كانتون – «صدى الوطن»
رغم موجة الانتقادات الواسعة واتهامه بالعنصرية من قبل الديمقراطيين، تمسك المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ميشيغن، باتريك كولبيك، باتهاماته غير المثبته للمرشح الديمقراطي للمنصب ذاته، عبدول السيد، بأنه ينتمي لتنظيم «الإخوان المسلمين».
وكان موقع «باز فيد» الإخباري قد كشف الثلاثاء الماضي عن تصريحات عنصرية أطلقها كولبيك خلال ندوة تحت عنوان «إذا رأيت شيئاً قُلّ شيئاً» بمشاركة ضابط سابق في وزارة الأمن الداخلي.
وزعم السناتور الجمهوري المحافظ في مجلس شيوخ الولاية عن بلدة كانتون، أن المسلمين يخططون لنشر «ثقافة الجهاد» و«تغيير نظام الحكم» في الولايات المتحدة من خلال تطبيق «قانون الشريعة» الإسلامية.
وأضاف كولبيك –بحسب فيديو مصور له– أن المخطط يتضمن إيجاد منطقة نفوذ يسيطر عليها المسلمون، لافتاً إلى أن مدينة هامترامك، أصبحت أول مدينة أميركية تتشكل غالبية أعضاء مجلسها البلدي من المسلمين.
وتابع قائلاً «ولكن لدينا أيضاً شخصاً على الأرجح سوف أواجهه في الانتخابات العامة، وهو الدكتور عبدول السيد، الذي لوالديه روابط بالإخوان المسلمين في مصر»، مؤكداً أن «هذه أمور مخيفة».
والسيد، هو مرشح عربي أميركي تقدّمي من خارج الطبقة السياسية الحالية، وهو ابن لمهاجرين مصريين، وقد تولى والده وزوجته الثانية، وهي أميركية بيضاء، تربيته في منطقة ديترويت الكبرى حيث ولد وترعرع السيد قبل أن يكمل تعليمه العالي خارج ولاية ميشيغن.
ويؤكد السيد في خطابه الانتخابي على ضرورة الفصل بين الدين والدولة، رغم تأكيد التزامه بالدين الإسلامي.
ويخوض كولبيك الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في آب (أغسطس) القادم بمواجهة مرشحين قويين، هما مدعي عام الولاية الحالي بيل شوتي ونائب الحاكم الحالي براين كالي.
أما السيد، فيواجه على الضفة الديمقراطية، كلا من السناتور السابقة غريتشن ويتمر ورجل الأعمال الهندي الأصل تانيدار شري، في حين انسحب رجل الأعمال الإفريقي الأميركي بيل كوبز من السباق مع حلول الموعد النهائي للترشح (الثلاثاء الماضي).
وتستبعد الاستطلاعات الأولية أن يتمكن السيد أو كولبيك من تجاوز الانتخابات التمهيدية لحزبيهما.
وعلق السيد على تصريحات كولبيك بالقول «بالطبع كنت أعلم أنه باختياري الترشح لمنصب الحاكم كمسلم أميركي فخور، سوف أواجه الوجه القبيح لعنصرية تفوّق البيض، التي أججها دونالد ترامب وأصدقاؤه».
ولفت المرشح الديمقراطي إلى التجاوب الواسع مع حملته الانتخابية من كافة شرائح المجتمع، قائلاً «إن الميشيغندريين لا يهتمون كيف أصلّي، بل يهتمون لما أصلي من أجل تحقيقه، وهو بناء ميشيغن عادلة ومتساوية، فيها وظائف جيدة تكفي متطلبات الحياة، ورعاية صحية للجميع، ومياه نظيفة، ومدارس عامة ممتازة».
ومن جانبه، قال المدير الإقليمي لـ«مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية» (كير–ميشيغن)، داوود وليد، إن تصريحات كولبيك غير منطقية، واتهمه بترويج العنصرية ومعاداة الأجانب ومحاولة إثارة الهواجس، داعياً الحزب الجمهوري إلى إدانة كولبيك.
وأشار وليد إلى أن السيد داعم لشرعنة الماريوانا وحقوق المثليين «وهذه ليست أمور يمكن أن يدعمها المتشددون الإسلاميون».
وعلقت المتحدثة باسم الحزب الجمهوري في ميشيغن، سارة أندرسون، بالقول إن الحزب غير مهتم بالانجرار إلى نظريات المؤامرة، مؤكدة أن لا علاقة للحزب بما قاله كولبيك.
وأضافت «نحن ندين بشكل قاطع أي نوع من الكلام الذي يحض على الكراهية، بغض النظر عن المصدر».
كولبيك يتمسك
ويوم الأربعاء الماضي، أكد السناتور كولبيك على دقة تعليقاته، وقال لصحيفة «ديترويت نيوز» إنه استند إلى «مذكرة تفصيلية» تم اكتشافها عام ٢٠٠٤، تتضمن شرحاً للأهداف الاستراتيجية لتنظيم «الإخوان المسلمين» في الولايات المتحدة.
وعن اتهام السيد بالارتباط بـ«الإخوان»، قال كولبيك إن والد زوجة السيد عضو في مجلس إدارة «كير» في ميشيغن، مشيراً إلى ارتباط المنظمة الحقوقية بالتنظيم الدولي.
وأضاف أن السيد كان عضواً في جمعية الطلاب المسلمين في «جامعة ميشيغن»، متهماً المنظمة الطلابية أيضاً بالارتباط بـ«الإخوان المسلمين».
وقد نفى وليد للصحيفة علاقة «كير» بـ«الإخوان المسلمين» أو أي منظمة أخرى خارجية، مؤكداً أن «كير» مؤسسة غير ربحية قانونية ولديها تاريخ طويل في قضايا الحقوق المدنية بالولايات المتحدة.
ومن جانبه، قال رئيس الحزب الديمقراطي في ميشيغن، براندون ديلون، «إن باتريك كولبيك أحمق متعصب ومثير للشفقة»، مؤكداً أن «ميشيغن مباركة بوجود مجتمع إسلامي مزدهر، وحزبي سعيد بأن الدكتور السيد ديمقراطي».
Leave a Reply