اجتماع بينهما في 27 شباط (فبراير) الماضي، بأن الهجوم الذي شنته إسرائيل ضد سوريا في ايلول (سبتمبر) الماضي، استهدف منشأة نووية، تم تشييدها بمساعدة فنيين ارسلتهم كوريا الشمالية. وأكدت المصادر ان اولمرت عبر عن قلق إسرائيل حيال قضية نشر كوريا الشمالية للأسلحة نووية، وقال ان تل ابيب تسعى لتقاسم مزيد من المعلومات مع طوكيو في هذا الشأن.في هذا الاطار، كشف مصدر ديبلوماسي رفيع ان الولايات المتحدة حصلت على أسماء المسؤولين الكوريين الشماليين الذين أرسلوا الى سوريا لمساعدتها في إنشاء مفاعل نووي.ونقلت صحيفة «تشوصن إلبو» الكورية الجنوبية، عن المصدر قوله ان واشنطن أبلغت بيونغ يانغ خلال اجتماع أخير بين البلدين «لائحة بأسماء المسؤولين الكوريين الشماليين المتورطين بتزويد سوريا بالتقنية النووية»، مشيراً إلى ان كوريا الشمالية نفت هذه الاتهامات. وأوضح ان اللائحة «تتضمن اسماء مهندسين نووين، متورطين بتأمين التقنية النووية إلى سوريا، من خلال شبكات استخبارية متعددة».سلام مع سورياوكان مصدر إسرائيلي رفيع المستوى قد سرب الأسبوع الماضي نبأً يفيد بأن حكومته أرسلت في العام الأخير حوالى 20 رسالة لسوريا، وكانت الردود سلبية.
وكانت وسائل إعلامية إسرائيلية قد ذكرت، قبل أسابيع، أن سوريا رفضت اقتراحات إسرائيلية لاستئناف المفاوضات، بسبب إيمانها بأن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش لا تؤدي دورا إيجابيا في الوساطة بين الطرفين. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن وزير رفيع المستوى في المجلس الأمني المصغر أن رئيس الحكومة إيهود أولمرت بعث للأسد في العام الأخير حوالى 20 رسالة، في محاولة لفهم مواقف سوريا تمهيدا لاستئناف محتمل للمفاوضات بين الدولتين. وأضاف الوزير الإسرائيلي أن ردود الأسد لم تتوافق مع التوقعات الإسرائيلية، وخصوصا عدم استعداده للبحث في قطع علاقات سوريا مع إيران.
Leave a Reply